الهجرة.. انطلاقة حضارية لا هروب من الواقع

لم تكن الهجرة النبوية مجرد انتقال جغرافي من مكة إلى المدينة، بل كانت تحوّلًا استراتيجيًا في مسار الرسالة، وانطلاقةً حضارية لمشروع بناء الأمة.

في الهجرة تتجلى عبقرية التخطيط، وروعة التوكل، وبراعة التأسيس: تأسيس مجتمع يتنفس القيم، ويؤسس للعدل، ويُقيم دولة على العقيدة والأخوة والشورى.

الهجرة كانت مفصلًا حضاريًا، نقل المسلمين من مرحلة الاستضعاف إلى التمكين، ومن ضيق العشيرة إلى سعة الأمة، ومن خطاب النجاة الفردية إلى مشروع النهضة الجماعية.
فلنحيي ذكرى الهجرة بفهم سننها، والبناء على دروسها، والانطلاق برسالتنا من جديد نحو عالم أحوج ما يكون إلى نورها وهدايتها.