مع القرآن - فاستبقوا الخيرات

منذ 2015-08-18

فعل الخيرات و وإتمامها و السعي إلى الكمال فيها و المبادرة و الإسراع إلى فعلها ...أبواب من العمل فتحها الله للسابقين إلى الجنة من بني آدم من أتباع كل الرسل و مؤمني كل الشرائع السابقة على شريعة محمد الناسخة الكاملة و دخل معهم أتباع محمد بإحسان إلى يوم القيامة.

فعل الخيرات و وإتمامها و السعي إلى الكمال فيها و المبادرة و الإسراع إلى فعلها ...أبواب من العمل فتحها الله للسابقين إلى الجنة من بني آدم من أتباع كل الرسل و مؤمني كل الشرائع السابقة على شريعة محمد الناسخة الكاملة و دخل معهم أتباع محمد بإحسان إلى يوم القيامة.

و في النهاية كلنا في طريق واحد موصل إلى النهاية الحتمية، وكلنا في سباق واحد نسعى إلى الجنة و نعوذ بالله من النار إلا أهل الشقاء ممن آثروا العاجلة.

قال تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:148].

قال العلامة السعدي رحمه الله: "أي: كل أهل دين وملة، له وجهة يتوجه إليها في عبادته، وليس الشأن في استقبال القبلة، فإنه من الشرائع التي تتغير بها الأزمنة والأحوال، ويدخلها النسخ والنقل، من جهة إلى جهة، ولكن الشأن كل الشأن، في امتثال طاعة الله، والتقرب إليه، وطلب الزلفى عنده، فهذا هو عنوان السعادة ومنشور الولاية، وهو الذي إذا لم تتصف به النفوس، حصلت لها خسارة الدنيا والآخرة، كما أنها إذا اتصفت به فهي الرابحة على الحقيقة، وهذا أمر متفق عليه في جميع الشرائع، وهو الذي خلق الله له الخلق، وأمرهم به.

والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات، فإن الاستباق إليها، يتضمن فعلها، وتكميلها، وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات، فهو السابق في الآخرة إلى الجنات، فالسابقون أعلى الخلق درجة، والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة، وصيام، وزكوات  وحج، عمرة، وجهاد، ونفع متعد وقاصر.

ولما كان أقوى ما يحث النفوس على المسارعة إلى الخير، وينشطها، ما رتب الله عليها من الثواب قال: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فيجمعكم ليوم القيامة بقدرته، فيجازي كل عامل بعمله   {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}.

ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل، كالصلاة في أول وقتها، والمبادرة إلى إبراء الذمة، من الصيام، والحج، والعمرة، وإخراج الزكاة، والإتيان بسنن العبادات وآدابها، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 19,000
المقال السابق
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَية
المقال التالي
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً