(ساركوزي) والحجاب

نبيل بن علي العوضي

متطرفو العلمانية في فرنسا أو تركيا أو تونس او غيرها من الدول
وأذنابهم في بلادنا كلهم تشابهت قلوبهم وأفكارهم وأهدافهم، همهم حرب
الدين، ووسيلتهم القضاء على كل فضيلة ونشر كل رذيلة، أسأل الله تعالى
أن يكفينا شرهم ومكرهم.

  • التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -

الإسلام في العالم ينتشر وبقوة بالرغم من ضعف الوسائل المستخدمة في الدعوة إليه، فالنصارى مثلاً يمتلكون الكثير من القنوات التبشيرية والتنصيرية، وتستخدم الكنائس المليارات من الدولارات سنوياً لنشر دينها المحرف، والإعلام الغربي يساهم كثيراً في تشويه الدين الاسلامي ومبادئه وبالرغم من هذا كله فإن الإسلام أسرع الديانات انتشاراً في البشر، ولا تستثنى من هذه السرعة في الانتشار القارة الأوروبية معقل الديانة النصرانية وخصوصاً فرنسا العلمانية التي دخل الإسلام جميع شوارعها.

وبسبب هذا الانتشار السريع للإسلام في أوروبا بدأ قادتها في السنوات الأخيرة بالتفكير جدياً بتغيير بعض مبادئهم وأنظمتهم، وتغيرت الكثير من قوانين الهجرة عندهم للتضييق على المسلمين وغيرهم ومنعهم من الإقامة عندهم، حتى تأشيرات الدخول من أجل العلاج أو الدراسة أو السياحة استخدمت في التضييق على مواطني الدول الإسلامية لصرف النظر عن التوجه إليهم ولو فترات قصيرة.

ولأن الكثير من القوانين المجحفة لم توقف المد الإسلامي من الانتشار وخصوصاً في فرنسا فقد بدأ المتطرفون العلمانيون فيها بممارسة وسائل القمع والاضطهاد فيها ومنع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية ليضطروهم إلى الهجرة منها، ولم يعلموا أن المسلمين سيزدادون تمسكاً بدينهم وحقوقهم رغماً عن هؤلاء المتطرفين، فصدر في فرنسا عام 2004 قانون يحظر لبس الحجاب على الفتيات في المدارس، وحدثت ضجة في الشارع الفرنسي وأراد المتطرفون هناك أن يستغلوا الحدث لطرد المسلمين وزيادة التضييق عليهم ولكنهم لم ينالوا ما أرادوا، ومرت سنوات على ذلك القانون المجحف حتى بدأ التضييق الآن على المحجبات في الأماكن العامة، والخطورة أن الرئيس الفرنسي (ساركوزي) بنفسه يتولى قضية إتهام حكم شرعي في الإسلام بأنه "استعباد" للمرأة!! وفي كلمة قد تدل على نيته لطرد المحجبات حجاباً كاملاً شرعياً من فرنسا بقوله: "غير مرحباً به في فرنسا"، بل صار (ساركوزي) مفتياً شرعياً وعالماً من علماء الفقه الإسلامي!! عندما يصف النقاب بأنه "ليس رمزاً دينياً"!! وفي أسلوب مستهجن يتجرأ الرئيس الفرنسي بوصف الأمهات والملتزمات والمتدينات "بالسجينات"!!

أنا لا أريد أن أناقش الرئيس الفرنسي بمسألة (النقاب) فهو غير معني بها، ولكنني أريد أن أسأله هل هذه هي العلمانية التي تريد تصديرها لعالمنا العربي كما تلقفتها (تونس)؟! هل المرأة المسلمة إذا اختارت بإرادتها وحريتها لبس النقاب (المشروع) في ديننا صار استعباداً وغير مرحب به؟ أما إذا اختارت المرأة الفرنسية عندكم نزع جميع ملابسها بلا استثناء فهي حرة؟!! وهل المرأة التي تباع في أسواق النخاسة في فرنسا وتعرض صورها في الشوارع (كالحيوانات) بلا أي ستر وبقيمة يستأجرها من يريد للاستمتاع بها فهذه هي الكرامة برأيكم؟! وهل شوارع البغاء عندكم وملاهيكم الليلية التي تعرض فيها النساء أجسادهن لبيعها هي الحرية والكرامة التي تريدون؟!

للأسف.. قد بدت البغضاء من أفواهكم وما تخفي صدوركم أكبر، ونحن على يقين أن النقاب خطوة أولى ستتلوها خطوات، وربما يخطط العلمانيون الفرنسيون لمكائد أخرى أكبر لإخراج المسلمين من بلادهم، لكن {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)} [الأنفال: 30]، فالعلمانية لا تعني فقط فصل الدين عن الدولة بل تعني أيضاً حرب الدين والقضاء على مظاهره، ولكن أنى لهم هذا؟!

متطرفو العلمانية في فرنسا أو تركيا أو تونس او غيرها من الدول وأذنابهم في بلادنا كلهم تشابهت قلوبهم وأفكارهم وأهدافهم، همهم حرب الدين، ووسيلتهم القضاء على كل فضيلة ونشر كل رذيلة، أسأل الله تعالى أن يكفينا شرهم ومكرهم.








المصدر: طريق الإيمان