شذور الذهب من ذكرى سَفْرَة عجَب - (17) وفي جدة تجدد الأمل: ووجدنا من إيانا ينتظر

منذ 2016-04-17

وكان النقاش بين الرفقة: هل سنجد من ينتظرنا بسيارات خارج المبنى؟ هل سنجد مسؤولاً خارج الميناء يوافينا؟ ثم هل سنجد سكناً مخصصًا لنا في المدينة؟

تقول صاحبتنا:

وجاءت السيارات وحملتنا إلى داخل الميناء لإتمام الإجراءت، وحين وصلنا، بحثنا عن مكان مناسب وصلينا، وما إن وقفنا في الصفوف، إلا وتعطلت أجهزة الحاسوب؛ فبقينا ساعات وساعات... ننتظر في زحام  شديد بقلق وغير ثبات، وفي الأخير: قرر العاملون العمل بلا آلات، فباشروا العمل باليد، وكانت شكواهم أن العمل زائد عن الحد!

فلما اشتكى الناس طول الانتظار، صرخ بعض العاملين متضجرين في ملال: رغم أننا صيام وفي شهر رمضان إلا أننا ولعدة أيام نواصل العمل في هذا المكان! حتى الآلات كلَّت عن العمل، أفلا تعذروننا بعض الوقت على الأقل!

وفي الأخير: أنهينا الإجراءات، وبعد لأيٍّ جمعنا الأمتعة والحاجات، وكان النقاش بين الرفقة: هل سنجد من ينتظرنا بسيارات خارج المبنى؟ هل سنجد مسؤولا خارج الميناء يوافينا؟ ثم هل سنجد سكناً مخصصاً لنا في المدينة؟

وقد كان وعدنا زوج أختنا -قبل أن يتركنا في ميناء بلدنا- بأننا سنجد من ينتظرنا في ميناء جدة، ليتولى أمر سفرنا وسكننا طوال المدة.

والحق كان المحارم يتوعدوننا، يكادون بعد ما مر بهم يبطشون بنا، فكانوا يشككون في وجود مسؤول ينتظر، ويستبعدون وجود سكن حين نصل، فدعونا الله بقلوبنا ألا يخذلنا أمام محارمنا، وأن ييسر أمرنا ويرحم ضعفنا، وبعض قليل من الزمان، عثرعلينا شخصان، قالا: ننتظركم من بكرة، ونبحث عنكم منذ فترة!

- فقلنا: تأخرت الإجراءات، بسبب تعطل الآلات.

- فقالا: حمدًا لله على السلامة، هيا إلى السيارات لتقلكم إلى المدينة

فحمدنا الله بقلوبنا، واطمأن بعض الشيء محارمنا.

لكن:

لم تدم فرحتنا طويلاً، فقد كان في انتظارنا مفاجأة ليست جميلة، فحين اتجهنا لنستقل السيارات، حدث صدام حاد ومناقشات!

ويتبع إن شاء الله.

المقال السابق
(16) هل أُذّن للفجر
المقال التالي
(18) لا ولن نسافر إلا مع المحارم