حاسِب نفسَك، فالعُمر يمضي والأجَل قريب!

منذ 2015-06-01

تدبَّر أمرك، وتفقَّد علانيتَك وسرَّك، وحاسب نفسكَ على ما فات! وانظر كيف تعمل فيما هو آت؟!

* قال ابن الجوزيّ رحمه الله:
"كان توبة بن الصِّمة محاسبًا لنفسه، فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي: إحدى وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم! فصرخ وقال: يا ويلتَى! ألقَى المليكَ بإحدى وعشرين ألف ذنب! كيف؟! وفي كل يوم؛ عشرون ألف ذنب؟! ثم خرَّ مَغشيًا عليه".

* كان أبو بكر بن عياش يقول: 
"لو سقط من أحدكم درهم؛ لظلَّ يومَه يقول: إنَّا لله ذهبَ درهمي! وهو يَذهب عُمره ولا يقول: ذهبَ عُمري" (انظر: صفة الصفوة).

قلتُ:
فتدبَّر أمرك، وتفقَّد علانيتَك وسرَّك، وحاسب نفسكَ على ما فات! وانظر كيف تعمل فيما هو آت؟!
فإنَّ الأيام تمُرّ، والشهور تكُرّ، والسّنون تفِرّ، والعمُر يَمضي! فوا حسرتـــاهُ على عُمرٍ قد انقضَى فيما لا يُطابق الرضــا! واعْلم أن الراحة؛ لا تُنال بالراحة، ومعالي الأمور لا تُنال بالفتور، ومن زرع حَصد، ومن جدَّ وجد!

فطُوبى لمَن:
بادَر عُمره القصير؛ فعمَّر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير، قبل فوات القُدرة، وإعراض النصير!

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله