الانفصام بين الدين التعبدي ورحيقه السلوكي

منذ 2014-01-25

هناك معايير للقيمة والجودة من خلالها يتم الحكم على مخرجات النشاط الإنساني المتعدد الاتجاهات والأيديولوجيات؛ حتى لو اختلفت أدوات التقييم والبيئات المحيطة بذلك النشاط، بل حتى لو تنوعت الأساليب والشهادات الأكاديمية والمراكز الاجتماعية لذلك المقيّم؛ فإن مخرجات ذلك التقييم تكون متقاربةَ في مفاهيمها العامة على جودته وصلاحيته للحياة وفق أنماط البشر وعقائدهم.


هناك معايير للقيمة والجودة من خلالها يتم الحكم على مخرجات النشاط الإنساني المتعدد الاتجاهات والأيديولوجيات؛ حتى لو اختلفت أدوات التقييم والبيئات المحيطة بذلك النشاط، بل حتى لو تنوعت الأساليب والشهادات الأكاديمية والمراكز الاجتماعية لذلك المقيّم؛ فإن مخرجات ذلك التقييم تكون متقاربةَ في مفاهيمها العامة على جودته وصلاحيته للحياة وفق أنماط البشر وعقائدهم.

والدين الإسلامي هو منبع للقيم النبيلة، والمخرجات السلوكية الفطرية ذات المنتج الاحتوائي الشامل، والمشاع لكل البشر على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم، وطرق حياتهم، مع شهادة براءة من الإقصاء والقتل، والتجريح والتشويه، والمتأمل لمنتجنا السلوكي يحكم جازماً بأنه براء من فئةٍ ادّعتهُ كذباً وبهتاناً وإفكاً؛ في دليل واضح على حاجتنا إلى إعادة طريقة العرض، والاستخدام لذلك المنتج.

إنه منهج شامل لكل جوانب الحياة التعاملية والسلوكية، يظهر فيه الانضباط والحرص على مصلحة المجتمع وأنظمته ورموزه، في اعتراف فطري بأن كل أنشطتنا المختلفة، ومصدر إبداعنا واستقرارنا وبقائنا ينبع من سلوكنا، وفق روح واحدة قائمة على الآداب النبيلة التي يحملها ذلك المنتج.

إننا اليوم نحتاج إلى الوقوف مع أنفسنا، والاعتراف بأننا نحتاج إلى جرعات كثيرة من هذه الجودة، لترميم سلوكنا وتصرفاتنا، وتواصلنا مع بعضنا، واحترام أنظمتنا المختلفة، والابتعاد عن رمي الخطأ والتقصير على كل غائب ومجهول ومسئول من خلال بناء كل شخص منا نظاماً حضارياً شاملاً وذاتياً، ينطق بروح الجماعة، وأصالة الوفاء والجهد والمشاركة في اعتراف بأهمية مشاركتنا، على اختلاف إبداعاتنا في أمننا واقتصادنا، وممتلكات وطننا، رعايةً وتطبيقاً لكل أنظمتنا المختلفة، واحترام كل من يعيش على أرضنا مهما اختلفنا معه في الأدوات، وفق سلامة الحس والانتماءات، في شهادة ودليل على سعودية الجودة والاهتمام والتأصيل، وفق خلية منظمة الأدوار، محترمة الثوابت، وطنية التأسيس.

إنها دعوة لتأمل خارطة البقاء والحياة بجودةٍ رحيقها منتجات هذا الدين.

فهد بن سعود العجلان

 

  • 0
  • 0
  • 879

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً