مشايخ كرام على موائد اللئام

مشايخ كرام على موائد اللئام
خالد الشافعي

بغض النظر عن اختلافي أو اتفاقي مع موقف المشايخ من قضية النصارى والأسيرات وماسبيرو، لكنى أستغرب جداً كيف لم يحملهم المجتمع على الرؤوس بعد أن أظهروا حساً وطنياً عالياً وإحساساً راقياً بالمسئولية خلال حملة ماسبيرو!
مشايخ الدعوة السلفية الذين يستطيعون حشد 5 ملايين نفس على أقل تقدير، والذين تعرض دينهم للعدوان، وتعرضت عقيدتهم للسخرية والاستهزاء، وتعرضت مشاعرهم للإهانة والاستفزاز لأعلى درجة، ومع ذلك تحملوا ما لا يتحمله بشر، وكظموا غيظاً يقتل أمة، بغرض منع بحور من الدماء، وسنوات من الفوضى، لو أنهم فقط ألمحوا لأتباعهم بأي من معاني رد العدوان وردع الصائل .

الفيديوهات والمقاطع التي انتشرت على الشبكة العنكبوتية قبل وأثناء وبعد حملة ماسبيرو تفلق الحجر حتى تخرج منه الدماء، المقاطع المنشورة لا تدع لأقل ذرة حلم موضعاً، ولو خرج بعضهم عن حلمه ورشده، فنادى واإسلاماه، ما كان ليلام، كيف وقد سب النبي صلى الله عليه وسلم، كيف وقد رأينا تهديدات بالقتل الشنيع، كيف وقد بلغ السيل الزبى؟!

والله لكأني بهم وهم يشاهدون هذه المقاطع والدماء تغلي في عروقهم، والغضب يزلزل كيانهم، ومع ذلك فما صدر من واحد منهم حرفاً واحداً يعرض أمن الوطن للخطر، بل ابتلعوا مراراتهم، وكظموا غيظهم، وكتموا صرخة لو خرجت لأحرقت حرارتها مالا يعلمه إلا الله، ثم خرجوا يطلبون التهدئة ويغفرون الإساءة وينصحون الجميع بألا يغامروا بمصر الجديدة.

أهؤلاء هم سبب كل نكبة، وأصل كل بلاء، أهؤلاء الذين هدموا الأضرحة، وشرعوا حد قطع الأذن، ويسكبون ماء النار؟!

تبا للجحود والنكران، وتعساً لجماهير مشغولة بلقمة العيش، ودوامة دروس الأولاد، ومواعيد الامتحانات، والليجا الأسباني.
وسحقاً لنخبة فاجرة عديمة الحياء استمرأت أن تسير بعورة مكشوفة أمام الناس.