مع القرآن - "وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا"

منذ 2017-01-07

استشعر نظره تعالى إليك قبل أن تنطق أو تتحرك لك جارحةٌ وإن فعلت فثم الإحسان

الرزق مكفولٌ والآجال معلومةٌ وكل ذرةٍ في الكون تحت نظر الله، لا تخفى عنه خافية، فأي قلقٍ على رزق وأي شك في لقاء والكل يجري بقدر الله.
فقط استشعر نظره إليك قبل أن تنطق أو تتحرك لك جارحةٌ وإن فعلت فثم الإحسان.  

{وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود: 6].
قال السعدي في تفسيره: أي: جميع ما دب على وجه الأرض، من آدمي، أو حيوان بري أو بحري، فالله تعالى قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم، فرزقها على الله.
{وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} أي: يعلم مستقر هذه الدواب، وهو: المكان الذي تقيم فيه وتستقر فيه، وتأوي إليه، ومستودعها: المكان الذي تنتقل إليه في ذهابها ومجيئها، وعوارض أحوالها.
{كُلِّ} من تفاصيل أحوالها {فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} أي: في اللوح المحفوظ المحتوي على جميع الحوادث الواقعة، والتي تقع في السماوات والأرض. الجميع قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه، ونفذت فيها مشيئته، ووسعها رزقه، فلتطمئن القلوب إلى كفاية من تكفل بأرزاقها، وأحاط علمًا بذواتها، وصفاتها.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
عفوه يمتد إلى العطاء
المقال التالي
شاكرٌ أم كفور