تطلعات إيران في المنطقة في ضوء الثورات العربية وأهمية القضية الأحوازية

منذ 2011-05-30

للنهوض بالقضية الأحوازية لا مناص من الإعلان والاعتراف العربي بمظلة سياسية أحوازية تشمل الجميع لمواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدف الأحواز والمنطقة بأكملها ..




* تصريحات خاصة
يجب أن تكون لدى العرب سياسات خاصة "بعد ثورية" و"خلال ثورية" بما يخص التعامل مع دول وكيانات الجوار العربي وخاصة إيران، وما هذه السياسات التي يجب أن تكون شاملة أقل أهمية من سياسات ما بعد الاستعمار، أو سياسات ما بعد الشيوعية؛ لهذا يجب عدم تكرار الأخطاء وتحصين الذات من الآن تجاه الأعداء المتربصين وعدم التغافل عنهم.

• ما هي إيران، ما هي رسالتها، أين مجالها؟
هنالك ثلاثة أسئلة مصيرية تشكل إجاباتها معاً ماهية إيران وعلاقتها بالعرب والأسئلة الثلاث على طراز تحليل (زبغنيو بريجنسكي) هي: ما هي إيران؟ ما هي رسالتها أو هدفها النهائي الكبير الذي تعمل على تحقيقه؟ وأخيراً وليس آخراً ما هو حدود مجالها الجيوسياسي؟

تشكل الجغرافية السياسية عامل أساسي للغاية في تحليل تصرفات إيران وهو العامل المدفوع من عوامل أخرى تأريخية وثقافية معروفة ليس المجال هنا لذكرها. هل تريد إيران أن تصبح مركز المنطقة السياسي والاقتصادي والعسكري؟ ما هو السبب الأساسي الذي يدفع إيران للتدخل في اليمن والبحرين؟ هل أمريكا حقاً تعارض بشكل كامل المجال الذي يعتبرونه الإيرانيون مجالهم المشروع؟ أم إن المعارضة هي شكلية وتكتيكية وليست مبدئية وإستراتيجية؟ ما هو مشروع العرب بالمقابل، وهل يستغلون مجالهم الجغرافي-سياسي ليتحركوا من خلاله أم أن بلادهم اليوم هي عرضه لأن تحذف من الخارطة؟ هذه أسئلة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند الحديث عن العلاقات العربية الفارسية وحدود كل طرف ومشروعه.


علينا أن نفهم جيداً لماذا تنظر إيران دائماً للمنطقة العربية بشكل عام والشرق الأدنى والأوسط منه بشكل خاص نظرة المفترس لفريسته؟ هنالك رغبة أقل بالتوسع شرقاً وإن كان لإيران تواجد مهم في أفغانستان لكنه ليس في سلم أولويات طهران كما إن الدول حديثة الاستقلال في الشمال هي داخله ضمن المجال الروسي-التركي وأحياناً الأمريكي ولا نصيب لإيران في تلك المناطق إلا القليل، لكن جل اهتمام إيران هو باتجاه الغرب والجنوب وهو اهتمام عمره قرون طويلة وسوف لن ينتهي أو يجمد على المدى المنظور، فهي تعتبر منطقة الخليج العربي مجالها المشروع الأساسي. رهان إيران بالفوز بالجائزة الجيوبوليتيكية، الاقتصادية، الثقافية الكبرى، ببسط نفوذها الشامل على المنطقة يتركز كذلك على النفاذية للمنطقة واحتكارها بيد طهران، فهي تحاول منذ 2003 احتكار أجواء ومياه وخطوط النقل وأنابيب النفط في العراق وربطها بإقليمها الشقيق (سوريا) وقد حذرنا من مشروع خط حديد المحمرة - بغداد - دمشق عبر السياسة الكويتية في عددها الصادر 25 سبتمبر 2010 وبيّنا خطورة المشروع على الأمن القومي العربي.

لكن باختصار، كيف تُعرف إيران نفسها؟ هل هي دولة دينية أم قومية أو وطنية باعتبار وجود أكثر من 60 بالمائة من السكان من القوميات غير الإيرانية (الفارسية)؟ بكل تأكيد لا يمكن أن تجيب على السؤال بشكل صريح إلا الطبقة الحاكمة في طهران، وهي طبقة قومية ديماغوجية، لديها مشروع قومي واضح، ومذهب رسمي مُفصّل على قياس طموحات طهران السياسية كما إنه يدفعها باستمرار إلى العمل كمركز مسئول عن منطقة بحوافز وأحلام الإمبراطورية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وعلى أن المنطقة مجالها المشروع ويجب أن يتم الرجوع لها في كل صغيره وكبيرة هذا فيما يخص الغرب والشرق وبكل تأكيد أهل المنطقة (العرب) وما إن تستعيد إيران مكانتها الغابرة وعافيتها بشكل كامل حتى يكون الوقت قد حان لأن تكون السيادة والثقافة والسلطة الإيرانية هي السائدة في المنطقة من نهر قارون الأحوازي حتى النيل على أقل تقدير. ومن هنا تستكمل إيران عملها على عدة محاور للوصول لهذه الغاية، وليست الحرب الإعلامية والتدخل تحت ستار الثورات آخرها.


أما بخصوص موضوع إسرائيل فهي ليس إلا عثرة تكتيكية بسيطة يمكن حلها بشكل كامل عبر تفاهمات إيرانية - إسرائيلية - غربية ليعرف الجميع ما له وما عليه وليس هنا المجال للإسهاب عن التفاهمات السائدة الآن بخصوص مجال كل طرف وحتى المجالات المشتركة وخير دليل كردستان العراق على سبيل المثال. يجب أن نعرف إن إيران الآن هي كالسجين الذي أوشكت محكوميته على الانتهاء وهو متلهف بقوة للانطلاق ليعود على ما كان عليه أو على ما يود أن يكون عليه، وإن كانت إيران اليوم تعمل بحرية تكاد تكون كاملة بما يخص الإفصاح عن ما تريد وماهيتها ومجالها واتخاذ الإجراءات العلنية بهذا الشأن.

كان هنالك حتى وقت ليس بالبعيد منطقة ضبابية بين إيران والعالم العربي، ولم تكن إيران تنظر إليها على إنها مجالها الكلي، فأمر تلك المنطقة لم يكن محسوماً لكن اليوم مع الثورات العربية، تنظر إيران إلى أبعد من مصر وهذا شيء مؤكد. في العراق مثلاً عملية ملئ الفراغ والتحول من تثبيت الذات للانطلاق قد انتهت. الموضوع اليوم كيفية استغلال الكامل للوضع العربي، وخاصة في مصر، ليبيا، اليمن، البحرين، ومن جانب آخر المحافظة على المكاسب في سورية، العراق، جنوب لبنان، -لاحظ الهلال العربي الخصيب من الأحواز حتى غزة ولبنان تحت نفوذهم اليوم- وفي ذات الوقت العمل على توسيع المجال الإيراني ليشمل الخليج العربي بأكمله بالإضافة لبلاد الشام ومناطق واسعة من المغرب العربي. فحكام طهران مصممين على السير بسرعة وقوه كبيرين تجاه تحقيق هذا الهدف وما الأقطار العربية سوى مراحل لتحقيق ذلك.


• لماذا يجب دعم القضية الأحوازية؟
سيتعامل العالم مع أمم وكيانات وكتل موحدة، وما هو ظاهر حتى الآن إن معارضة الغرب لتطلعات إيران بالمنطقة ليست جوهرية، فهو لا يمانع بشكل حقيقي توسع إيران غرباً باتجاه العالم العربي ما أمكن، أما شرقاً قد يتم القبول بحدود مجالها ليشمل طاجيكستان وولايتي هرات وبادغيس الأفغانيتين لأسباب ثقافية وجيوسياسية، كما سيتم دعم والاعتراف بتطلعات تركيا لتكوين الكتلة التركية التي ستشمل دول آسيا الوسطى وصولاً لكازاخستان لتجاور الصين. الكيانين التركي والفارسي يتم المراهنة عليهما من الغرب منذ أمد بعيد لتقليم أظافر روسيا ما بعد الشيوعية ولخلق توازن قوى هندي - فارسي - تركي بوجهه طموحات الصين المرشحة لتكون دولة عظمى على المدى المتوسط أو البعيد. لهذا فإن أي إستراتيجية عربية لا تأخذ بعين الاعتبار خطورة إيران على مصير المنطقة ستكون غير ناجحة ومن الأهمية بمكان الانتباه للعمود الفقري للكيان الإيراني الحالي، ألا وهي الأحواز، لهذا فدعم القضية الأحوازية بشكل جدّي وفعّال له مردود إيجابي كبير على الأمن القومي العربي. هنا نتساءل هل كان سيحدث هذا بالشكل الذي نراه إذا كان العرب قد احتضنوا الثورة الأحوازية ودعموا قضية قارب عمرها التسعين عام؟ تلك القضية التي تشبعت بالنسيان حتى لم تعد إيران تصدق بأن العرب سيلتفون يوماً لإحيائها وتدويلها، حتى بلغ النسيان لها حد غير واقعي كمن يحسبها (عربستان) تلك البلاد المجهولة من عالم الأحلام في رواية "الرقم سبعة" للأستاذ غازي القصيبي وليست قطر عربي تشكل الضفة الشرقية للخليج بمساحتها الـ 375 ألف كيلو متر مربع وبملايينها الـ 12. أوليس الأحواز العربية مجال جيبوبلوتكي وقومي وتأريخي حيوي جداً للعالم العربي وخاصة الخليج العربي؟


• دعوة لاحتضان مؤتمر أحوازي جامع:
للنهوض بالقضية الأحوازية لا مناص من الإعلان والاعتراف العربي بمظلة سياسية أحوازية تشمل الجميع لمواجهة المشروع الإيراني الذي يستهدف الأحواز والمنطقة بأكملها ومن هنا طالبت المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية والجمعية الوطنية لدولة عربستان والتنظيمات الأحوازية المشاركة في لجنة العمل الأحوازي المشتركة الدول العربية الشقيقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي لاحتضان مشروع حوار وطني أحوازي شامل ودعم تشكيل حكومة أحوازية في المنفى تكون مسئولة عن الأحواز وشعبها أمام العالم ونحن الآن بانتظار أي إشارة عربية للبدء بهذا المشروع المصيري.


الأستاذ خالد الزرقاني
مسئول اللجنة المركزية، المنظمة الإسلامية السُنية الأحوازية.


 

  • 3
  • 0
  • 3,085
  • محمد حسنى علاوى

      منذ
    ايران واسرائيل وجهان لعمة واحده فايران من اجل محاربة الاسلام الصحيح اخترعت دين جديد وهو دين التشيع لهدم الاسلام بدعو حب اهل البيت وكذلك اسرائيل انشأت جمعيه وهى الماسونيه لمحاربة الاديان وخاصة الاسلام ايران تحتل الاحوز والجزر الامارتيه الثلاث واسرائيل تحتل فلسطين ايران تزعزع العلم العربى وتعمل على السيطر عليه كما فى العراق والبحرين وباقى دول الخليج وكذلك اسرائيل تفعل فى فلسطين والعراق ايران تخفى العداء للعر خدمتا لمصالحها فى المنطقه وتظهر نصرتها للمظلومين كذبا واسرائيل تظهر العداء للعرب والعدو الخفى اقوى فى الخديعه من العدو الظاهر وهم يتعاملون سرا فيما بينهم فلا تنخدعو يعرب بالشعرات الرنانه اللهم احفظ العلم الاسلامى السنى من كيد الشيعه الروافض واليهود والصليبين.........

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً