دموع مسكوبة على عتبات العشر ..
سميت عشر ذي الحجة بالأيام المعلومات لأنها أيام ( الحج ) ولأنها أيام القائمين والعاكفين والطائفين والركع السجود، أيام الزحام عند البيت الحرام
أيها الإخوة الكرام:
مرت الأيام بسرعة البرق حتى أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من خير أيام الدنيا ..
مرت علينا شهور وأيام حتى أصبحنا على موعد مع العشر أيام الأول من ذي الحجة ..
ورد في القرآن الكريم أن من أيام الدنيا أيام ( معدودة )، ومنها أيام الدنيا أيام (معدودات)، ومن أيام الدنيا أيام (معلومات)..
أما الأيام المعدودة فلم تذكر إلا بشر ولم يأت للخير فيها نصيب، وأما الأيام المعدودات فقد يكون فيها شر وقد يكون فيها خير ، أما الخير الخالص أما الخير كله وأما البركة كلها وأما الفضل كله فقد حازته بحذافيره وفازت به الأيام المعلومات ..
وما الأيام المعلومات ؟
الأيام المعلومات هي العشر أيام الأول من ذي الحجة، وقد ورد ذكرها في سورة الحج في قول الله تعالى " {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} .. "
سميت عشر ذي الحجة بالأيام المعلومات لأنها أيام ( الحج ) ولأنها أيام القائمين والعاكفين والطائفين والركع السجود، أيام الزحام عند البيت الحرام نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتوب علينا وأن يجبر خواطرنا وأن يقر أعيننا وأن يفتح أبواب الحج التي أغلقت وأن يأذن به لكل مسلم ومسلمة..
سميت عشر ذي الحجة بالأيام المعلومات لأنها أيام ( الحج ) ولا ينعقد حج إلا فيها، أيام معلومة ومشهورة يعلمها القاصي والداني أودع الله فيها مصالح وبسط فيها أرزاق وجعل فيها منافع واسعة قد تسع المؤمن وغير المؤمن ..
قال الله تعالى (ليشهدوا منافع لهم ) منافع دينية، منافع روحية، منافع مالية، منافع ثقافية، منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة {(ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم )}
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكتبنا جميعا حجابا وزوارا وعمارا للبيت العتيق وأن يعجل برفع البلاء عاجلا غير آجل إنه سبحانه على ما يشاء قدير ..
أيام العشر الأول من ذي الحجة فاقت في الشرف كل أيام الدنيا حتى أيام رمضان رغم شرفها العظيم إلا أن الأيام العشر الأول من ذي الحجة أشرف منها وأعظم منها أجرا..
عشر ذي الحجة هى الأيام التى قصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث يوم قال ( «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ » )
فسأله سائل من أصحابه فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
فأجابه الرسول عليه الصلاة والسلام بأن العمل الصالح فى عشر ذى الحجة أحب إلى الله وأفضل وأعظم من العمل الصالح فى غيرها من الأيام حتى من الجهاد فى سبيل الله
ولا يتحصل أحد على ثواب عظيم مثل ما يتحصل عليه الناس فى عشر ذى الحجة إلا رجل واحد .. أتدرون من هو ؟؟
هو رجل خرج مجاهداً فى سبيل الله بماله ونفسه فضاع ماله وعقر جواده ونال هو شرف الشهادة فى سبيل الله.. كما قال النبي عليه الصلاة والإسلام ..
خير أيام الدنيا عشر ذي الحجة لأنها من شهر حرام ولأنها جمعت أمهات العبادة..
ففي عشر ذي الحجة صلاة وفيها صيام وفيها صدقات وفيها ذكر لله تعالي وفيها تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير وفيها عمرة وفيها حج البيت الحرام وفيها النحر وفيها الهدي وما من أيام جمعت هذه العبادات مجتمعة إلا هذه الأيام ..
قد تكون العمرة إلى البيت الحرام في وقتنا هذا عزيزة، وقد نكون قد حرمنا من زيارة البيت العتيق فلا قرعة ولا سياحة ولا جمعيات لا بري ولا بحري ولا جوي ..
حرمنا من الطواف حول الكعبة ومن الصلاة عندها لسنتين متتاليتين لعلة وحكمة قد نجهلها ويعلمها الحكيم العليم سبحانه، وقد يكون الحج اليوم حصرا وقصرا للموعود فقط، بضعة آلاف فقط من (حاضري المسجد الحرام) يؤذن لهم بالحج، ويؤذن لنا فقط أن ننظر إليهم وأن نغبطهم على ما أوتوا..
لكن تبقى جميع أبواب العمل الصالحة مفتوحة بفضل الله تعالي وكرمه ف(صلوا، وصوموا، وتصدقوا، وسبحوا، وهللوا، وكبروا، واذكروا الله تعالى قياما، وقعودا، وعلى جنب،واصدقوا النوايا، وأخلصوا الأعمال " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له"
الخطبة الثانية
بقي لنا في ختام الحديث أن نقول :
كلما أهلت علينا عشر ذى الحجة من كل عام كان لزاماً علينا أن نذكر الناس بسنة النبى عليه الصلاة والسلام فى هذه الأيام المباركة وذلك فى حق من كانت عنده أضحية فقط..
من السنة أيها المؤمنون فى حق من كانت عنده ذبيحة وهلّ عليه هلال ذى الحجة ألا يقلم أظفاره ألا يقص شعره حتى يذبح أضحيته يفعل ذلك تزهدا وتقربا إلى الله تعالى وإحياء لسنة النبي عليه الصلاة والسلام
قال الرسول عليه الصلاة والسلام « (من كان له ذبحٌ يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذنّ من شعره ولا من أظفاره شيئاً حتى يضحي )»
هذه سنة مستحبة (سنة قولية وفعلية وخلقية ) عن الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذه الأيام المباركة من كل عام تقوم وتنام وأنت فى كل لحظة يكتب لك أجورا وحسنات..
كونك متأسيا بسنة رسول الله (ترك تقليم الأظافر وترك الحلق أو التقصير ) فى هذه الأيام سنة مستحبة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها وفى الحديث يرغب النبى فى العمل بسنته فيقول ( من أحب سنتى فقد أحبنى ومن أحبنى كان معى فى الجنة هكذا قال النبى عليه الصلاة والسلام.
محمد سيد حسين عبد الواحد
إمام وخطيب ومدرس أول.
- التصنيف: