هل أطلق زوجتي

منذ 2016-01-28
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أنا شاب عمري ٢٩ عامًا، متزوج منذ سنة ونصف، ولدي طفل عمره 9 شهور، ومنذ بداية زواجي ومشاكلي الزوجية تزيد، خصوصًا منذ ولادة هذا المولود؛ بسبب أهل زوجتي أحيانًا كثيرة، وفي بعض الأحيان بسبب أهلي، وبعضها مشاكل عادية، وللأسف زوجتي الآن مُصمِّمة على الطلاق، وقامتْ برفْع دعوى، وحاولتُ كثيرًا لإصلاح الأمور والتهدئة، ولكن شياطين الإنس والجن كانتْ أقوى، فمُعْظم مَن حَوْلها بما فيهم أمها تُساندها وتدفعها للطلاق.

آسف على الإطالة على فضيلتكم، والآن لي سؤالان:

1 - بماذا تنصحونني أنْ أفعلَ؟ هل أستمر في محاولات الصُّلح وأمتنع عن الطلاق؟

2 - وإذا وصلْنا إلى الطلاق، فما هي حُقُوقها الشرعيَّة المطلوبة منِّي لها؟

أرجو مِنْ فَضِيلتكم الإفادة، وجزاكُم الله خيرًا

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:

فالأصلُ في الرابطة الزوجيَّة الاستقرار والاستمرار، والإسلام قد أحاط الحياة الزوجيَّة بكلِّ الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها، حتى جعلَ الحفاظ عليها من أهمِّ مقاصد الدين الحنيف، وقد بيَّن الله تعالى الأحكام الشرعيَّة التي تسير عليها حال استقرارها وحال اضطرابها، وشرع تعالى طُرُق الإصلاح بين الزوجَيْن بما يكفل حفظها من الانفكاك، وحمايتها من غوائله، وقدَّم الصُّلْح على الفراق؛ فقال سبحانه: {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128]؛ أي: من الفراق، وقال سبحانه: {وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 129].

ولذلك؛ فإنَّا ننصح الأخ السائل أن يتمسَّك بزوجته ويصبر، وأن يفعلَ كلَّ ما في وُسعه للصُّلح، لا سيما وأن لدَيْه طفْلاً، وهو في حاجةٍ إلى أبويه معًا في تربيته ورعايته.

 أما بالنِّسبة لتدخُّل الأهْل، وخاصة أمَّ الزوجة - كما ذكر السائلُ - بما يفسد العلاقة بينكما، فإنه لا يجوز؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منَّا مَن خَبَّب امرأةً على زوْجِها»؛ رواه أبو داود.

 قل في "عون المعبود": "بأن يذكر مساوئ الزوج عند امرأته، أو محاسن أجنبي عندها". اهـ.

 وقد كان الواجبُ عليها تهدئة الأمور، وإعانة ابنتها على طاعتك، وما دام حالُ الأهل كذلك، فالذي نراه أن من العلاج بعد الصُّلح - إن شاء الله - أن تسعى في تربية زوجتك على تعاليم الإسلام، وأن يكونَ لها شخصيتُها المستقلة، التي لا تتأثر بما يُملى عليها.

 ويُمكنك أيضًا أن تُقَلِّل زيارات الأهل دون قطيعة، وأن تربطَ زوجتك بالفتيات المتَدَيِّنات اللاتي يدفعْنها للخير وحُسْن التعامُل مع الزَّوج وحل المشكلات.

وأخيرًا: لو أعْيتك السبُل في الوُصُول إلى حلٍّ لإرجاع زوجتك، وقد سلكتَ كل سبيل ممكنة إلى الإصلاح، فقد جعلَ الإسلامُ الطلاقَ حلاًّ أخيرًا، بعد أن تستنفدَ كل وسائل العلاج الأخرى، وراجع فتوى: "آخر الدواء الكي".

ولمعرفة حقوقها في حالة الطلاق - لا قدَّر الله - يُمكنك الاطِّلاع على الفتوى: "زوجتي تطلب الطلاق" وما أحيل عليه فيها،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 28,107

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً