خالص الدعوات الصهيونية... للحكام العرب!!

منذ 2009-10-06

على متن الخطوط القطرية العائدة من الجزائر وفي تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة وبتاريخ 22/5/2009 قرأت خبرا في (جريدة العرب) عدد (7649) الجمعة وكان تحت عنوان (دعاء إسرائيلي).

على متن الخطوط القطرية العائدة من الجزائر وفي تمام الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة وبتاريخ 22/5/2009 قرأت خبرا في (جريدة العرب) عدد (7649) الجمعة وكان تحت عنوان (دعاء إسرائيلي).

احتفظت بالخبر لعلمي أنه سيأتي اليوم المناسب الذي يستحق أن ينشر ويُفعّل ويقرأه من لم يطلع عليه. وقد يتساءل البعض ولماذا اختيار هذا اليوم لنشر الخبر دون غيره من الأيام؟!، والجواب في الخبر ذاته دون أن يحتاج إلى تعليق وهاكم ما نُشر نصاً: "ضمن احتفالات إسرائيل بالذكرى الـ(61) لقيامها دعا حاخامات الدولة العبرية مجلس الوزراء والإسرائيليين للتجمع عند حائط المبكى لتلاوة دعاء المساهمين في استمرار إسرائيل قوية عفية.
وراح الحاخامات يدعون وراء بنيامين نتنياهو والوزراء: اللهم احفظ لنا المسؤولين العرب ذخرا، وأطل في اعمارهم حتى تتحقق دولتنا الكبرى،، من النيل الى الفرات"!!!!.

ابتداء أُعلق على موقع الخبر في الجريدة حيث جاء في ملحق خاص بالجريدة (بانوراما)، وهو يهتم بالأحداث الغريبة، وأنا شخصيا لا أجد في الحدث (الدعاء الصهيوني) أي غرابة، وهل سيجد الكيان الصهيوني مسؤولين وزعماء يقدمون لهم التنازلات ويبصمون على المعاهدات ويستسلمون للإملاءات الصهيونية اكثر من عدد غير قليل من المسؤولين العرب؟... ثم إن الخبر فيه تلطف في الصياغة حيث صاغ الدعاء بـ: "اللهم احفظ لنا المسؤولون العرب ذخرا"... ولكن الصراحة تستلزم أن نقول من يكون هولاء المسؤولون؟... أليسوا حكام العرب؟!

أما لماذا تذكرت خبر دعاء الصهاينة لحكامنا هذه الأيام فلتكُن الإجابة بخبر آخر يكشف اللغز على قناة الجزيرة تكلم الناشط الحقوقي العربي المعروف هيثم المناع والذي لا يستطيع أحد ان يشك في صدقيته لا سيما في موقفه من (حماس) أو أي اتجاه إسلامي حركي، فهو مستقل انفجر غاضبا وصارخا في وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قائلا: "يا محمود عباس لقد اهداك المجتمع الدولي دجاجة من ذهب فبعتها بثمن التنك"!!، وقد شهد المناع العرض المسرحي الهزيل الذي قاده رئيس الوفد الفلسطيني للمؤتمر وقد أحرج أخلاقيا كل رموز السلطة في مؤتمر جنيف الذي أصدر تقريرا من الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (غولدستن)، فما وسعه إلا هذه الثورة والإدانة لقمة الخيانة لواحدة من أبرز جرائم الحرب خلال سنة.

ختاما أحب أن أُنوه للمحبين الذين عاتبوني وطلبوا مني ألا أرفع من وتيرة التصعيد السياسي والذي بدر مني بمنتهى الصراحة على قناة الأقصى إبان القصف الصهيوني على غزة، والإخوة لهم مبرراتهم وانا أتفهمها، حيث يريدون مني أن أستمر في نشاطي الفكري العام، والقيمي الاجتماعي التربوي (ركاز) كي لا تجني على مشروعك لتدخلات عليا... نعم لقد هددني زعران الفتحاوية كعادتهم لمن يكشف ضخامة الجرائم التي يقومون بها في حق شعبهم وسائر الأمة بمواقفهم... وأكيد سيكون محمود عباس ذا النصيب الأكبر من دعاء حاخامات الصهاينة!!


محمد العوضي



المصدر: الراي الكويتية

محمد بن إبراهيم العوضي

بكالريوس كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت