الغرب ومغزى إطالة الصراع بسوريا

منذ 2014-04-02

منذ أشهر طويلة ونحن نستمع إلى تصريحات غربية بشأن دعم المعارضة السورية بالسلاح؛ لكي تدافع على الأقل عن المدنيين من مجازر الأسد المتتالية، والتي كان آخرها أمس في قرية البيضا الساحلية والتي قتل فيها 200 معظمهم من النساء والأطفال، ورغم هذه التصريحات المستمرة إلا أنه لا توجد خطوة واحدة إلى الأمام، فلقد خرج علينا الرئيبس الأمريكي أوباما مؤخرًا ليقول: "إن الولايات المتحدة مستمرة في تقييم مدى ما ينبغي أن تقدمه من مساعدات لقوات المعارضة السورية وإنه يدرس كل الخيارات ردا على ما يبدو من استخدام أسلحة كيماوية في داخل سوريا"، رغم أن البيت الأبيض في تصريحات سابقة أشار إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وادعى: "أن هذا هو الخط الاحمر الذي لن يسمح بتجاوزه في الصراع السوري".

معارك بسوريا:
منذ أشهر طويلة ونحن نستمع إلى تصريحات غربية بشأن دعم المعارضة السورية بالسلاح؛ لكي تدافع على الأقل عن المدنيين من مجازر الأسد المتتالية، والتي كان آخرها أمس في قرية البيضا الساحلية والتي قتل فيها 200 معظمهم من النساء والأطفال، ورغم هذه التصريحات المستمرة إلا أنه لا توجد خطوة واحدة إلى الأمام، فلقد خرج علينا الرئيبس الأمريكي أوباما مؤخرًا ليقول: "إن الولايات المتحدة مستمرة في تقييم مدى ما ينبغي أن تقدمه من مساعدات لقوات المعارضة السورية وإنه يدرس كل الخيارات ردا على ما يبدو من استخدام أسلحة كيماوية في داخل سوريا"، رغم أن البيت الأبيض في تصريحات سابقة أشار إلى استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين وادعى: "أن هذا هو الخط الاحمر الذي لن يسمح بتجاوزه في الصراع السوري".

أما وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل فقال: "إن حكومة الرئيس باراك أوباما تعيد النظر في معارضتها لتسليح مقاتلي المعارضة السورية"، وكانت بريطانيا قد أكدت منذ أسابيع أنها عازمة على مد المعارضة بالسلاح اللازم ولكنها لم تنفذ تعهداتها، وكذلك فرنسا التي تراجعت سريعا عن تصريحات مماثلة وزعمت أن ذلك يرجع لمخاوف بشأن وقوع الأسلحة في أيدي من أسمتهم بـ"المتطرفين"، في نفس الوقت يقف الغرب متفرجًا على عشرات الأدلة بالصوت والصورة والتي تؤكد وجود دعم إيراني وروسي بالأسلحة لنظام الأسد، ومشاركة فعلية في المعارك من قبل الحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) دون أن يتدخل لوقف هذا الانتهاك للقرارات الدولية، يعني ببساطة شديدة الغرب يسمح للأسد بالحصول على الدعم الكافي ليظل صامدا ويرتكب المزيد من المجازر، بينما يعتبر أي دعم للجيش الحر المعارض لنظام الأسد انتهاكا للعقوبات!

لقد رفض الجيش الحر التدخل العسكري الغربي في سوريا كما حدث في ليبيا، ولكنه في نفس الوقت طالب بإمداده بالأسلحة اللازمة لمواجهة جيش الأسد وحلفائه وتوجيه ضربات للمطارات الجوية التي يستخدمها الأسد لقتل المدنيين، إلا أن الغرب اكتفى بالصمت والمشاهدة والمساعدات (الغير فتاكة) في محاولة مفضوحة لإطالة أمد الصراع، بل أصبح واضحًا أن هناك رغبة أمريكية للحفاظ على نظام الأسد لتنفيذ مخطط التقسيم التي بدأت دوائر غربية تعتبره أفضل الحلول، بحيث تصبح هناك دولة علوية يحكمها نظام الأسد أو أحد المقربين منه برعاية إيرانية ودولة سنية تحكمها المعارضة بشروط الغرب التي تتركز في إبعاد الإسلاميين عن السلطة، وبهذا تصبح سوريا دولة ضعيفة وتخرج من المعادلة الدولية..

وفي نفس الوقت يظل السنة في حالة خوف من نظام الأسد، وينشغلون بأنفسهم عن المطالبة بأرضهم المحتلة ويظل الشرطي الإيراني يرتع في المنطقة.. وقد يكون هذا الحل هو أوسط الحلول للغرب لعدم إغضاب إيران أو الصدام معها، مع الحفاظ على حالة عدم الاستقرار في المنطقة والتي يسعى إليها الغرب لتبرير وجوده العسكري وتدخلاته الدائمة، وحماية أمن الكيان الصهيوني الذي سيكون أكبر المستفيدين من إضعاف سوريا بعد العراق، إن الغرب يخشى من وصول الإسلاميين للحكم في سوريا بعد مصر وتونس، بما يحمله من تداعيات خطيرة على الوجود الغربي في المنطقة، لذا من الضروري وضع حائط سد مناسب..

ليس من الغريب أن يكثر الحديث الآن من جانب دوائر غربية عن عدم قدرة المعارضة على الحسم في نفس الوقت الذي يصرح فيه حسن نصرالله زعيم حزب الله الموالي للأسد بنفس العبارات..
فهل من صفقة في الطريق تنقذ الأسد وتضع السنة بسوريا في حيز ضيق بين قوى شيعية تتربص بها وقد تنقض عليها في أي لحظة؟! طبعا الصفقة ستكتب بالحروف الأولى في طهران ثم تدخل إلى الدهاليز الأمريكية ليتم الترويج لها وحشد الأنصار، وعندئذ يصبح أمام المعارضة السورية خياران إما الموافقة على الصفقة أو الاستمرار في القتال بدون تسليح كاف..

 

خالد مصطفى