مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - لئن أخرجوا لا يخرجون معهم

منذ 2019-04-02

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} . [المجادلة]

{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ} :

المنافقون معدودون من أبناء الأمة وهم أشد عداوة في الباطن من الكفار الأصليين, يظهرون الإسلام ويبطنون بغض أحكام الله وشرائعه وبغض أولياء الله وأهله, أبعد الناس عن العمل لله وطاعته و المسارعة في الفرار من أي أمر وأسرع الناس وقوعاً في أي نهي , وأقرب الناس التصاقاً بأعداء الله ومواعدة لهم وخيانة للأمة.

يتعجب تعالى من وعدهم للكفار من أهل الكتاب بالنصرة والتعاون على المؤمنين وتأكيدهم ولاءهم لإخوانهم من الكفار وهم أبعد الناس عن صدق الوعد وعن صدق اللهجة, لئن واعدوهم على النصرة لخذلوهم ولئن شاركوهم في حرب أو تعاونوا بمال لجبنوا عنهم وضنوا بأنفسهم وبخلوا باموالهم.

قال تعالى:

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11) لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُوا لَا يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ} . [الحشر]

قال السعدي في تفسيره :

تعجب تعالى من حال المنافقين، الذين طمعوا إخوانهم من أهل الكتاب، في نصرتهم، وموالاتهم على المؤمنين، وأنهم يقولون لهم: { { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا } } أي: لا نطيع في عدم نصرتكم أحدا يعذلنا أو يخوفنا، { {وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} } في هذا الوعد الذي غروا به إخوانهم.

ولا يستكثر هذا عليهم، فإن الكذب وصفهم، والغرور والخداع، مقارنهم، والنفاق والجبن يصحبهم، ولهذا كذبهم الله بقوله، الذي وجد مخبره كما أخبر الله به، ووقع طبق ما قال، فقال: { { لَئِنْ أُخْرِجُوا} } من ديارهم جلاء ونفيا { { لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ } } لمحبتهم للأوطان، وعدم صبرهم على القتال، وعدم وفائهم بوعدهم

{ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ } بل يستولي عليهم الجبن، ويملكهم الفشل، ويخذلون إخوانهم، أحوج ما كانوا إليهم.

{ {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} } على الفرض والتقدير { {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ } } أي: ليحصل منهم الإدبار عن القتال والنصرة، ولا يحصل لهم نصر من الله.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان
المقال التالي
لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله