ذم الوَهن في واحة الشِّعر

منذ 2018-12-06

فإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه عمدًا فأنت الواهِنُ المذمومُ

 

قال الملتمس:

مَن كان ذا عَضُدٍ يدرك ظلامتَه

إنَّ الذَّليلَ الذي ليست له عَضُدُ

تنبو يداه إذا ما قلَّ ناصرُه

ويمنعُ الضَّيمَ إن أثرى له عددُ

ولا يقيمُ على ضيمٍ يُسَامُ به

إلَّا الأذلَّان: عِيرُ الحيِّ والوتدُ

هذا على الخسفِ مربوطٌ برمَّتِه

وذا يُشَجُّ فلا يرثي له أحدُ

إنَّ الهوانَ حمارُ الأهلِ يعرفُه

والحرُّ ينكرُه والجَسْرَةُ الأجُد

 

وقال الشَّريف المرتضى:

يا طالبَ الدُّنيا على ذلٍّ بها

اعززْ عليَّ بأن أراك ذليلًا

ما لي أراك حَلُمتَ في طلبِ الغنى

ولربَّما صغرتْ يداك ثقيلًا

لو كنتَ تعقلُ أو تشاورُ عاقلًا

كان الكثيرُ وقد ذللت قليلًا

ذَلَّ امرؤٌ جعل المذلَّةَ دهرَه

طلبَ المغانمِ منزلًا مأهولًا

عدَّ المطامعَ كيف شئتَ وخذْ بها

ملءَ اليدين مِن العفافِ بديلًا

وإِذا فجعْتَ بماءِ وجهِكَ لم يُفدْ

إن نلتَ مِن أيدي الرِّجالِ جزيلًا

 

وقال -أيضًا-:

إذا شئتَ أن تلقَى الهوانَ فلُذْ بمن

يُرْجَى لنفعٍ أو لدفعِ مضرَّةِ

فهامُ الرِّجالِ الآنفين عزيزةٌ

إن حُمِّلتَ منًّا لذي المنِّ ذلَّتِ

وعدِّ عن الأطماعِ فهي مذلَّةٌ

ولو خالطتْ شُمَّ الجبالِ لخَرَّتِ

فويلٌ لنفسٍ حُلِّئَت عن مرامِها

وويلٌ لنَفسٍ أُعطيت ما تمنَّتِ

وليس بخافٍ قبحُ حرصٍ على غنى

ولكنْ عقولٌ بالضَّراعةِ جُنَّتِ .

 

وقال آخر:

إنَّ الأذلَّةَ واللِّئامَ معاشرٌ

مولاهم متهضَّمٌ مظلومُ

فإذا أهنتَ أخاك أو أفردتَه

عمدًا فأنت الواهِنُ المذمومُ