الداء والدواء
الحديث ( الداء وعن الدواء) عن الداء ونقصد به (الذنوب) وعن الدواء ونقصد به ( الاستغفار) بقى لنا أن نقول ( إن بين الخير الشر شعرة) و(بين الحلال والحرام خطوة) و (بين الإخلاص والرياء خيط رفيع)
أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلّم..
حكمة الله سبحانه وتعالى اقتضت أن تكون حياة الإنسان من الألف إلى الياء ابتلاء في ابتلاء..
النقمة ابتلاء، والنعمة ابتلاء، الصحة ابتلاء، والمرض ابتلاء، الغنى ابتلاء، والفقر ابتلاء، المنحة ابتلاء، والمحنة ابتلاء..
قال الله تعالى {﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾}
وقال عز من قائل { وَقَطَّعْنَٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ ٱلصَّٰلِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَٰهُم بِٱلْحَسَنَٰتِ وَٱلسَّيِّـَٔاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾}
ومن بين البلايا التى يبتلى بها الإنسان ( نفسه التي بين جنبيه) و ( وشيطانه) و (هواه) و(فتنة الدنيا)..
ورحم الله من قال ( إني ابتليت بأربع ما سلطوا علي إلا لشدة شقوتي وعنائي ( إبليس والدنيا ونفسي والهوى) كيف الخلاص وكلهم أعدائي؟!
قال الله تعالى في محكم التنزيل {﴿ وَمَآ أُبَرِّئُ نَفْسِىٓ ۚ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لَأَمَّارَةٌۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّىٓ ۚ إِنَّ رَبِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ }
وقال {﴿ أَفَرَءَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِۦ وَقَلْبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنۢ بَعْدِ ٱللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ }
وقال { ﴿ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾}
وقال {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْا۟ يَوْمًا لَّا يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيْـًٔا ۚ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ ﴾}
نزل الإنسان إلى الأرض وحوله أعداؤه يتربصون به في ناحية..
لكن تبقى رحمة الله تعالى مع الإنسان لا تفارقه، فما أسلم الله الإنسان لأعداءه وإنما وقف الله تعالى مع الإنسان ب( حوله سبحانه وتعالى وقوته) فأرسل له الرسل وأنزل له الكتب وقذف الله تعالى في قلب الإنسان نورا يميز به بين الحق وبين الباطل، ويعرف به الحلال من الحرام..
وكما أن مع الإنسان قرينه من الجن يزين له الخطايا، مع الإنسان أيضا قرينه من الملائكة يدعوه إلي فعل الخيرات وترك المنكرات، وجعل الله تعالى للإنسان في مقابلة النفس الأمارة بالسوء جعل الله له نفسا مطمئنة شوقها وأنسها فقط بالسمع والطاعة لله رب العالمين...
وعلى الرغم من كل ذلك..
إلا أن الإنسان هو الإنسان، وابن آدم هو ابن آدم،لا يثبت أبدا على حال واحدة،فهو لا يزال يتقلب، ويتغير، ويتحول، تسقط همته، وتخور عزيمته، وتزل قدمه، ويعصي خالقه، ويصدق فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ)..
الإنسان (خطاء) لأنه بشر خلق من (طين) ومن صفة الطين أنه (متغير ومتحول ومتقلب)، لون الطين مع مرور الأيام عليه يتغير، وطعمه يتغير، ورائحته أيضا بمرور الوقت تتغير، وحال الإنسان كحال أصل خلقته لا يثبت على حال واحدة ( يتقلب) بين الخير وبين الشر (يتغير) من الطاعة إلى العصيان و( يتحول) من الشكر إلى الكفران...
من هنا كانت رحمة الله بانتظار ذلك الإنسان الضعيف، الفقير إلى الله تعالى في كل لحظة من لحظات حياته..
إذا سقطت همته، إذا خارت عزيمته، إذا زلت قدمه، إذا دنس نفسه بمعصيه الله تعالى فإن رحمة الله تسعه ب(شرط أن يعود إلى الله تعالى نادما مستغفرا)
قال النبي عليه الصلاة والسلام ««مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ أَوْ حِينَ يُمْسِي اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ لَيْلَتِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» »
قال قتادة عليه رحمة الله: ( إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما الداء فهو الذنوب، وأما الدواء فهو الإستغفار..
قال رب العالمين سبحانه وتعالى { ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَٱسْتَغْفَرُوا۟ ٱللَّهَ وَٱسْتَغْفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُوا۟ ٱللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴾}
لما كانت الذنوب وبالا على أصحابها، ولما كانت المعاصي مصدر شؤم على الناس، جعل الله تعالى الاستغفار ملاذا لعباده ، جعل الله تعالى من الاستغفار أمانا للناس،جعل الله تعالى الاستغفار سبب نجاة لمن زلت قدمه فوقع في معصية الله عز وجل..
أخرج البيهقي في شعب الإيمان: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كان في هذه الأمة أمانان..
أما الأمان الأول فهو رسول الله صلى الله عليه وسلّم.. وهذا الأمان قد رفع وذهب... وأما الأمان الثاني فهو الاستغفار
قلت: ويشهد لذلك قول الله تعالى ﴿ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
ويشهد لذلك أيضا حديث النبي عليه الصلاة والسلام « العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله..
ورد في الصحيح من حديث أبي هريرة عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فِيما يَحْكِي عن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» .
هذا الحديث يأتي في بيان سعة رحمة الله تعالى وإشفاقه على عبده حال هذا الحديث كحال قول الله تعالى :«قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»
وقوله سبحانه وتعالى «( أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)» لا يراد منه المعنى الحرفي وإنما هو حديث نذكره لنفتح به أمام الناس باب الرجاء في رحمة الله تعالى.
«( أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)» حديث نذكره فنغلق به باب اليأس من رحمة الله تعالى. «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»
«( أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)»
ليس المعنى أن يعصي العبد ربه كما يريد، ويذهب يشرك بالله كما يريد، وإنما المعنى: أن العبد قد يقع مرة في الذنب،ثم يضعف فيقع الثانية ثم يضعف فيقع الثالثة...
كل ذلك وربه يعذره، كل ذلك وربه يمهله، مادام ذلك العبد يكره ذنبه، ويتألم بسببه، ويعود من قريب، وكلما وقع في الذنب عاد نادما مستغفرا...
قال عقبة بن عامر جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلّم فقال يا رسول الله: أحدنا يذنب، قال ( يكتب عليه) قال ثم يستغفر منه ويتوب قال ( يغفر له ويتاب عليه) قال ثم يعود فيذنب قال ( يكتب عليه) قال ثم يستغفر منه ويتوب قال (يغفر له ويتاب عليه) قال ثم يعود فيذنب قال ( يكتب عليه) قال ثم يستغفر منه ويتوب قال( يغفر له ويتاب عليه) ولا يمل الله حتى تملوا..
قال تلميذ لشيخه إني أذنب..
قال استغفر الله وتب إليه..
قال ثم أعود..
قال استغفر الله وتب إليه..
قال إلى متى؟
قال إلى أن تحزن الشيطان.. ود الشيطان لو ظفر منك باليأس والقنوط..
«( أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)»
هذا الذي ذكرناه في معنى هذا الحديث يقال نصا في معنى قول النبي عليه الصلاة والسلام ««وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» »
ورد في القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى {﴿ غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ﴾} وورد أنه سبحانه {﴿ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ } وورد أنه «يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا »
فما دمت مؤمنا، وما دمت موحدا، وما دمت تحب الله تعالى وتخشى ذنوبك، وتكرهها، وتأسف بسببها، وما دمت، تجاهد نفسك على ألا تعود إليها، فالزم الاستغفار، وأبشر بخير..
فعن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً.»
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يديم علينا نعمة التوحيد، وأن يجعل نصيبنا من الحب له ومن الإخلاص له ومن خشيته النصيب الأوفر إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير.
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث ( الداء وعن الدواء) عن الداء ونقصد به (الذنوب) وعن الدواء ونقصد به ( الاستغفار) بقى لنا أن نقول ( إن بين الخير الشر شعرة) و(بين الحلال والحرام خطوة) و (بين الإخلاص والرياء خيط رفيع)
وديننا دين التوازن في الأمور كلها..
وعندنا بيان واضح العنوان أن رحمة الله واسعة ومغفرة الله تعالى قريبة وأن حلم الله تعالى على عبده يفوق الحدود..
ومع ذلك عندنا بيان آخر واضح العنوان أيضا أن الله تعالى يمهل ولا يهمل وان الله تعالى يأخذ ويعاقب..
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ» { { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }}
قال الله تعالى {﴿ نَبِّئْ عِبَادِىٓ أَنِّىٓ أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾﴿ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلْأَلِيمُ ﴾}
وقال عز من قائل {﴿ غَافِرِ ٱلذَّنۢبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ ذِى ٱلطَّوْلِ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ ﴾}
هذا التوازن لابد منه ولابد وأن يكون حاضرا في أذهان الناس..
الله تعالى غفور ورحيم وهو أيضا شديد العقاب..
غفور رحيم تزرع في القلب الأمل والرجاء في رحمة الله تعالى..
شديد العقاب تزرع في القلب الخشية لله رب العالمين..
وفي هذا نجاة وأي نجاة، أن تقبل على ربك كطائر بجناحين اثنين، أول جناح هو خشية الله تعالى، وثاني جناح هو الأمل والرجاء والطمع في رحمة الله سبحانه وتعالى. جناحان لا يكتفى بأحدهما عن الآخر، ولا بلوغ للعبد إلا بهما معا..
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « دَخَلَ عَلَى شَابٍّ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ قَالَ أَرْجُو اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَخَافُ ذُنُوبِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ» .
نسأل الله العظيم أن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.... اللهم آمين يارب العالمين.
محمد سيد حسين عبد الواحد
إمام وخطيب ومدرس أول.
- التصنيف: