مهمتك صقل مواهب طفلك لا إيجادها

منذ 2014-06-28

أيها الآباء، أيتها الأمهات: إن واجب التربية الذي يتحتم عليكم هو تسخير المواهب والملكات، وتكميل الإمكانات والقدرات الموجودة في أطفالكم وتبليغها مداها، وإياكم أن تجعلوا من أطفالكم حقلًا للتجارب، أو تحقيقًا لطموح عجزتم أنتم عن تحقيقه.

قسم الله بين عباده الرزق والمعاش، كما قسم بينهم الملكات والقدرات والمواهب، بعدله وحكمته.
ومن أجهد نفسه لتحصيل ما لا يمتلك فهو كمن يكتب على الماء أو يرسم في الهواء، إذا علمنا أن الله هو الذي قسم بيننا المواهب والقدرات كما قسم بيننا الأرزاق والآجال..

فلم يحسد أحدنا الآخر؟! فمن حُرم نعمة كفي مؤونة العمل بها، وعوضه الله بخير منها، وإذا كان الذكاء مقسوم، والقدرات أمرها محسوم؛ فإن المنافسة والسباق في ميدان تكميل القدرات، وصقل الملكات.

الموهبة في الطفل كالبذرة في الأرض إن تعهدها صاحبها بالرعاية والسقي، والحماية من الآفات غدت شجرة كبيرة، وإن أهملها هلكت وهي بذرة، وتؤكد الدراسات على ضرورة الاكتشاف المبكر لموهبة الطفل والعمل على تنميتها بالطرق العلمية الصحيحة، حيث أن التدخل المبكر لتنمية هذه المواهب يكون أكثر فاعلية من التدخل المتأخر، واكتشاف الموهبة موهبة.

لذلك لا ضير أن يستعين الوالدان بمعلم أو قريب أو صديق لمعرفة إمكانات ومواهب طفلهما، وما هي أفضل الطرق لتنميتها، بعض الآباء والأمهات يظنون أنهم يساعدون أطفالهم ويحفزونهم إلى الأفضل فيُلبسونهم ثوبًا أكبر من مقاسهم يتعثرون به في أول خطوة يخطونها نحو المستقبل، وبعضهم يحتقرون مواهب أطفالهم ويحطون من قدرهم وهذا خطأ بين، يقول المتنبي:
 

ولم أر في عيوب الناس عيبًا *** كنقص القادرين على التمام

 

لا تقل من أنا؟ من أكون؟ قدراتي ضعيفة! إمكاناتي محدودة! الفرصة لم تتهيأ لي كما تهيأت لغيري!
لا تحدق بصرك فيما لم تعطه وتوهبه من القدرات والإمكانات، وتغمض عينيك عن موهبتك وقدرتك الحقيقية، فلن يسألك الله إلا عن طاقتك وقدرتك، هل ثابرت واجتهدت فيها، وبلَّغتها مداها، قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة من الآية:286]، إن فعلت فلربما أنت عند الله أفضل من عالم لم يستثمر كل إمكاناته ومواهبه وطاقاته.

أيها الآباء، أيتها الأمهات: إن واجب التربية الذي يتحتم عليكم هو تسخير المواهب والملكات، وتكميل الإمكانات والقدرات الموجودة في أطفالكم وتبليغها مداها، وإياكم أن تجعلوا من أطفالكم حقلًا للتجارب، أو تحقيقًا لطموح عجزتم أنتم عن تحقيقه.

 

نايف القرشي

  • 2
  • 0
  • 1,692

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً