عادات خاطئة في شهر رمضان
تحول شهر رمضان المبارك في كثير من بلاد المسلمين إلى أمور وعادات لم تكن معروفة من قبل حيث ارتبط بالسهر في الليل والنوم في النهار والسهر غالبًا يكون أمام أجهزة اللهو من قنوات فضائية وغيرها كما ارتبط هذا الشهر عند البعض بتنوع الأكلات وتعددها وأصبح هناك أكلات وحلويات خاصة بشهر رمضان فصار هذا الموسم المبارك عادة وليس عبادة فنرجو توجيه كلمة نصح للمسلمين.
لا شك أن شهر رمضان شهر عبادة وقربات وحسنات وأعمال صالحة يمثلها الصيام والقيام وقراءة القرآن وكثرة الصدقات وكثرة الدعاء والذكر والأعمال الخيرية المتعددة كالنصيحة والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار، وهكذا يكون هذا الشهر شهر التوبة والإقلاع عن المعاصي وهجر المنكرات والبعد عن أنواع المحرمات وعن مجالس اللغو والباطل والقيل والقال وعن سماع الأغاني والملاهي والمكروهات وعن النظر إلى الأفلام الخليعة والصور الفاتنة سواء كانت مرسومة في مجلات أو معروضة في الشاشات بواسطة الإذاعات والقنوات الفضائية، وهكذا حفظ اللسان عن الكذب والفجور وقول الزور وعن السباب والهجاء ونحو ذلك فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » وورد في حديث: « » وفي حديث آخر: « » وقال جابر: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
فعلى هذا ينكر على الذين يسهرون طوال الليل على اللهو واللعب وعلى سماع الأغاني الماجنة والنظر إلى الأفلام الخليعة فإن ذلك قد يبطل صيامهم وأعمالهم، وهكذا يستنكر عمل الذين يتركون صلاة التراويح ويعمرون الأسواق والمتاجر والمصانع طوال ليلهم ويجعلون رمضان موسمًا للتجارات والأرباح الدنيوية، وعلى الذين يقطعون نهارهم بالنوم العميق ويفوتون عليهم الأوقات الشريفة ومواسم الأرباح فواجب على المسلمين انتهاز الفرص واستغلال أيام هذا الشهر الكريم في الأعمال الصالحة التي يضاعفها الله فيه أضعافًا كثيرة واستقباله بالتوبة النصوح والتعهد بكثرة القربات والأعمال الخيرية القاصرة والمتعدية وهجر العصاة والبعد عن منادمة الفسقة والفجار ومعاقرة الخمور والمسكرات وعن تعاطي الدخان والمخدرات حتى يحصل المسلم في هذا الشهر على النجاة من العذاب والفوز بجزيل الثواب. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف:
- المصدر: