جذور التأثير اليهودي على أوربا
اعتبر "مارتن لوثر" مؤسس "البروتستانتية"، أنّ المسيح نبيّ يهودي، ونصح بالعطف على اليهود.
كتب الأستاذ هاني مراد
بعد اضطهاد أوربا لليهود الذين كانوا يُعتبرون قتلة المسيح عليه السلام، منذ عصور الإمبراطورية الرومانية الوثنية ثم النصرانية، اعتبر "مارتن لوثر" مؤسس "البروتستانتية"، أنّ المسيح نبيّ يهودي، ونصح بالعطف على اليهود. كما كان "جون كالفن"؛ مؤسس طائفة الكالفينية، المتفرعة عن البروتستانتية، أول من أباح المعاملات الربوية. ومن هنا، بدأت المصالحة مع العقيدة اليهودية.
وعندما قام القائد الإنجليزي "أوليفر كرومويل" بالثورة في بريطانيا، اعتمد على طائفة "البيوريتانية" أو "التطهيرية" التي انشقت عن البروتستانتية، وتبنت اللغة العبرية كمقوم ثقافي لها، كما سمح بهجرة اليهود إلى بريطانيا، بعد نجاح الثورة وإعدام "تشارلز الأول"، فأصبحت بريطانيا موطنا لهم ولتجارتهم.
ويرى بعض المؤرخين؛ مثل "مالك بن نبي" في "المسألة اليهودية" من "وجهة العمل الإسلامي"، أن اليهود هاجروا إلى أوربا، بعد هدم الإمبراطور الروماني "تيتوس" هيكل هيرودوس، وإنهاء الإمبراطور "هدريان" وجودهم بالقدس، لأنهم كانوا يخشون المنافسة التجارية من الساميين الماهرين في الشرق، فازدهرت تجارتهم هناك، واشتهروا بالمعاملات الربوية، وإقراض طبقة النبلاء، وتمويل الحملات الصليبية على البلاد الإسلامية.
ومع إنكار بعض المؤرخين التأثير العالمي لليهود؛ مثل "عبد الوهاب المسيري" في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية"، فإنّ عددا كبيرا يؤكد أن تأثيرهم يعود إلى تأسيس التنظيمات المسلحة، والجمعيات السرية والعلنية، مثل فرسان الهيكل، والماسونية، والهداسا، والروتاري، والليونز، والصليب الوردي.
وقد دفع تأثير اليهود المفكر الجزائري "مالك بن نبي" إلى القول بأن: "القرن العشرين هو قرن اليهود والدولار والمرأة." كما قال الفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشه": "لقد عبر اليهود نهر روبيكون." وهو نهر مشهور شمال إيطاليا، ويُسمّى "نهر الخوف"، وكان عبور ذلك النهر محظورا بقرار مجلس شيوخ روما، لأنّ من يعبره يستطيع حكم روما، لكنّ يوليوس قيصر استطاع عبوره وحكم روما!
- التصنيف: