مع القرآن - "وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا"

منذ 2017-02-19

ولقد أنزلنا هذا القرآن والكتاب حكمًا، عربيًا أي: محكمًا متقنًا، بأوضح الألسنة وأفصح اللغات، لئلا يقع فيه شك واشتباه، وليوجب أن يتبع وحده، ولا يداهن فيه، ولا يتبع ما يضاده ويناقضه من أهواء الذين لا يعلمون.

الرسالة أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم لتتخذها الأمة منهجاً للحياة يضمن لهم السلامة حتى يلاقوا ربهم فيجازيهم بما يضمن لهم السعادة الأخروية أيضاً.

الرسالة نزلت للحياة والحكم والتطبيق وليس الإهمال أو مجرد التبرك ففيها صيانة الفرد والمجتمع وضمان سعادتهم الدنيوية والأخروية.
وأهل الأهواء لا ينظرون إلا تحت أقدامهم ويتكاسلون عن مجرد التفكير في العواقب والتأمل في مراد الله منهم ومضمون رسالته إليهم.

فلو التفت أهل الحق مجرد التفات لأهل الأهواء فضلًا عن اتباعهم فقد بدأوا في طريق الخسران المبين وساعتها سترتفع عنهم ولاية الله وتأييده وهذا ما يفسر بوضوح سبب اضمحلال حال المسلمين في عصورنا الحالية.

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ} [الرعد:37].

قال السعدي في تفسيره:أي: ولقد أنزلنا هذا القرآن والكتاب حكمًا، عربيًا أي: محكمًا متقنًا، بأوضح الألسنة وأفصح اللغات، لئلا يقع فيه شك واشتباه، وليوجب أن يتبع وحده، ولا يداهن فيه، ولا يتبع ما يضاده ويناقضه من أهواء الذين لا يعلمون.

ولهذا توعد رسوله -مع أنه معصوم- ليمتن عليه بعصمته ولتكون أمته أسوته في الأحكام فقال: {وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ} البين الذي ينهاك عن اتباع أهوائهم، {مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} يتولاك فيحصل لك الأمر المحبوب، {وَلا وَاقٍ} يقيك من الأمر المكروه.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 708
المقال السابق
"وَمِنَ الأحْزَابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ"
المقال التالي
"وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ"

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً