حكم التشاؤم من شهر صفر
إبطال هذه العادة السيئة، وهي التشاؤم بصفر أو التشاؤم بغير ذلك من الشهور، فالشهور كلها محل طاعة ومحل عبادة لله عز وجل، فليس فيها شيء يتشاءم منه، لا صفر ولا غيره. «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول».
أفيدكم أن الرافضة يتشاءمون من شهر صفر ويفعلون المنكرات من بداية الشهر، ومنها قولهم: قيامهم بجمع القمائم في سطح منازلهم، وإذا جاء ليلة الثلاثين من شهر صفر يأتون بديك ويذبحونه على القمامة ثم يحرقونها، ويقولون: ذبحناك يا دويك .. يا صفر روح يا صفر..؟
هذه جاهلية جهلاء لا وجه لها، وبعض الناس غير الرافضة أيضا يتشاءمون بصفر في الأسفار، وهذا كله باطل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول».
النبي صلى الله عليه وسلم أبطل التشاؤم بصفر، سواء أريد بذلك الشهر نفسه، أو أريد بذلك ما قاله بعض العرب من وجود دابة في البطن مؤذية يقال لها صفر، وفي كل حال هذا كله لا أساس له ولا صحة له، والنبي أبطلها عليه الصلاة والسلام، ومعنى ذلك إبطال هذه العادة السيئة، وهي التشاؤم بصفر أو التشاؤم بغير ذلك من الشهور، فالشهور كلها محل طاعة ومحل عبادة لله عز وجل، فليس فيها شيء يتشاءم منه، لا صفر ولا غيره.
وهكذا الأيام، بعض الناس يتشاءم بيوم الأربعاء وهو باطل أيضًا، فليس هناك يوم يتشاءم به، لا يوم الأربعاء ولا غيره، كلها من أيام الله التي خلقها لتعمر بطاعة الله وعبادته عز وجل، وينتفع بها العباد في حاجاتهم ومصالحهم، فالطيرة والعدوى والتشاؤم بصفر أو بالهامة وهي ما يسمى البومة أو غير ذلك ... بالنجوم، وهكذا بالجن، كل هذا لا أساس له، بل هو باطل.
فالجن خَلْقٌ من خلق الله، الله يتصرف فيهم بما يشاء عز وجل، فليس لهم قدرة في أنفسهم إلا بما أقدرهم الله عليه، والنجوم ليس لها تصرف في العباد بل خلقها الله زينة للسماء ورجومًا للشياطين وعلامات يهتدى بها في ظلمات البر والبحر.
وهكذا ما يقع من الأمراض ليس يعدي بطبعه، الأمراض ليس لها تصرف في نفسها ولا انتقال بنفسها كما كان يعتقده جاهلية العرب، وإنما ينتقل الداء والمرض من مكان إلى مكان ومن شخص إلى شخص بإذن الله وتقديره عز وجل.
فالحزم كل الحزم والهدى كل الهدى التعلق بالله والضراعة إليه في العافية من كل سوء، وطلب العافية من كل سوء، مع تعاطي الأسباب الشرعية وتعاطي الأسباب المباحة التي شرعها الله لعباده في علاج الأمراض.
عبد العزيز بن باز
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقا -رحمه الله-
- التصنيف:
- المصدر: