لا تحزن - الإيمانُ طريقُ النجاةِ (2)

منذ 2014-05-20

إنَّ المسلم لا يقدمُ على مثلِ هذهِ الأمورِ، مهما بلغتْ الحالُ. إنَّ ركعتين بوضوءٍ وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلَّ هذا الغمِّ والكدرِ والهمِّ والإحباطِ، {وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.

ذكرتْ جريدةُ (الشرق الأوسط) في عددها بتاريخ 21/ 4/ 1415هـ، نقلاً عنْ مذكراتِ عقيلةِ الرئيسِ الأمريكيِّ السابقِ (جورج بوش): أنَّها حاولتِ الانتحار أكثر منْ مرةٍ، وقادتِ السيارة إلى الهاويةِ تطلبُ الموت مظانَّهُ، وحاولتْ أنْ تختنق.

لقدْ حضر قزمانُ معركة أُحدٍ يقاتلُ فيها مع المسلمين فقاتلُ قتالاً شديداً. قال الناسُ: هنيئاً له الجنةُ. فقال صلى الله عليه وسلم: « «إنهُ منْ أهلِ النارِ!! فاشتدتْ به جراحُه فلم يصبرْ، فَقَتَلَ نفسه بالسيفِ فمات»، {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.

وهذا معنى قولِهِ سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}.
إنَّ المسلم لا يقدمُ على مثلِ هذهِ الأمورِ، مهما بلغتْ الحالُ. إنَّ ركعتين بوضوءٍ وخشوعٍ وخضوعٍ كفيلتان أنْ تُنهيا كلَّ هذا الغمِّ والكدرِ والهمِّ والإحباطِ، {وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}.

إنَّ القرآن يتساءلُ عنْ هذا العالمِ، وعنِ انحرافِه وضلالِه فيقولُ: {فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}؟! ما هو الذي يردُّهمْ عنِ الإيمانِ، وقدْ وضُحتِ المحجةُ، وقامتِ الحجةُ، وبان الدليلُ، وظهر الحقُّ، وسطع البرهانُ. {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}، يتبينُ لهمْ أنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم صادقٌ، وأنَّ الله إلهٌ يستحقُّ العبادة، وأنَّ الإسلام دينٌ كاملٌ يستحقُّ أنْ يعتنقه العالمُ، {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.

عائض بن عبد الله القرني

حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة الإمام الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,170
المقال السابق
الإيمانُ طريقُ النجاةِ (1)
المقال التالي
حتى الكُفَّارُ درجاتٌ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً