نحو ذاتية دعوية فاعلة

خالد عبد الرحمن الدرويش

قال صلى الله عليه وسلم في دعائه شفقة على أمته « <span
style="color: #3366FF">اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون</span> »
صحيح البخاري

  • التصنيفات: الدعوة إلى الله -

مقدمة

الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم مخاطباً رسوله الأمين { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [النساء:84]، والقائل { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } [التوبة:38]

ثم الصّلاة على رسول الله سيد المتحرّكين الذي لم يهدأ ولم يقرّ له قرار منذ أن أُمر بالتبليغ حتى غادر هذه الحياة الدنيا، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه بالتحرّك لنصرة هذا الدين.

أما بعد:

إن أوّل دوافع المبادرة الذاتية التي يجب أن يتذكرها الداعية المسلم هو أن يعلم:

أولاً: أن مناط التكليف فردي.
ثانياً: أن كل فرد سيحاسب يوم القيامة فرداً.
ثالثاً: وأنه لا تزر وازرةٌ وِزر أخرى.
رابعاً: وأن الحساب بالثواب والعقاب لا يكون إلا فردياً.

ومن الإيمان بهذا المنطلق يجب أن ينحصر تفكير الداعية المسلم فيما يجلب له الأجر ويقرّبه إلى الطاعة دون أن يكون تابعاً، وأن يمتلك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفاف إلى عمل فلان أو قوله، ولا ينتظر الإذن من بالعمل من شخص ما إلا في الضرورة القصوى.

والمسلم في نفس الوقت يجب أن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة عملية له أمام عينيه، ولا يجعل الأشخاص الآخرين -أياً كانوا- مثالاً له، فقد يفتح الله عليه أكثر من الآخرين أو يوفقه الله إلى عمل يتفرد به دون غيره فلله في خلقه شؤون والله يختص برحمته من يشاء وكيفما يشاء .


أهدافي في الرسالة

أولاً: بيان أن المبادرة الذاتية للعمل لهذا الدين أصل في المسلم وأنها صفة من صفات المسلم الحق وأنه محتاج إليها في العمل اليومي.

ثانياً: أنها وسيلة ناجحة لنشر هذا الدين عقيدة ودعوة.

ثالثاً: تصحيح لمسار بعض الدعاة الذين يعتمدون في عملهم وتنفيذاتهم اعتماداً كلياً على الخطط من نصح وإرشاد وتوجيه، دون الاعتماد على النفس في إيجاد منافذ للعمل أو اتخاذ زمام المبادرة إلى الحركة والعطاء مما أدى هذا إلى الفتور عند بعضهم.

رابعاً: لما وجدت من ضعف التفاعل الذاتي لدى بعض أفراد الصحوة الإسلامية لنشر هذا الدين. أدركت أنه لابد من طرح هذه القضية بقوة في مجالس ولقاءات أفراد الصحوة الإسلامية حتى يتولد الحس الدعوي الذاتي في أنفسهم للعمل يدا واحدة في سبيل النهوض بالمجتمع المسلم ليتولى مركزه السامي الذي فرط فيه وأعطاه لغيره فالعمل من أجل هذا الدين مسؤولية الجميع.

خامساً: إشاعة روح الجدّية والهمة الذاتية في أفراد الصحوة الإسلامية؛ فإن الهمّة تدفع إلى القمة، والعلم يفتح آفاق العمل، والمرء يتعلم من تجارب الحياة في أيام مالا يتعلمه في قاعات الدراسة في سنين. فالحياة هي المدرسة الكبرى.

سادساً: بيان أن المبادرة الذاتية الدعوية فيها فوائد عديدة منها:
أ‌- زيادة رصيده من الخير والدال على الخير كفاعله.
ب‌- زيادة رصيده من الخبرة فتصبح لديه خبرة واسعة في كيفية التعارف والتآلف وجذب القلوب.
ت‌- مؤازرة المدعوين للداعية، لهذا طلب سيدنا موسى عليه السلام من المولى عز وجل أن يجعل له وزيراً من أهله فقال { وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي } [طه:29] أي معيناً وظهيراً على التواصي بالحق.


وقفات لابد منها..

أخي الحبيب:
قبل الدخول معك في صلب هذه الرسالة، أحببت أن أقف معك بعض الوقفات التي لابد لكل داعية مسلم أن يلمّ بها علماً حتى تنطلق وأنت على بصيرة من أمرك. وهذه الوقفات هي:

الوقفة الأولى: وهي أمّ الدعوة إلى الله تعالى، والعمل على إقامة الحق وإزهاق الباطل واجب على كل مسلم ومسلمة، وأن هذا الواجب يؤدى على صورتين:
أ‌- الصورة الأولى: بصفته فرداً مسلماً { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ يوسف:108].
ب‌- الصورة الثانية: بصفته فرداً في مجموعة صالحة تدعوا إلى الله تعالى { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ } [آل عمران:104]، فاستشعار المسلم لفريضة الدعوة يبعث في النفس الهمة للعمل والحث على التنفيذ، ذلك يعني أنه لا تراخٍ في الفريضة ولا نكوص عن الواجب.

الوقفة الثانية: وهي أن الدين لا يقوم ولا ينتشر إلا بالجهد البشري، وبالطاقة التي يبذلها أصحابها يقول صاحب الظلال -رحمه الله- "إن هذا الدين منهج إلهي للحياة البشرية يتم تحقيقه في حياة البشر بجهد البشر أنفسهم وفي حدود طاقاتهم البشرية وفي حدود الواقع المادي للحياة الإنسانية.

الوقفة الثالثة: أن للذاتية عدة جوانب منها الإيمانية والأخلاقية والثقافية والخيرية، وسوف اهتمّ بالجانب الدعوي منها، المتعلّق بالتأثير في الأفراد والمجتمعات دون الجوانب الأخرى؛ لقلة اهتمام شباب الصحوة بهذا الجانب الذي هو وظيفة الأنبياء والرسل وثمرة الإيمان والعلم.

الوقفة الرابعة: إن العمل الدعوي المنظم والمخطط له مسبقاً أجدى في تحقيق النجاح وأسرع في قطف الثمار.

الوقفة الخامسة: إن من يهديه الله على يديك -أيها الداعية- الذاتي إنما هو كلبِنة فُكَّتْ من بناء الجاهلية ووُضِعَت في بناء الإسلام، وهو خسارة للشيطان وأعوانه، وكسب للرحمن وأنصاره.

الوقفة السادسة: إن أيّة كلمة يقولها الداعية للمدعو لا تذهب هباءً منثوراً؛ إما تدخل في مكوّنات المدعو ويختزنها عقله، وقد يظهر أثر كلمة قيلت قبل سنوات بفعل موقف محرّك، أدى إلى استرجاع تلك الكلمة وتلك النصيحة.

الوقفة السابعة: أن الأجر والثواب يقع بمجرد الدعوة والتبليغ ولا يتوقف على الاستجابة، ولذلك فقد وجّه الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى عندما أمره بالدعوة والتبليغ، ولم يطالبه بالنتيجة فقال تعالى: { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ } [الشورى:48].
ولا يعنى هذا أن الداعية غير مطالب ببذل قصارى جهده واستخدام أحسن ما يستطيع من الأساليب والوسائل.


المراد بالذاتية الدعوية

الذاتية الدعوية: هي انطلاقة المؤمن ومسارعته للعمل الدعوي بحافز ذاتي من نفسه للعمل لهذا الدين، دونما طلب من أحد أو متابعة، بل هو السعي لطلب الأجر والمثوبة من الله.


منطلقات الدعوة الذاتية عند المسلم

المنطلق الأول:
العمل الفردي العام:
وأقصد بذلك أن ينطلق المسلم بمفرده في ميدان الدعوة إلى الله لنشر الخير لعموم المسلمين، وذلك لأن مسؤولية الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي على كل مسلم لا يسقطها عنه أي اعتبار، وهذا العمل الدعوي العام أصل من أصول هذا الدين؛ إذ بُعِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم للناس كافة، قال تعالى { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }، ولم يُبعث لطبقة معينة من الناس.

المنطلق الثاني:
التعاون مع الصحبة الصالحة:
وأقصد بذلك أن يقوم الداعية المسلم بصفته فرداً في مجموعة صالحة لنشر دعوة الله وتبليغ دين الله، قال تعالى { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } [المائدة:2]، أو تقول هو أن يحاول كل مسلم عامل عن طريق الدعوة الفردية أن يُدخِل في الهداية والاستقامة أخاً جديداً في مدّة يحددها، ويفكّر في هذه المحاولة ويعزم عليها ويبذل ما طاقته من جهد وتضحية.

هذه هي منطلقات الذاتية للعمل الإسلامي بين دعوة عامة، حتى تبقى هي قضية الإسلام ومعانيه العامة حيّة في الأنفس غير مستغربة في القلوب، ودعوة جماعية حتى يتضاعف عدد العاملين للإسلام، الحاملين لراية الجهاد في سبيل الله، وإعداد جيل متميز يتحمّل تبعات الدعوة وينذر نفسه لنشرها.


