مع القرآن - قطعٌ مظلم

منذ 2016-12-05

أين أنت و أنا من هذا الوعيد؟

أيها الغافل: يا من غرتك دنياك ونسيت من وهبك إياها فأسرفت وبالغت في إسرافك وتوغلت في الابتعاد، هل أُعطيت صكاً من الله بالغفران، أم أمنت بطشه وعقابه بجهلك لمقامه فاغتررت بعفوه عن قدرته عليك.
هل غشيت الظلمة القلب فلم تعد ظلمةً واحدة بل ظلمات متطابقة حتى يكاد نور القلب ينطفيء أو يخفت فلا يرى له أثر ؟؟؟؟!!
أين أنت وأنا من هذا الوعيد: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [ يونس: 27] .
قال السعدي في تفسيره: لما ذكر أصحاب الجنة ذكر أصحاب النار، فذكر أن بضاعتهم التي اكتسبوها في الدنيا هي الأعمال السيئة المسخطة لله، من أنواع الكفر والتكذيب، وأصناف المعاصي، فجزاؤهم سيئة مثلها أي: جزاء يسوؤهم بحسب ما عملوا من السيئات على اختلاف أحوالهم. {وَتَرْهَقُهُمْ}  أي: تغشاهم ذِلَّةٌ في قلوبهم وخوف من عذاب الله، لا يدفعه عنهم دافع ولا يعصمهم منه عاصم، وتسري تلك الذلة الباطنة إلى ظاهرهم، فتكون سوادًا في الوجوه .
  {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} فكم بين الفريقين من الفرق، ويا بعد ما بينهما من التفاوت؟!
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} [القيامة: 22-25]،  {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ *ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس: 37-42]. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 1,813
المقال السابق
النعمة تنسي وتغر
المقال التالي
أغلقوا آذانهم و قلوبهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً