أذان الفجر
الله أكبر، الله أكبر. يصدح مؤذنا بأزوف الإشراق، جاهرا بأن دجنة الليل مهما أحلكت، فلا بد من بلوج الفجر، وبأن سواد الظلم مهما أدمس، فلا بد من صباح يحطم صلفه الكاذب وكبرياءه الزائفة.
الله أكبر، الله أكبر. يصدح مؤذنا بأزوف الإشراق، جاهرا بأن دجنة الليل مهما أحلكت، فلا بد من بلوج الفجر، وبأن سواد الظلم مهما أدمس، فلا بد من صباح يحطم صلفه الكاذب وكبرياءه الزائفة.
يستشرفه المظلوم في أساه، فيستنصر ربه على من ظلمه، ويوقن بأن سهم دعائه لا يحيد، ويضيء أمام عينيه بريق الأمل في ثأر ولو بعد حين. يأنس به الأسير راسفا في أصفاده، فيوقن بأنها لا بد في آنٍ أن تنكسر. يُنصت له المريض، فيستصغر مرضه أملا في أجر صبره. يُصغي له المحزون كامدا في كربته، فيستكين قلبه إلى فرج قريب.
تترامى كلماته رنيمة شجية تطرب أسماع الكون، ويتدفق سناه على مهل مع انجلاء الأفق، فينشر جناحي رجاء في غد أمثل. تأنس به الطيور في أعشاشها فتشقشق سعيا إلى رزقها، وينشط له الزارع فينثر بذر الحياة في الأرض الموات لتثمر في فجر جديد.
الله أكبر، الله أكبر. تبوح بها هدأة الكون وسكنته، قبل أن يعلو بها أذان الفجر، ليقول: إنّ آيات الله في كونه جليّة لكل ذي عينين، وإنّ من نشد ربه أو ناشده، يجده. وإن كتاب هذه الأمة هو معجزتها المحفوظة، والحافظة لها حتى تعود لها. ومهما علت سحب اليأس، أو زلزلت النكبات، وعانت من الحرمان أرواح، فقرّ الليل إلى زوال. وإن خالق هذا الوجود أكبر من كل ظالم أو متكبر أو خاذل أو خائن، ومن كل مخلوق، ومن كل جبروت.
وأذان الفجر إيقاظ نائم، وتنبيه غافل، وبشاشة روح، وسكن نفس، ونور وجه، وإذن صوم، ورسم طريق، وأمل يائس، وبشارة ساجد، ودمعة قائمٍ لفراق ربٍ حبيبٍ.
هاني مراد
كاتب إسلامي، ومراجع لغة عربية، ومترجم لغة إنجليزية.
- التصنيف: