وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون

منذ 2016-06-11

يخبرنا الله عز وجل أنه هو الذي أنزل الأرزاق وخاصة الماء الذي هو حياة كل شيء. وهذا الإنزال يكون بتقدير وحكمة منه سبحانه وتعالى. ثم يخبرنا أنه أسكنه في الأرض وجعله مستقرًا ثابتًا في الأرض.

يخبرنا الله عز وجل أنه هو الذي أنزل الأرزاق وخاصة الماء الذي هو حياة كل شيء.
وهذا الإنزال يكون بتقدير وحكمة منه سبحانه وتعالى.
ثم يخبرنا أنه أسكنه في الأرض وجعله مستقرًا ثابتًا في الأرض.

ولكنه يختم الآية بنهاية تجعل قلوبنا معلقةً به سبحانه دائما لا بالماء.
فيقول سبحانه: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون من الآية:18].
لاحظ كمية التأكيد والقدرة والهيمنة الذي جاءت في هذه الجملة:
إنّ المؤكدة
ونون العظمة
والجملة الاسمية التي تدل على الثبوت
واللام المزحلقة في كلمة {لَقَادِرُونَ} تدل على التوكيد
وحرف الاستعلاء {عَلَى} الذي يدل على الهيمنة
و تنكير كلمة {ذَهَابٍ} الذي يدل على التهويل والتعظيم
وحرف الجر الباء في {بِهِ} الذي يدل على سهولة هذا الإذهاب وعمومه أي يذهب بالماء كله لا بجزء منه.
وغيرها من الأدوات البلاغية التي تجعل القلب يمتلئ خوفاً من الله عز وجل أن ينزع منه أي نعمة مهما استقرت معه هذه النعمة ومهما سيطر عليها وتمكن منها.

فالله عز وجل قادر على نزع الملك والمال والصحة وغيرها مٍمّن شاء من عباده إذا أراد ذلك مهما فعل العباد للسيطرة عليها وللحفاظ عليها.
فهذه الجملة تجعلنا دائمًا متعلقين بالله لا بالأسباب وتجعلنا دائمًا نرجوه وندعوه وحده كي يحفظ علينا نِعمَه سبحانه ولا نُغير في طاعتنا له فيُغير في نعمه علينا:

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم} [الأنفال من الآية:53].

يقول ابن عطية رحمه الله: "ومعنى هذه الآية الإخبار بأن الله عز وجل إذا أنعم على قوم نعمة فإنه بلطفه ورحمته لا يبدأ بتغيرها وتكديرها حتى يجيء ذلك منهم بأن يغيروا حالهم التي تراد وتحسن منهم، فإذا فعلوا ذلك وتلبسوا بالتكسب للمعاصي أو الكفر الذي يوجب عقابهم غير الله نعمته عليهم بنقمته منهم، ومثال هذا نعمة الله على قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم فكفروا ما كان يجب أن يكونوا عليه، فغير الله تلك النعمة بأن نقلها إلى غيرهم من الأنصار وأحل بهم عقوبته".

 

أحمد عبد المنعم

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,789

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً