تفجير بيروت.. وورقة بشار الأخيرة

منذ 2012-10-31

..وقد حاول النظام السوري أن يزرع الفتنة في طرابلس الشمالية بين علوي وسني وهي المنطقة المحسوبة على تيار المستقبل وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا ولكنها لم تشعل الفتنة.


بعد تفجير بيروت الذي أودي بحياة العميد اللبناني وسام الحسن صاحب الباع الكبير في الكشف عن عمليات الاغتيالات وتعقب المؤامرات السورية والإسرائيلية على حد سواء حتى سارعت كل الجهات داخل لبنان باستثناء حزب الله الشيعي بالطبع لتوجيه الاتهام لنظام بشار الأسد الذي يواجه ثورة منذ أكثر من عام ونصف ويبدو أن نهايته قد اقتربت ويريد تفجير الوضع في لبنان ومنع تأييد الشعب السوري الذي قتل منه الآلاف.

وجاءت الاتهامات من المعارضة اللبنانية وعلى رأسها سعد الحريري، رئيس تيار "المستقبل" السني، الذي قتل أبيه رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2004م، حيث قال إن وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الدخلي اللبنانية والذي يلقب بـ"كاشف الاغتيالات" "حمى البلاد من مخطط بشار الأسد".

فيما اتهمت قيادات أخرى في المعارضة نظام الأسد باغتيال الحسن لما بيده من ملفات عن قيامه باغتيالات ومحاولات اغتيال سابقة وقعت في لبنان، وأبرزها اغتيال الحريري الأب، فالحسن كان مسئولاً عن كشف الأيادي الخفية من وزراء ومسؤولين محسوبين على نظام سوريا كانوا يدبرون مخططات اغتيالات للمعارضين للنظام السوري.

وقضية الوزير ميشال سماحه المتعاون مع النظام السوري هي القضية الأبرز اليوم في لبنان، وقد أحبط الحسن مؤخراً مخططاً لإثارة الاقتتال الطائفي، حيث اتهم القضاء اللبناني رسميًا الوزير سماحة -المحتجز حاليًا- ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك وعقيد في الجيش السوري يدعى عدنان بالتخطيط للقيام بأعمال "إرهابية" بواسطة عبوات ناسفة والنيل من هيبة الدولة.

كما يريد حزب الله الداعم القوي للأسد تسديد ضربة لقوى 14 آذار المعارضة والمحسوب عليها وسام الحسن داخل الأجهزة الأمنية وبالتالي تقوية جناح حزب الله داخل الأجهزة الأمنية لاسيماً الاستخبارية.

ورأت الجماعة الإسلامية في لبنان أن "نظام بشار الأسد يسعى إلى نقل الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني"، معتبراً أن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، العميد وسام الحسن، كان يشكل عقبة رئيسية في هذا الملف، لمنع محاولة إشعال نار الفتنة داخل لبنان، التي تهدف إلى إطالة عمر النظام. وخلال الشهور الماضية كانت هناك محاولات عديدة من جانب النظام السوري، وأتباعه في لبنان وعلى رأسهم حزب الله الذي يقاتل معه ضد السوريين، لإشعال الفتن في أكثر من منطقة حتى يستثمرها مجددا كورقة في يده مع المجتمع الدولي.

وفي نفس توقيت اغتيال الحسن تم قرصنة موقع جريدة النهار اللبنانية لأنها أكبر بوق مناهض لسوريا في لبنان ويجب إسكاتها من وجهة نظر المعارضين لها وهم قوى 8 أذار (حزب الله وميشال عون) والقوى المدعومة من نظام سوريا.

وأجمعت كافة القوى السياسية أن هناك من يريد إشعال نار الفتنة وضرب لبنان وجره الى أتون الصراع السوري بل وحرب مدمرة على غرار الحرب الأهلية الذي عانى منها طوال 15 عاما، رغم أن لبنان حاول أن ينأى بنفسه منذ بدء الأزمة السورية، بألا تمتد إليه النيران، نظراً لأوضاعه الداخلية الهشة، والصراعات بين أطرافه السياسية. وجاءت عملية اغتيال الحسن لتضيفه إلى القائمة التي تم اغتيالها من قبل وجميعها كانت مناهضة للوجود الأمني للنظام السوري في لبنان.

وأبرز الذين تعرضوا للاغتيال في الماضي هم الصحفي جبران تويني رئيس تحرير ومالك جريدة النهار اللبنانية بحكم مواقفهم المناهضة لسوريا، ورفيق الحريري، فضلا عن محاولات اغتيال فاشلة لمعارضين ومناهضين للوجود السوري في لبنان.

وقد حاول النظام السوري أن يزرع الفتنة في طرابلس الشمالية بين علوي وسني وهي المنطقة المحسوبة على تيار المستقبل وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا ولكنها لم تشعل الفتنة.

وبحسب مراقبين فإن دخول نظام الأسد الساحة اللبنانية وبث روح الفتنة هو تأكيد بأن النظام السوري يختنق وفي مراحله الأخيرة، حيث يريد بشار وأتباعه إشعال العديد من الجبهات الخارجية وبعث رسائل للداخل السوري وخارجه الداعمة للجيش الحر بأن الحرائق ستطال الجميع.

كما أنه يريد قطع الدعم العسكري واللوجيستي الذي يقدمه السنة في لبنان للمقاتلين بسوريا على جانبي الحدود بعدما أخفق حزب الله في منع التواصل والتأييد للثورة ودعم اللاجئين السوريين، الذي يقدر عددهم بعشرات الآلاف.


إيمان الشرقاوي
4/12/1433 هـ
 

  • 1
  • 4
  • 2,448
  • يوسف الصديق

      منذ
    بارك الله فيكي لتوضيح الامر لنا ولخدمة الاسلام والمسلمين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً