تدبر - [276] سورة النمل (3)

منذ 2014-08-02

وتأمَّل عِزَّة سيدنا سليمان عليه السلام المتمثلة في غضبته الشديدة حين أرسلت له ملكة سبأ بالهدية..

{فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُون} [النمل:36]..

إن سبب غضبة سليمان عليه السلام ليس الهدية في ذاتها فالهدية أمر مشروع لكنه سياق تلك الهدية والمراد الواضح من إرسالها..

وإن صاحب الرسالة لا بُدَّ أن يكون لديه قدر كافٍ من الانتباه لمثل تلك التصرُّفات التي يبتغي بها كسر نفسه والنيل من عِزَّته وكرامته حين يمدّ يده ليأخذ فيتصوَّر من أعطاه أنه قد صارت له عليه بذلك يد..

لذا أصرّ سليمان على رد الهدية والتعزُّز عن قبولها في هذا السياق الواضح فيها ما يتلوه من تنازلات تبتغي بمثل ذلك..

وما أعان سليمان على ذلك هو استغناؤه بالله ربّ العالمين واكتفاؤه الذاتي بفضل الله عليه..

وهكذا ينبغي أن يكون أصحاب الرسالة..

ينبغي أن يكون لديهم قدر من الاستغناء بالله وأن يكون لديهم ما يُغنيهم عن السؤال المُورِث لانكسار الإرادة وسلوك سبيل التنازل التدريجي عما يحملونه من الحق ثم المجاملة فيه والتفريط في بيانه وإظهاره..

فانتبه.. وتأمَّل.

 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
المقال السابق
[275] سورة النمل (2)
المقال التالي
[277] سورة النمل (4)