وقفات منهجية تربوية - (20) الوقفة السابعة عشرة: توظيف طاقة الطلاب حسب مقدرتهم

منذ 2014-04-27

إن من منهج الصحابة توظيف تلاميذهم بحسب طاقاتهم الذهنية، ومداركهم العقلية، وإمكاناتهم الفكرية والعلمية، فقد يفتح الله تعالى على شاب في الخطابة وآخر في التلاوة، وهكذا. فالطاقات كثيرة لكن من الخلل أن تقتل هذه الطاقات في مهدها أو أن توظف في خلاف ما فطرت وجبلت عليه، أو أن تستغل في خلاف المنهج السليم. قمن الخلل في التربية أن تستغل طاقة شاب دون القيود الشرعية.

فهناك من فتح الله عليه بالشعر أو الخطابة أو الحديث لكنه ليس رأسًا في طلب العلم فالمصيبة أن يتصدر هؤلاء للفتوى. فسيبويه مقامه على الرأس والعين فيما يتعلق بلغة العرب، أما في الحديث فليس من بابه. وأبو نواس رأسٌ في الشعر عريٌ من غيره، وعبد الرحمن بن مهدي إمام في الحديث لا يدري ما الطب قط، ومحمد بن الحسن رأس في الفقه ولا يدري ما القراءات، وحفص إمام في القراءة تالف في الحديث.. وهكذا.

فالمصيبة في هذه الصحوة أو في المحسوبين عليها أن يأتي رجل له خبرة في القراءات فيُستفتى في النوازل الكبيرة وعظائم الأمور! هذا والله من الخلل الكبير الذي يعيق سير الركب أن تؤتي ثمارها.

 

ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية.

  • 0
  • 0
  • 1,439
المقال السابق
(19) الوقفة السادسة عشرة: المنهج التطبيقي العملي للعلم
المقال التالي
(21) الوقفة الثامنة عشرة: السمع والطاعة لولاة الأمور

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً