الشخصية السلبية عند الرجل

منذ 2022-11-06

تُعَدُّ الشخصية السلبية من أصعب الشخصيات التي من الممكن التعامل معها في الحياة الزوجية؛ فهو شخص دائم التهرُّب من مسؤولياته الزوجية، يتعمَّد تجاهل الشريك الآخر، ودائمًا ما ينشغل عن أسرته وبيته؛ بسبب انشغاله الدائم بأمور تافهة وهواياته الخاصة.

تُعَدُّ الشخصية السلبية من أصعب الشخصيات التي من الممكن التعامل معها في الحياة الزوجية؛ فهو شخص دائم التهرُّب من مسؤولياته الزوجية، يتعمَّد تجاهل الشريك الآخر، ودائمًا ما ينشغل عن أسرته وبيته؛ بسبب انشغاله الدائم بأمور تافهة وهواياته الخاصة.

 

والرجل السلبي تجده يتعامل مع بيته وكأنه فندق أو استراحة لتناول الطعام، والنوم والراحة من العمل، وإذا حاولتْ زوجتُه لَفْتَ انتباهه والقيام بعمل تغييرات في حياتها أو بيتها لا تجد منه أي ردة فعل إيجابية؛ لأنه- مع الأسف الشديد- شخصٌ سلبيٌّ للغاية.

 

والرجل السلبي لا يُولَد سلبيًّا؛ بل هناك أسباب قد تكون أوصلَتْه إلى ذلك، ومنها:

• تجربة سلبية مرَّت عليه في طفولته، عانى من أي نوع من الإساءة العقلية أو البدنية، أو العقوبات، أو سوء المعاملة، أو لم يُسمَح له بالتعبير عن عواطفه بحريَّة، فيعمد إلى السلبية معتقدًا أنه من الخطأ التعبير عن عواطفه ومشاعره.

 

• أعباء وضغوط العمل، فمِن الرجال مَن يعمل في أكثر من وظيفة لتحسين المعيشة والارتقاء بمستواه الاقتصادي، وحتى الأغنياء منهم، فتجد الرجل الغني المُرَفَّه يتملَّص من أعباء الأسرة ويتركها على زوجته بسبب سلبيته.

 

• تربية الوالدين التي تجعل الأولاد مُتلقِّينَ فقط، غير مشاركين في الحياة الأسريَّة والمهام المنزلية.

 

وهناك عدد من العلامات التي تدلُّ على سلبية الزوج؛ منها:

• يلعب دور الضحية، وأن الخطأ مصدره الزوجة، حتى يتملَّص من المسؤولية.

• عنيد ودائم الشكوى وقابل للجِدال، ويشعُر بعدم التقدير من الآخرين.

 المماطلة في المواعيد؛ حيث يتجنَّب الوفاء بالوعود أو الاتفاقات أو المسؤوليات.

 يستاء كثيرًا من احتياجات الأسرة ومطالبها، وقد يعتذر عنها بسبب عدم القدرة على تحمُّلها رغم بساطتها.

 

وللتعامل مع هذه الشخصية، تقوم بعض الزوجات بالابتعاد عنه وتركه، أو المواجهة مع التضجُّر والتوتُّر، ثم الوقوع في مشاكل كثيرة، والسبب أن الزوجة تشعر بالمرارة والإحباط لما تُعانيه؛ لذا على الزوجة اتباع عدة أمور وخطوات لتجنُّب تدهور العلاقة بين المرأة وزوجها، ولكي تجعل من زوجها ربًّا لأسرته وأبًا مثاليًّا، وتشجيعه على الاستمرار، عليها بالتالي:

• معاملة الزوج معاملة حسنة، والحرص الدائم على التقرُّب منه، والصبر عليه قدر المستطاع، والسعي من أجل إرضائه.

• تجنُّب العناد مع الزوج كليًّا، وفي حالة الاختلاف في وجهات النظر، فمن الممكن تجنُّب الحديث في نفس الوقت أو تغيير موضوع الخلاف تمامًا.

• ليكن زوجك دائمًا على علم بكل ما يخص أولاده، وما يجري في المنزل.

• كوني صبورةً مع زوجك، فمسئولية الأولاد والأسرة ليست بالأمْرِ الهيِّن، فلا تسخري منه إذا أخطأ؛ بل اجعلي الأمر يبدو كمزحةٍ عابرةٍ.

• تقبَّلي طريقته الخاصة في إدارة الأسرة، فرُبَّما يُمارس الأبُ دوره بشكل مختلفٍ حسبما يراه هو، فتقبَّليه دون تذمُّر، ولا تنتقديه.

 

• احرصي أيضًا على تنمية علاقة الأولاد بوالدهم، وذلك عن طريق:

1- استخدام الكلمات والتعبيرات التي تُربِّي فيهم الاعتزاز والحب له، وتشعره هو بذلك؛ مثل: تقبيل يديه عند قدومه، وعند ذَهابهم للنوم.

2- ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وأولادك، فالمرح سويًّا يُضفي جوًّا من الأُلْفة والمتعة المتبادلة.

3- الخروج من المنزل لفترة بسيطة، وترك الطفل مع الأب وحدهما، من شأنه أن يُكسِب الأب الثقةَ في قدرته على تحمُّل مسؤولية تربية ولده.

4- حاولي إشعاره دائمًا بأن ولدك هو (ولدكما معًا)، وذلك بإشراكه معك في بعض المسئوليات المتعلقة به؛ مثل: اختيار المدرسة المناسبة، أو مراجعة مدرسة الطفل، أو المشاركة في مراجعة بعض المواد الدراسية، أو الذَّهاب للطبيب، وإن لم تستطيعي لظروفه أو لرفضه الذَّهاب، فعلى الأقل تخبريه بكل ما حدث، وتسأليه عن رأيه.

5- عند دخوله المنزل لا تُبادريه بمشاكل الطفل، حتى يكون على استعداد لمشاركتك في الحديث والمناقشة.

• أظهري لزوجك دائمًا تقديرك لدوره العظيم، وامتنانك وشكرك له على كل ما يبذله لك ولأسرتك، وأعلني ذلك، وكرِّريه على أولادك ليفعلوا هم أيضًا ذلك.

• اتركي لزوجك فرصةً ليقضي وقتًا (خاصًّا به) خارج المنزل مع أصدقائه، أو في ممارسة بعض هواياته، حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره الزوجي بكفاءة وحُبٍّ.

 لا تتحدَّثي أمام أولادك وأمام الأهل بسلبية زوجك، تحدَّثي دائمًا عنه بأنه مشارك ولا يُلقي عليكِ عبئًا حتى لا يصيبه التعنُّتُ والعصبيةُ ولا يصيب أولادك بالقَلَق؛ ومِن ثَمَّ النفور من الأب.

• اسأليه عما إذا كان بحاجة إلى شيء، غالبًا ما يُواجه الأشخاص الأكثر تشاؤمًا وسلبية صعوبةً في الطلب من الآخرين؛ ومِن ثَمَّ فإن ما يفعلونه بدلًا من ذلك هو الشكوى؛ لذا اسأليه عما إذا كان لديه طلبات، فإن ذلك سيجعله أكثرَ راحةً وانفتاحًا معكِ في الحديث.

 

أسأل الله أن يُصلِحَ الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبُد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِناتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيِّدنا محمد.

_____________________________________________________

الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش