إفراد السبت بالصيام

منذ 2023-07-15

الذي يظهر لي جواز إفراد صيام السبت بصيام النفل من غير كراهة فالحديث الوارد في النهي لا يصح والله أعلم.، حديث: «لا تصوموا يوم السبت إلا في ما اْفتُرِض عليكم» (رواه خمسة من الصحابة رضي الله عنهم).

الذي يظهر لي جواز إفراد صيام السبت بصيام النفل من غير كراهة فالحديث الوارد في النهي لا يصح والله أعلم.

حديث: «لا تصوموا يوم السبت إلا في ما اْفتُرِض عليكم» (رواه خمسة من الصحابة رضي الله عنهم).

أولاً: حديث الصماء بنت بسر رضي الله عنها: رواه:

1: ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن الصماء رضي الله عنها. ورواته ثقات

ورواه عن ثور بن يزيد جمع منهم:

1) سفيان بن حبيب عند أبي داود (2421) والترمذي (744) والنسائي في الكبرى (2763) وابن ماجه (1726).

2) أبو عاصم الضحاك عند أحمد (26535) وابن خزيمة (2164).

3) الأوزاعي عند تمام (653)

4) أبو بكر عبدالله بن يزيد المقرئ عند تمام (654).

5) الوليد بن مسلم عند أبي داود (2421) والحاكم (1/ 435).

6) عبدالملك بن الصبَّاح عند النسائي في الكبرى (2764).

7) أصبغ بن زيد عند النسائي في الكبرى (2762).

8) بقية بن الوليد عند النسائي في الكبرى (2765).

 

2: لقمان بن عامر عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن الصماء رضي الله عنها.

ورواه الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عياش عند أحمد (26537) وسعيد بن عمرو عن بقية عند النسائي في الكبرى (2769) عن محمد بن الوليد الزُبَيدي عن لقمان بن عامر، وسيأتي ذكر الاختلاف على لقمان بن عامر.

 

3: محمد بن حرب عن الزبيدي عن الفضيل بن فضالة عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عن الصماء رضي الله عنها. عند النسائي في الكبرى (2767) وفضيل بن فضاله ذكره البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في ثقاته، وسيأتي الاختلاف على الفضيل بن فضالة.

 

4: أحمد (26536) عن يحيى بن إسحاق عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عبيد الأعرج قال: حدثتني جدتي رضي الله عنها أنَّها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، وذلك يوم السبت فقال: «تعالي فكلي» فقالت: إنِّي صائمة فقال لها: «صمت أمس»؟ فقالت: لا، قال: «فكلي، فإنَّ صيام يوم السبت لا لك ولا عليك»  وإسناد ضعيف، ابن لهيعة فيه ضعف وعبيد الأعرج: مجهول، والحديث ضعفه شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء (2/ 574) وابن القيم في تهذيب السنن (3/ 299) وأشار إلى ضعفه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق (2/ 362).

 

5: الليث بن سعد عند النسائي في الكبرى (2760) والبيهقي (4/ 302) وعبدالله بن صالح عند ابن خزيمة (2164) مكرر عن معاوية بن صالح عن ابن عبد الله بن بسر عن أبيه رضي الله عنه عن عمته الصماء رضي الله عنها.

 

وابن عبدالله بن بسر قال الحافظ في التقريب: لا يعرف ولم يسم.

 

ثانياً: حديث عبدالله بن بسر رضي الله عنه رواه:

1: عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عند ابن ماجه (1726) وابن شاهين (398) وعلي بن خشرم عند النسائي في الكبرى (2761) وعتبة بن السكن عند تمام (655) عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه ورواته ثقات عدا عتبة بن السكن فضعفه شديد.

 

2: بقية قال حدثني الزبيدي قال حدثني لقمان بن عامر عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه عند النسائي في الكبرى (2766) وعامر بن جشيب ذكره ابن حبان في ثقاته ووثقه الدارقطني.

 

3: ورواه بقية عن الزبيدي عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه. عند النسائي في الكبرى (2770) فأسقط لقمان بن عامر.

 

وتقدم الحديث عن بقية عن محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر عن خالد بن معدان عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه عن الصماء رضي الله عنها.

 

4: أحمد (17233) عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن حسان عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه، والوليد بن مسلم مدلس ولم يصرح بالسماع.

 

5: علي بن عياش عند أحمد (17237) ومبشر بن إسماعيل عند النسائي في الكبرى (2759) وابن حبان (3615) عن حسان بن نوح عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه وسيأتي الاختلاف على حسان بن نوح.

 

ثالثاً: حديث أبي أمامة رضي الله عنه رواه:

1: الروياني في مسنده (2/ 307) عن سلمة عن أبي المغيرة عن حسان بن نوح عن أبي أمامة رضي الله عنه ورواته ثقات

لكن تقدم الحديث من رواية حسان عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه.