مظاهر الذاتية عند المسلم

{ وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يقَوْمِ اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ }


من المظاهر الذاتية:

1. أن يجد المسلم راحته في العمل والبذل والعطاء: فهو يجد أنسه وسروره وفرحته في نصرٍ يصيب الإسلام أو خير يتحقق على يديه، أو واجب يوفَّق إلى أدائه ويحس بلذة غامرة تغمره إذا هو أنفق جلَّ وقته في أمور الدعوة.

يقول صاحب مذكرات "الدعوة والداعية" واصفاً صاحب الذاتية الفاعلة: فهو دائم التفكير، عظيم الاهتمام، على قدر الاستعداد أبداً، إذا دُعي أجاب أو نودي لبى غُدُوَّه ورَواحه وحديثه وكلامه، وجدّه ولعبه لا يتعدى الميدان الذي أعد له، ولا يتناول سوى المهمة التي وقف عليها حياته وإرادته، يجاهد في سبيلها، تقرأ في قسمات وجهه وترى في بريق عينيه وتسمع من فلتات لسانه ما يدلّك على ما يضطرم في قلبه من جوٍ لاصق وألم دفين، وما تفيض به نفسه من عزمة صادقة وهوة عالية وغاية بعيدة.

2. أنه يعيش للإسلام بكلّيته، ويوجّه حياته من أجله، ويسخّر كل طاقته وإمكاناته لما يعز سلطانه ويرفع بنيانه "نحن نريد نفوساً حية قوية فتيّة، وقلوباً جديدة خفّاقة غيورة ملتهّبة، وأرواحاً متطلعة متوثّبة".

3. أنه شديد الحرص على هداية الناس وتعليمهم وتزكيتهم، مقتدياً بسيد الدعاة عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى مصوراً صفة الرسول صلى الله عليه وسلم { إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ } [النحل:37]، فالحرص على هداية الناس سمة أصلية في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا تمثل بها الداعية الذاتي. وكما قال أحد السلف مصوّراً حرصه على هداية الناس بقوله: "وددت أني أقرض بالمقاريض، وأن هؤلاء الناس أطاعوا الله".

4. أنه لا يهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع الإسلام والمسلمين.

5. أنه دائم الاتصال بإخوانه في الخير والدعوة: حتى يتزوّد منهم لينطلق مرة أخرى بالعطاء والعمل لهذا الدين، متمثلاً الآية الكريمة { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } [الكهف:28].

6. أنه يدعو إلى الله في كل مكان وفي كل الظروف والأحوال وفي كل البيئات، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم نجده يدعو في جميع الأماكن والأزمان والأحوال، فوق الجمل وفي المسجد والطرق والسوق والمنازل وفي المواسم، وحتى المقبرة وفي الحضر والسفر، في صحّته ومرضه وحيثما يزور أو يُزار. وكان يوجه دعوته إلى من أبغضوه ومن أحبوه.
فصاحب الدعوة الذاتية له في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في ذلك.

7. أنه كثير الهموم والتألّم لحال المسلمين وما يجدون من ظلم وعَنَتْ، وتقديم الحلول والاقتراحات التي تعزّ الإسلام والمسلمين كما قال أحد الدعاة: "ليس أحد يعلم إلا الله كم من الليالي كنا نقضيها نستعرض حال الأمة وما وصلت إليه في مختلف حياتها، ونحلل العلل والأدواء، ونفكّر في العلاج وحسم الداء، ويفيض بنا التأثّر لما وصلنا إلى حد البكاء".

8. الداعية الذاتي دائم النشاط والعطاء والاتصال بالناس، فمن سمة المؤمن الداعية أنه ذو حركة نشيطة دائبة مستمرة، فهو يبلّغ الأمانة ويؤدّي الرسالة وينصح الأمة. فالداعية يخالط الناس ويصبر على أذاهم ليدعوهم إلى الله تعالى، وفي الحديث « المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ». رواه ابن ماجه.

قال أحد الدعاة "أن تكون عظيم النشاط مدرباً على الخدمات العامة تشعر بالسعادة والسرور إذا استطعت أن تقدم خدمة لغيرك من الناس".


ميادين الدعوة الذاتية

"أن تعمل على نشر دعوتك في كل مكان تذهب إليه"

هذه الميادين التي يمكن للفرد أن يمارس نشاطه الدعوي من خلالها هي:
1. محيط الأسرة من زوجة وأولاد وأقارب وأرحام.
2. المسجد، فالمسجد ساحة رحبة للعمل النشط وميدان فسيح للتحرّك الدؤوب؛ فهو مركز تجمع ونقطة انطلاق ومكان عبادة وميدان تربية وعلم وتوجيه.
3. المدرسة والجامعة ومكان العمل.
4. الحي الذي يسكنه الداعية والأحياء المجاورة له، على المسلم أن يعمل بشكل منظّم في الحي والوظيفة وفي العمل وفي كل مجال للعمل لهذا الدين، إذ ليس عند الداعية وقت إلا للدعوة.
5. التجمعات الأسرية العامة والخاصة.
6. القرى والهجر والبوادي ومخيمات الحجاج.
7. الأندية الرياضية وغيرها كثير، والميدان فسيح للدعوة إلى الله، وما على الداعية إلا التبليغ، ولا يترك الفرصة تفوت من بين يديه، لعل الله تعالى يكتب له أجر الكلمة المعطاة التي لا يلقي لها بالاً، فترفعه درجات. والموفَّق السعيد من وفّقه الله لكلمة الخير التي تنشر، فيكتب الله له أجرها وأجر من يعمل بها إلى ما شاء الله.

إن حضور الداعية في المناسبات من الأفراح والأتراح والأعياد يفتح له ميادين للدعوة والخير، ويقدّم له فرصاً طيّبة للاتصال بالناس وكسب ودّهم؛ فالداعية الحق يترك أثراً صالحاً في المكان الذي ينزل فيه.


عناصر التأثير في الآخرين

من الأمور الهامة التي ينبغي للداعية أن يهتم بها وينتبه إليها: عناصر التأثير في الآخرين وتتلخص فيما يأتي:
1. الميل العاطفي والمحبة القلبية للمدعو: { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } [آل عمران:159]، فالداعية لا يكسب قلب مدعوه إلا إذا أحبّه، وشعر منه العطف والرفق وحب الخير له.
2. القدوة السلوكية (السيرة الحسنة) : هي وسيلة فاعلة في التأثير على الناس وجذبهم إلى الخير { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم:4].
3. الإقناع العقلي والحجّة العلمية { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [النحل:125].
4. تفاعلاته الدعوية (النموذج المتحرك) : من أهم عوامل التأثير هو ظهور الداعية في المجتمع بظواهر الاهتمام لهذا الدين والحماس لهذه الدعوة، كما قال الصديق رضي الله عنه: "أينقص الدين وأنا حي" .
فالداعية لا يفكر إلا في الدعوة، ولا يفرح إلا للدعوة ولا يحزن إلا للدعوة، ولا يبكي إلا على الدعوة..
5. طريقته التشويقية في طرح أحكام الإسلام وقضاياه من خلال الأسلوب الحسن والعرض المبسّط الذي يصل إلى الروح والعقل والقلب، قال الله تعالى { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [النحل:125].

إن من نجاحك أيها الداعية: أن تجعل دعوتك مسألة حيوية حارّة، يتحدث بها الناس في مجالسهم ومنازلهم مع أصدقائهم وأهليهم، فيلقى الرجل أخاه فلا يحدثه إلا عنها، ويزور الصديق صديقه فتكون أقرب المسائل إلى حديثهما، ويسمر السامرون فيدور جدلهم حولها.

هذه بعض عناصر التأثير في المدعوين التي ينبغي للداعية التحلي بها ليكون نبراس خير ونور للآخرين.


وسائل اكتساب الذاتية الدعوية

أولاً: التميز الإيماني والتفوق الروحاني:
لابد أن ندرك أن أول أساسيات المبادرة والعطاء حسن الصلة بالله تعالى وعظيم الإيمان به، وجميل التوكّل عليه والخوف منه، وهكذا كان السلف الصالح عندما أخلصوا لله، كان سمتهم ورؤيتهم موعظة مؤثرة، وأن الواحد منهم ليقول الكلمة يهدي بها الفئام من الناس، فقوّة الصلة بالله تجلب التوفيق والتأثير في الآخرين، كما كان الرجل الصالح محمد بن واسع إذا رؤي ذُكِر الله.

ثانياً: الزاد العلمي والرصيد الثقافي:
إن التميّز الإيماني لابد أن يعضده الجانب العلمي، لذا علينا أن نفهم الإسلام بشموله ونقف على حقائقه وأحكامه، ونعنى بقواعده وأصوله، وأن نتدارسه من مصدريه: الكتاب والسنة { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلأ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } [محمد:19] فالإسلام له خصائص تميّزه عن غيره، فينبغي للمؤمن الداعية أن يتعرّف عليها ويستشعرها في نفسه شعوراً بعظمة دينه وزيف ما سواه، ليتحرك من أجله ويكون الدين كله لله.
فإذا توفر للداعية رصيد علمي مناسب وزاد ثقافي جيد، كان ذلك عوناً له في دعوته ورافداً من روافد نجاحه ومبادرته الذاتية.

ثالثاً: معرفة فقه الدعوة والعمل للإسلام:
لابد -ابتداءً- معرفة الدافع للحركة، لمن يتحرك الداعية؟؟ فمتى اتضح الهدف من التحرك وهو: رضى الله ونصرة دينه، ثم الجنة، زادت الذّاتية الدعوية والعطاء، فوضوح الهدف من شأنه أن يجعل الداعية لا يهدأ حتى يحقق الهدف.

رابعاً: استشعار الأجر:
وهذه مسألة ضرورية وعامل رئيس في الاندفاع نحو العمل والدعوة الذاتية ولعل هذا هو السر في تبيان أجر بعض العبادات حتى يكون دافعاً للعمل والعطاء فإذا عرف صاحب الذاتية أن كل حركة وسكنة يتحركها المهتدي وكل تسبيحة أو ركعة أو سجدة يفعلها وكل إحسان يجريه الله على يديه فإنما يكون في ميزان أعماله وأن له مثل أجره مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم « الدال على الخير كفاعله» فإنه لا شك سيتحرك الحركة الذاتية التي تجلب له هذا الخير الذي يتنامى يوماً بعد يوم.

خامساً: النظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأحوال السلف والدعاة مع العمل للإسلام:
إن المتتبع لسيرة سيد الدعاة عليه الصلاة والسلام وأحوال السلف الصالح والدعاة مع العمل للإسلام له دور كبير في إشعال الهمة واكتساب الخبرة وإيقاظ الحماسة في قلب المرء المسلم لاستغلال وقته وجهده للعمل لنصرة هذا الدين.

سادساً: استشعار أن الجنة محفوفة بالمكاره:
لذا يتطلب منه طاقة وهمّة عالية تتناسب مع ذلك المطلب العالي وهو الجنة، فإذا عرف المسلم هذا سوف يجعله يتحرك التحرك الذاتي للوصول إلى الهدف قال الله تعالى {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم منقرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [السجدة:17] .

سابعاً: حمل همّ الدعوة للعمل للإسلام:
إن انتمائي للإسلام يجب أن يجعل مني صاحب رسالة في الحياة ويفرض عليّ كذلك أن أعمل ليكون المجتمع الذي أعيش فيه مسلماً ملتزماً بقوانين الله تعالى. إنه لا يكفي أن أكون مسلماً وحدي دونما اهتمام بمن حولي.

ثامناً: المعايشة الجماعية:
من أهم عوامل اكتساب الذاتية الفاعلة المعايشة الدعوية، فالجماعية دافع للحركة وتوظيف الداعية لملكاته وجهوده وطاقاته في خدمة دعوته ونشر دينه، بعكس الفردية والانعزالية فإن المرء يشعر غالباً معها بالفتور والكسل.

تاسعاً: الدعاء:
إن العمل لهذا الدين هو هبة ومنحة من الله يمنّ بها على من شاء من عباده، ومادام الأمر كذلك فالجأ أخي المسلم إلى ربك ومولاك واسأله بقلب خاضع ولسان صادق وجوارح خاشعة فهو المسؤول أن يقوي إرادتنا ويعلي همّتنا وحركتنا لهذا الدين. قال الفاروق رضي الله عنه في دعائه: "اللهم إني ضعيف عن العمل بطاعتك، فارزقني النشاط فيها".


الوسائل الدعوية للذاتية الفاعلة

الوسيلة: فكرة يراد إيصالها للناس.
الأسلوب: طريقة لعرض الفكرة للناس.
مثال:
الوسيلة: الشريط الإسلامي .
الأسلوب: أ- هدية
ب- مسابقة
ج- إعارة
د- إعلان


بعض الوسائل الدعوية الفردية:

1. الكلمة الهادفة سواء كانت تلك الكلمة:
أ- محاضرة
ب- درس يومي
ج- خطبة
د- موعظة
هـ - نصيحة شخصية فردية.

2. الكتاب أو الكتيّب: إن الكتاب من أهم وسائل نشر الدعوة والخير فهو يخاطب العقل والعاطفة معاً. فيختار الداعية الكتاب المناسب للمدعو على حسب مستواه المعرفي والعقلي، ليكون تأثيره أقوى في نفسية المدعو.

3. الشريط الإسلامي: خاصة مع الناس الذين لا يحبون القراءة، فيختار لكل شخص الموضوع الذي يناسبه. مثال: إنسان تجد فيه غفلة وتعلّق بالدنيا تهدي له شريطاً يذكّره بالآخرة والموت.
أن يركز الداعية الفاعل على عدم خلو سيارته من مجموعة مناسبة من الأشرطة والكتيبات لاستخدامها عند الحاجة.

4. البحث: إن البحث مفيد، فائدة جليلة في نشر الدعوة. ولهذا ينبغي أن يهتم الداعية به. مثال: قد يلاحظ الداعية في المدعو إهمالاً في المحافظة على إقامة الصلوات الخمس في المساجد جماعة، فيطلب الداعية من المدعو بكتابة بحث عن أهمية صلاة الجماعة في المساجد ومنزلتها وثوابها والسلبيات المترتبة على تركها وإهمالها.

5. توزيع ونشر المطويات: وهي عبارة عن بضع صفحات تعالج موضوعاً معيناً وميزتها أنها من السهل أن يقرأها الإنسان في دقائق معدودة.

6. إشاعة كل عمل إسلامي: يراه الداعية أو يسمع به، والدال على الخير كفاعله.

7. التأليف والتصنيف: وهذه الوسيلة من الوسائل التي يبقى ثوابها دائماً لا ينقطع؛ فقد جاء في الحديث « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، من علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له، وصدقة جارية ». رواه مسلم.

8. الرسالة: تعني أن يقوم الداعية بكتابة رسالة إلى المدعو يدعوه إلى فعل الخير أو ترك الشر ممزوجة بالعاطفة والوجدان القلبي. فالرسالة أسلوب من أساليب الدعوة والتي يجب على الداعية أن يستخدمها، فقد ينجح هذا الأسلوب مع نوعية من الناس فالرسالة لها تأثير عجيب عندما يقرأها الإنسان في تمعن وتروٍّ.

9. شكر كل من ساهم في دعم الدعوة والثناء عليه: من خلال الهاتف، الرسالة، الفاكس، الإنترنت. وفي دعم هذا العمل تشجيع له على مواصلة العطاء الدعوي.

10. التفكير فيما ينفع الدعوة والتخطيط لها: إن أول خطوة للعمل الجاد هي التفكير، لذا يلزم على الداعية أن تكون له جلسة تفكّر لإيجاد الجديد من الوسائل الدعوية أو تطوير للموجود.

11. ومن أهم الوسائل الدعوية المعنوية التي يمكن أن يباشرها الداعية إلى الله: الدعاء للمدعو بأن يهديه الله تعالى ويشرح صدره ويفتح عليه، وهذا أسلوب قرآني قال تعالى: { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ } [الأعراف:89]. وأسلوب نبوي، قال صلى الله عليه وسلم في دعائه شفقة على أمته « اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون » صحيح البخاري.

12. تشجيع كافة أعمال البر والخير: ولا سيما في مجال الدعوة ونشر العلم وتقديم الخدمات.

13. إظهار المحبة والمودة في المقابلة والمهاتفة والدعاء للشخص المقابل بأدعية تؤثر في نفسه مثل: بلغك الله أعلى منازل الجنة. فهي وسيلة للتآلف وزيادة المودة.

14. طرح مشاريع خيرية دعوية في المجالس العامة أو الخاصة: مثل : كفالة داعية وتفطير صائم وكفالة يتيم وبطانية الشتاء ووقف خيري. وفي هذا الطرح فوائد:
1- دعمها بالدعاء.
2- دعمها مادياً.
3- معرفة الناس لها وتفاعلهم معها ونشر الحس الدعوي لدى المدعوين .
4- إشادة بالعاملين وتثبيت لهم.

15. الهدية الهادفة:
1- مثل إهداء كتاب أو شريط أو اشتراك في مجلة أو مصحف مكتوب عليه اسم المُهدَى إليه.
2- سد النقص لدى المهدي إليه، فإن كان في حاجة إلى مدفأة مثلاً أهديت إليه، فهذا أولى لأن في ذلك تلمّس لحاجة الأخ.

16. تخصيص وقت دعوي ساعة في الأسبوع: مثلاً لزيارة الأرحام والجيران وأن تكون الزيارة هادفة، بمعنى أن يضع الداعية هدفاً تربوياً يحققه من خلال الزيارة.

17. الدلالة على كل خير للمسلمين (الكلمة الطيبة) : هي التي تؤدي إلى العمل الصالح قال تعالى { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } [فاطر:10]، فالكلمة تثمر لقائلها عملاً صالحاً في كل وقت.

فالدلالة والكلمة الطيبة من الداعية قد تنشئ دعوة وقد تبني مؤسسة خيرية وقد ينقذ الله بها أقواماً أو يعمر بها نفوساً، بل قد يحي بها أقواماً من السبات، وما على الداعية إلا التبليغ ولا يترك الفرصة تفوت من يديه لعل الله تعالى يكتب له أجر الكلمة التي أعطاها، ولا يلقي لها بالاً وترفعه الدرجات.

صور للدلالة على الخير:
فلا يفوت على الداعية فرص الكلمة المؤثرة البليغة مثل:
1- رفيق السفر في القطار أو الطائرة.
2- اللقاء العابر على وليمة أو مناسبة.
3- في السوق وعند الشراء.
4- في المسجد بعد الصلوات.
5- عند التعارف مع الغير في السفرات والخلوات.
6- دعوة الغير لسماع محاضرة أو ندوة.

إن قول الكلمة الطيبة بهذه النيات ظاهرة من ظواهر العطاء الذاتي والإيجابي في حياة الداعية.

18. استثمار الفرص: وأقصد بذلك توظيف هذه الفرصة في خدمة الدعوة مثل:
1- المناسبات الإسلامية: رمضان، الحج، الأعياد .... الخ.
2- الأفراح والأتراح، المجالس العائلية العامة والخاصة.
3- السفر كالمرور بقرية على الطريق العام لتوزيع الكتيبات والأشرطة.. الخ، فالداعية الناجح هو من يمتلك صفة استغلال الفرصة وتوظيفها في خدمة الدعوة، بل ويصنع الفرصة ويوظفها توظيفاً سليماً في خدمة الدين.

19. دعوة فرد بعينه لرفع درجة التزامه ( الدعوة الفردية ).

20. المشاركة في المجلات الإسلامية وذلك بدعمها معنوياً بالمراسلة والتشجيع، أو مادياً بالاشتراك فيها.

21. تقوية العلاقة بالمؤسسات الدعوية والإغاثية والمشاركة معها بقدر الإمكان، وخاصة في المواسم كرمضان.. الخ.

22. التسخير: وأقصد بذلك توظيف الداعية لطاقته وإمكاناته وما آتاه الله من النعم في خدمة دعوته، مثل: النفس ، المال ، الوقت ، التفكير ... إلخ.

23. الحوار الهادف: وهو الذي يكون بين اثنين أو أكثر حول قضية من القضايا بهدف إحقاق الحق والدفاع عنه بالحجة والبرهان.

24. التزام الإمامة في أحد المساجد لتفعيل رسالة المسجد ودعوة أهل الحي للهداية. قال تعالى { وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما } [الفرقان:74].

25. التعاون الدعوي مع الآخرين لنشر الدعوة الإسلامية بأقصر وقت ممكن { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } [المائدة:2].

26. المساهمة في دعم نشاطات الدعوة مادياً ومعنوياً.

27. التخطيط بجدية لبرامج الدعوة: وضع خطة سنوية / شهرية / أسبوعية / يومية / مناسبات.

28. على الأخ الداعية الفعّال أن يسعى لتصميم منزله دعوياً، وذلك بعمل جملة من الأمور:
1- أن يكون قريباً من المسجد.
2- أن تكون واحدة من غرف البيت إن أمكن مصلى لا تستخدم إلا لذلك.
3- أن يجعل واحدة من غرف المنزل مكتبة عامة.
4- التزام الشخصية الإسلامية في المنزل.
5- نشر الآداب والأعراف الإسلامية قي البيت.
6- وضع طاقات منزله لخدمة الدعوة.
7- تأثير البيت المسلم على ما حوله وذلك بنشر الدعوة بينهم.

29. استثمار همّة الناس في الدعوة مثل: من كان ذا غنى ومال وفير يستثمر للمشاركة في أعمال الخير العامة، مثل بناء المساجد وإقامة المنشآت النافعة ونحو ذلك.

30. المبادرة الذاتية لفتح أنشطة دعوية مثل:
1- دارية الحي.
2- نشاط مدرسي.
3- تفعيل دور المسجد.
4- نشاط عائلي هادف.

وأخيراً: يكون شعور الداعية بالعجز وافتقاره إلى توفيق الله تعالى وعونه وتسديده، هو العامل المحرك والمولد لكل أسباب هذه الدعوة الذاتية.


نماذج من الذاتية في الدعوة إلى الله

النموذج الأول : دعوة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى الله تعالى.
أسلم الصديق رضي الله عنه على يد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وآمن بموجب الدعوة وحمل صفات الداعية وتقدم يدعو الأفراد إلى الله وأدخل في دين الله عدداً مباركاً من الصحابة الكرام أمثال:
1. الزبير بن العوام.
2. عثمان بن عفان.
3. طلحة بن عبيد الله.
4. سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين.

النموذج الثاني: دعوة مصعب بن عمير رضي الله عنه في المدينة.
بعدما أسلم وفد يثرب وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين، ووصل مصعب إلى المدينة يدعو فيها إلى الله فلم يبق بيت في المدينة إلا وفيه مسلم، فرحم الله مصعباً وأجزل له الثواب.

الذاتية الدعوية عند الصديق ومصعب بن عمير، عرفا أن الدعوة كلمة طيبة تخرج من قلب صادق تؤثر في نفوس الآخرين، فجزى الله أبا بكر ومصعباً رضي الله عنهما عن الإسلام خير الجزاء.


نتائج الذاتية الدعوية

1. اتساع فقه الداعية في الدعوة وازدياد خبرته بالحياة وطبائع الناس .
2. الأجر الجزيل من الله تعالى { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33].
3. انتشار الدعوة والخير في أوساط الناس.
4. إشاعة روح الجدية والهمة في الوسط الدعوي.
5. مواجهة تيار الفساد ضد الإسلام وأهله.
6. تطهير النفس من العيوب وذلك أن في النفس عيوباً خافية لا يكتشفها صاحبها إلا في جو العمل والعطاء وفي محيط الدعوة وما يصاحبها من جهاد ومكابدة ومعاناة.
7. فتح ثغرات ومنافذ جديدة للعمل الدعوي.
8. تكوين النموذج القادر على العطاء والمبادرة الذاتية الدعوية.

هل بعد هذه النتائج للذاتية الدعوية خمول وكسل عن دعوة الله تعالى؟؟


صفات مثالية للداعية الذاتي

الداعية الذاتي:
1. مخلص العمل لله تعالى.
2. صحيح العقيدة.
3. مثقف الفكر.
4. قوي الجسم.
5. منظم في شؤونه.
6. حريصاً على وقته ونافعاً لغيره.
7. نشيطاً في دعوته.
8. يحمل هموم أمته بين جوانحه.
9. لا يهدأ من التفكير في مشاريع الخير والدعوة.
10. غدوه ورواحه وحديثه وكلامه لا يتعدى الميدان الذي أعد نفسه له.
11. يشغل الناس بهموم دعوته.
12. له جزء يومي من القرآن.
13. يذكر الله في كل أحيانه.
14. بيته وأهله مسخر لخدمة الإسلام وأهله.
15. له في كل سهم غنيمة.
16. محباً للقراءة والإطلاع.
17. له مشاركة فعالة مع مؤسسات الإسلام.
18. مخصصاً جزءًً من ماله لأعمال البر والدعوة.
19. مهتماً بأهله إيماناً ودعوياً وثقافياً.
20. يعيش عيشاً جماعياً مع إخوانه المؤمنين.

أخيراً: يجد أنسه وسروره وفرحته في نصر يصيب الإسلام أو خير يتحقق على يديه أو واجب يوفق إلى أدائه ويحس بلذة غامرة تغمره إذا هو أنفق جل وقته في أمور الدعوة.


الخاتمة

أخي الكريم:
وبعد، لم يكن المقصود من تناول الموضوع في هذه الرسالة المعلومات المجردة وحسن الجمع والترتيب والتنسيق.. كلا !
ولكن المقصود هو العمل والتفاعل لنصرة دين الله وحمل هم الإسلام فالله الله في العمل للدين فإنها مسؤولية الجميع.
أخي العزيز:
هذا الموضوع: الدعوة الذاتية يجب ألا نمل طرحه ولا نسأم تكراره حتى يتجدد في القلوب وتتشبع منه الأفئدة ويكون معنا في كل لفتة وفلتة وفقني الله وإياكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

المراجع: كتب تربوية ودعوية.

أخوكم
خالد عبد الرحمن الدرويش
الأحساء - الهفوف
5813909
ص . ب : 50087
المصدر: دار القاسم