هل نحن مطالبون بقضاء الصلوات الماضية في زمن الشباب؟

منذ 2007-01-03
السؤال: هل نحن مطالبون بقضاء الصلوات الماضية في الشباب، وهل نترك النوافل في أثناء القضاء؟
الإجابة: إن من ترك الصلاة وهو يشك في وجوبها في فترة من فترات حياته يرى أنها غير واجبة، أو يشك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصِدقها، أو يشك في المعاد والبعث بعد الموت فإنه كافر بالإجماع، ولا يجب عليه قضاء شيء مما مضى من صلاته لكن عليه أن يُحسِن في المستقبل.

وأما من ترك الصلاة تكاسلاً أو تهاوناً فإن مذهب جمهور العلماء أنه لا يكفر بذلك، وذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الملك بن حبيب من المالكية إلى أنه يكفر بذلك، وعلى هذا لا يجب عليه قضاء شيء مما مضى من صلاته، وأما من لم يتركها لم يعلم أنه تركها ولكن كان لا يتقنها كمن لا يتقن قراءتها أو ركوعها أو سجودها أو لا يحافظ على طهارته دائماً في كل الأوقات كمن يتيمم وهو قادر على الوضوء مثلاً أو الغسل أو نحو هذا فإن الذي يبدو أنه لا يجب عليه القضاء، وهذا إن شاء الله أرجح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين أتاه المسيء صلاته صلى ركعتين لا يقيم فيهما صلبه، فسلم عليه فقال: "ارجع صلِّ فإنك لم تصلِّ"، فجعل هذا غير صلاة، ولمَّا أتاه مرة أخرى وقد أعاد ما صنع، قال: "ارجع صلِّ فإنك لم تصلِّ" حتى كان في الثالثة قال: "والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمنيه"، فمع ذلك لم يأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بقضاء شيء مما مضى من صلاته وهذا صريح في أن ما كان يصليه لا يسمى صلاة، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمره بقضاء شيء منه، فدل هذا على أن ما مضى من صلوات الأعمار لا يجب قضاؤها إذا كان الشخص لم يتأكد أنه تركها يوماً من الأيام، وأما إن تركها تكاسلاً فتذكر تلك الصلاة أو تلك الصلوات، أو تذكر أنه في السنة الفلانية أو الشهر الفلاني ترك الصلاة تكاسلاً فإنه يعيد تلك الصلاة ويقضيها وهي قضاء المنسيات، وهذا تجب المبادرة فيه وأن يفعله الشخص كلما استطاع إليه سبيلاً، وإن كثر عليه فإنه يقدمه على صلوات النوافل ويترك صلاة النوافل مطلقاً.

وأما ما يسميه الفقهاء صلاة الأغمار أو صلاة الأعمار وهي قضاء الصلوات التي لم يتقنها الشخص فيما مضى من شبابه فلا أرى أن دليله قوي، فلذلك على الشخص أن يحسن في المستقبل وأن يعلم أن بقية العمر ليس لها ثمن، ولهذا يقول الحكماء: "إن عمراً ضُيِّع أوله لجدير أن يُحفظ آخره" عمرٌ ضُيِّع أوله ينبغي أن يحفظ آخره ولذلك يقول الحكيم:
بقية العمر عندي ما لها ثمن *** ولو غداً غير محبوب من الزمن
يستدرك المرء فيه كل فائتة *** من الزمان ويمحو السوء بالحسن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.

محمد الحسن الددو الشنقيطي

أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.

  • 9
  • 1
  • 15,139

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً