لذَّة المعصية!

منذ 2014-05-13

وهمٌ كبيرٌ يقع فيه الإنسان قبل ارتكاب المعصية.. يُزيِّنها له الشيطان ويُغويه ويُغريه.. حتى إذا ما وقع في الفخ ووقع في شِراك الشيطان؛ بدأ لسع المعصية الذي هو أشد من لسع السياط وضرب السيوف على قلب المؤمن، فنغص عليه كل لحظة لذة عاشها مع المعصية ولم تبقَ له سوى حسرات..

وهمٌ كبيرٌ يقع فيه الإنسان قبل ارتكاب المعصية.. يُزيِّنها له الشيطان ويُغويه ويُغريه.. حتى إذا ما وقع في الفخ ووقع في شِراك الشيطان؛ بدأ لسع المعصية الذي هو أشد من لسع السياط وضرب السيوف على قلب المؤمن، فنغص عليه كل لحظة لذة عاشها مع المعصية ولم تبقَ له سوى حسرات..

قال ابن القيم رحمه الله: "المؤمن لا تتم له لذَّةٌ بمعصيةٍ أبدًا، بل لا يُباشرها إلا والحزن يخالط قلبه، ومتى خلا قلبه من هذا الحزن فليبكي على موت قلبه".

ومن عجائب تلبيس الشيطان لابن آدم أن يُزيِّن له الحرام ويُبغض إليه الحلال حتى ولو كان نفس المذاق!

ذُكِرَ أن أحد الشعراء كان فاسِقًا ماجِنًا، فكان إذا أراد أن يفعل بامرأة فاحشة دعاها إلى نفسه.. فإن أبت هدَّدها بأن ينشئ فيها شعرًا يهجوها به تسير به الركبان، فدعى يومًا امرأةً إلى فاحشة فأبت عليه،  فلما هدَّدها بذلك أظهرت له الموافقه وقالت له: أنا آأتيك في مكان كذا وكذا.. ولكني امرأة أستحي فلا تُشعِلنَّ سِراجًا ولا تُحدِّثني.

قال: نعم. فلما أقبل الليل وذهب الرجل إلى ذلك المكان، ذهبت هذه المرأة إلى زوجة هذا الشاعر وأخبرتها بالقصة، وقالت اذهبي أنتِ إليه،  فذهبت زوجته إليه ثم دخلت عليه في هذه الدار المظلمة، ثم لما انتهى منها.. قالت له: يا فلان أما عرفتني؟! أنا فلانة زوجتك.

فقال لها: أعوذ بالله ما أقبحكِ في الحلال وما ألذكِ في الحرام!

الرجل تلذَّذ بالمرأة ظنًا منه أنها ليست زوجته! فلما عرف أنها هي أدرك خديعة الشيطان له.. فقد تلذَّذ بها في الحرام الذي كان يظنه ما لم يتلذَّذ بالحلال الطيب الذي أحلَّه الله له.

قال تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آلِ عمران من الآية:185].

يقول الإمام الطبري في تفسيرها: "وما لذات الدنيا وشهواتها وما فيها من زينتها وزخارفها، إلا متاع الغرور، يقول: إلا متعة يُمتعكموها الغرور والخداع المضمحل الذي لا حقيقة له عند الامتحان، ولا صحة له عند الاختيار، فأنتم تلتذون بما متعكم الغرور من دنياكم، ثم هو عائد عليكم بالفجائع والمصائب والمكاره، يقول تعالى ذكره: ولا تركنوا إلى الدنيا فتسكنوا إليها، فإنما أنتم منها في غرور تمتعون، ثم أنتم عنها بعد قليل راحلون..

ثم قال: "والغرور مصدر من قول القائل: غرَّني فلان فهو يغُرِني غرورًا بضم الغين، وأما إذا فتحت الغين من الغرور، فهو صفة للشيطان الغرور، الذي يَغُر ابن آدم حتى يدخله من معصية الله فيما يستوجب به عقوبته".

 

 

 

 

 

 

 

 
 
 
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 13
  • 0
  • 44,830

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً