كيفية الوضوء

عبد العزيز بن باز

  • التصنيفات: فقه الطهارة -
السؤال: أنا فتاة مسلمة ملتزمة، أعمل الخير وأتجنب الشر، إلا أنني لم أقم الصلاة وذلك بسبب الحيرة حيث إن الناس في العراق منقسمون إلى قسمين، قسم يدعى: "شيعة"، والقسم الآخر يدعى: "سنة"، وصلاة كل منهما تختلف عن الآخر، وكل منهما يدعي إن صلاته هي الأصح، وأنا إن صليت مع القسم الشيعي أو السني فإن الوسوسة لا تفارقني، لهذا أرجو أن تفيدوني عن الصلاة من الوضوء وحتى التسليم؟
الإجابة: أولاً: الوضوء شرط لصحة الصلاة لا بد منه، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، هكذا أمر الله سبحانه المؤمنين في سورة المائدة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تقبل صلاة بغير طهور"، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ" فلا بد من الوضوء.

والوضوء أولاً بالاستنجاء إذا كان الإنسان قد أتى الغائط أو البول يستنجي بالماء من بوله وغائطه أو يستجمر باللبن أو بالحجارة أو بالمناديل الخشنة الطاهرة عما خرج منه ثلاث مرات أو أكثر حتى ينقي المحل، الدبر والقبل من الرجل والمرأة حتى ينقي الفرجين من آثار الغائط والبول، والماء أفضل وإذا جمع بينهما استجمر واستنجى بالماء كان أكمل وأكمل.

ثم يتوضأ الوضوء الشرعي.

ويبدأ الوضوء بالتسمية، يقول: "بسم الله" عند بدء الوضوء هذا هو المشروع، وأوجبه جمع من أهل العلم أن يقول: "بسم الله" عند بدء الوضوء، ثم يغسل كفيه ثلاث مرات، هذا هو الأفضل، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات، ثم يغسل وجهه ثلاثاً من منابت الشعر من فوق إلى الذقن أسفل، وعرضاً إلى فروع الأذنين هكذا غسل الوجه، ثم يغسل يديه من أطراف الأصابع إلى المرافق -مفصل الذراع من العضد-، والمرفق يكون مغسولاً يغسل اليمنى ثم اليسرى الرجل والمرأة ثم بعد ذلك يمسح الرأس والأذنين الرجل والمرأة، ثم بعد ذلك يغسل رجله اليمنى ثلاثاً مع الكعبين ثم اليسرى ثلاثاً مع الكعبين حتى يشرع في الساق فالكعبان مغسولان.

والسنة ثلاثاً ثلاثاً في المضمضة والاستنشاق والوجه واليدين والرجلين، أما الرأس مسحة واحدة مع أذنيه هذه هي السنة، وإن لم يغسل وجهه إلا مرة عمه بالماء ثم عم يديه بالماء مرة مرة، وهكذا الرجلان عمهما بالماء مرة مرة أو مرتين مرتين أجزأ ذلك، ولكن الأفضل ثلاثاً ثلاثا، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه توضأ في بعضها ثلاثاً، وفي بعضها مرتين، فالأمر واسع بحمد الله.

والواجب أن يغسل كل عضو مرة يعمه بالماء، يعم وجهه بالماء مع المضمضة والاستنشاق، ويعم يده اليمنى بالماء حتى يغسل المرفق، وهكذا اليسرى يعمها بالماء، وهكذا يمسح رأسه وأذنيه يعم رأسه بالمسح، ثم الرجلان يغسل اليمنى مرة يعمها بالماء واليسرى كذلك يعمها بالماء مع الكعبين، هذا هو الواجب وإن كرر ثنتين كان أفضل وإن كرر ثلاثاً كان أفضل، وبهذا ينتهي الوضوء.

ثم يقول: "أشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"، هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم، وصح عنه أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" (رواه مسلم في صحيحه)، وزاد الترمذي بإسناد حسن بعد ذلك: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"، فهذا يقال بعد الوضوء يقوله الرجل وتقوله المرأة خارج الحمام.

وبهذا عرفت الوضوء الشرعي: وهو مفتاح الصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - المجلد الحادي عشر.