 

2: إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار البهراني عن أبي أمامة رضي الله عنه وعبدالله بن دينار فيه ضعف وفي سماعه من أبي أمامة رضي الله عنه نظر.

 

رابعاً: حديث بسر رضي الله عنه: رواه النسائي في الكبرى (2768) حُدِثت عن ابن سالم ورواه الطبراني في الكبير (2/ 31) عن عمرو ابن الحارث عن عبدالله بن سالم عن الزبيدي عن الفضيل بن فضالة عن خالد بن معدان عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أنَّه سمع أباه بسراً رضي الله عنه. وتقدمت رواية الزبيدي عن الفضيل بن فضالة عن عبد الله بن بسر عن الصماء رضي الله عنها.

 

خامساً: حديث عائشة رضي الله عنها: رواه النسائي في الكبرى (2771) عن محمد بن وهب عن محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن العلاء عن داود بن عبيد الله عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن الصماء عن عائشة رضي الله عنهم. وإسناده ضعيف.

 

العلاء قال الحافظ المزي إن لم يكن ابن الحارث فلا أدري من هو، وجزم الحافظ في التقريب أنَّه العلاء ابن الحارث، والعلاء بن الحارث: ثقة. وداود بن عبيد الله: مجهول. وبقية رجاله ثقات.

وأُعِل الحديث بعلتين

الأولى: أنَّه شاذ غير محفوظ: قال الحاكم: وله معارض بإسناد صحيح. وذكر حديث جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.

وقوله: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم» دليل على المنع من صومه في غير الفرض مفرداً أو مضافاً؛ لأنَّ الاستثناء دليل التناول وهو يقتضي أنَّ النهي عنه يتناول كل صور صومه إلا صورة الفرض ولو كان إنَّما يتناول صورة الإفراد لقال: لا تصوموا يوم السبت إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده كما قال في الجمعة، فلما خص الصورة المأذون في صومها بالفرضية علم تناول النهي لما قابلها، وقد ثبت صوم يوم السبت مع غيره في أحاديث، فدل ذلك على أنَّ الحديث غير محفوظ وأنَّه شاذ، وأجاب من يرى صحة الحديث أنَّ النهي عن إفرادها بدليل رواية عبيد الأعرج عن جدته. وتقدم أنَّه ضعيف.

انظر: صحيح ابن خزيمة (3/ 316-317) وشرح معاني الآثار (2/ 80) وناسخ الحديث ومنسوخه لابن شاهين ص (332) والمستدرك (1/ 435) والاقتضاء (2/ 572) وتهذيب السنن (3/ 298 - 299).

 

الثانية: أنَّه مضطرب: فهذا الاختلاف في الحديث يدل على أنَّه مضطرب غير محفوظ، قال الحافظ في البلوغ (710): رواته ثقات إلا أنَّه مضطرب وقال في التلخيص (2/ 414): هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه وليس الأمر هنا كذا.

انظر: معالم السنن (3/ 300) وزاد المعاد (2/ 79) وتهذيب التهذيب (8/ 195) والإرواء (960).

 

ومع هذا الاختلاف فقد اختلف أهل العلم في الحكم عليه، وهذا الخلاف ليس وليد الساعة قال ابن القيم في تهذيب السنن (3/ 297): وقد أشكل هذا الحديث على الناس قديماً وحديثاً. وقال الزهري: حديث حمصي فلم يعده حديثاً. وقال الأوزاعي: ما زلت له كاتماً حتى رأيته انتشر، وقال أبو داود: قال مالك: هذا كذب، ومراد الإمام مالك بكذب أي: خطأ والله أعلم، وقال أبو داود: هذا حديث منسوخ، وأعله: النسائي وابن حجر بالاضطراب، ومن نظر إلى إسناده ورجح بعض طرقها حكم بصحته، فحسنه الترمذي، وصححه: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن الملقن والألباني وقال الذهبي: إسناده صالح حسن وجود إسناده ابن مفلح وأشار إلى صحته النووي.

انظر: سنن أبي داود (2/ 321) وسنن الترمذي (3/ 120) وصحيح ابن خزيمة (3/ 316) وشرح معاني الآثار (2/ 81) وصحيح ابن حبان (8/ 379) والمستدرك (1/ 435) وسنن البيهقي (4/ 302) والاقتضاء (2/ 572-573) والمجموع (6/ 439) وتهذيب السنن (3/ 298-300) ومهذب سنن البيهقي (4/ 1681) والفروع (3/ 123) والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (5/ 372) والتلخيص (2/ 414) والإرواء (960).

__________________________________________________________
الكاتب: الشيخ أحمد الزومان