الشريعة - لزوم الجماعة

منذ 2015-02-25

إن الله بمنه، وفضله أخبرنا في كتابه عمن تقدم من أهل الكتابين اليهود والنصارى: أنهم إنما هلكوا بما اقترفوا في دينهم، وأعلمنا مولانا الكريم: أن الذي حملهم على الفرقة عن الجماعة، والميل إلى الباطل، الذي نهوا عنه: إنما هو البغي والحسد، بعد أن علموا ما لم يعلمه غيرهم، فحملهم شدة البغي والحسد إلى أن صاروا فرقاً فهلكوا.

باب ذكر الأمر بلزوم الجماعة والنهي به [ عن الفرقة ] بل الاتباع وترك الابتداع: قال محمد بن الحسين : إن الله بمنه، وفضله أخبرنا في كتابه عمن تقدم من أهل الكتابين اليهود والنصارى: أنهم إنما هلكوا بما اقترفوا في دينهم، وأعلمنا مولانا الكريم: أن الذي حملهم على الفرقة عن الجماعة، والميل إلى الباطل، الذي نهوا عنه: إنما هو البغي والحسد، بعد أن علموا ما لم يعلمه غيرهم، فحملهم شدة البغي والحسد إلى أن صاروا فرقاً فهلكوا، فحذرنا مولانا الكريم في كتابه عن ذلك قال تعالى : كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه إلى قوله : إلى صراط مستقيم، وقال عز وجل : تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد، وقال عز وجل : إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب، وقال عز وجل : إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ، وقال عز وجل : ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ، وقال عز وجل : وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب، وقال عز وجل : {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة * وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}.

المقال السابق
مقدمة
المقال التالي
بل نلزم الجماعة