مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ
«إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ» . [الراوي: أبو هريرة. المحدث: البخاري. المصدر: صحيح البخاري. الصفحة أو الرقم: 2736. خلاصة حكم المحدث] : [صحيح].
شرح الحديث:
أَخبَر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في هذا الحديثِ أنَّ للهِ تِسْعَةً وتِسعينَ اسمًا، مَن أحْصَاها دخَل الجنَّةَ، أي: مَن حَفِظها دخَل الجنَّةَ.. وقِيلَ: المرادُ: الإحاطَةُ بها لفظًا ومعنًى.. وقِيل: المرادُ: دُعاءُ اللهِ بها؛ لقوله تعالى: { {فَادْعُوهُ بِهَا} } [الأعراف: 180]، وذلك بأن تَجعلَها وَسِيلةً لك عندَ الدُّعاءِ، فتقولَ: يا ذا الجلال والإكرام، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، وما أشبَه ذلك.. وقِيل: أن تَتعبَّدَ لله بِمُقتضاها، فإذا عَلِمْتَ أنَّه رَحِيمٌ تتعرَّضُ لرحمتِه، وإذا علمتَ أنَّه غفورٌ تتعرَّضُ لمغفرتِه، وإذا علمتَ أنَّه سَمِيعٌ اتَّقَيْتَ القولَ الَّذِي يُغضِبُه، وإذا علمتَ أنَّه بصيرٌ اجتَنَبْتَ الفِعلَ الَّذِي لا يَرضاه. ....... حتى تفهم هذا الحديث لابد أن تشاهد هذا المشهد؛ كان ياما كان ولا يحلى الكلام إلا بذكر الله سبحانه وتعالى و الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام؛ كان هناك رجل غريب يريد أن يدخل على ملك من ملوك الدنيا و يتقرب منه وهو لا يعرف عنه شيئا.. فسأل أقرب المقربين من هذا الملك العظيم و قال له : صفه لي.. فأجابه القريب : هو ملكٌ طيب (وسكت) فقال له الغريب : والله ما وصفته! كثيرٌ هم الطيبون.. صفه لي! فأجابه القريب : هو ملكٌ طيب ومتسامح (وسكت) فقال له الغريب : هكذا فقط! كم من غافل في هذه المدينة طيب ومتسامح لا يدري من يكرمه ممن يهينه!.. أقول لك صفه لي تقل لي طيب ومتسامح! صف لي حاله ماذا يحب وماذا يكره؟ ما الذي يرضيه وما الذي يغضبه؟.. ارسم لي شخصيته بالكلمات.. كلمات تحيط بكل جوانب الشخصية لا جانب واحد.. حتى أعرف ما الذي أفعله بحضرته وما الذي أتجنب فعله في حضرة هذا الملك العظيم! .. كيف يكون ملكا عظيما استطاع أن يحكم هذا البلد بحكمته طيلة هذه السنوات، أكرم رعيته وقهر أعدائه و تختزله أنت في كلمة أو كلمتين كما يصف العوام أحد العابرين!.. أريد وصف القريب لا وصف الغريب.. وصفا يجعلني أراه قبل أن ألقاه. فقال له القريب : "هو طيب ومتسامح وحليم و لكن اتقي شر الحليم إذا غضب! .. فاحذر غضبته و إياك أن تستخف بذكاءه وبصيرته.. أو أن تستهين بنظرته.. مكره عظيم و عفوه عفو الكريم.. يحب كذا و يكره كذا.. إذا فعلت كذا رضي وإذا فعلت كذا غضب... " وأخذ يصف له الملك حتى اكتملت صورته في عين قلبه ليتأهب للدخول عليه.
ريهام فوزي
كاتبة إسلامية
- التصنيف: