«ولكنكم تستعجلون»

منذ 2014-06-18

التسرُّع في الأحكام واستعجال النصر من الأمراض المستشرية والتي لم يسلم منها حتى خيار الخلق..

فلما زاد ضغط المشركين وتعذيبهم للمسلمين المستضعفين، شكى خباب رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُتوسِّدٌ بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «كان الرجل فيمن قبلكم، يحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (رواه البخاري).

لا تستبطئ الفرج، ولا تستعجل بشارات النصر.. فالأهم هو أين أنت من الله؟ وماذا قدَّمت لدينه؟ وكيف ستلقاه لو توفاك الآن؟!

أما النصر فهو موكولٌ إلى الله، وهو سبحانه سينصر دينه بِنا أو بغيرنا.. المهم أن تكون من جنده سبحانه، والأهم أن يُثبِّتك سبحانه على مرضاته ثم يتوفاك ثابتًا على صراطه المستقيم..

فاللهم ثبِّتنا وعافنا واعف عنَّا وارزقنا حسن الخواتيم.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.