علماء يصدرون بياناً لنصرة القرآن الكريم

منذ 2005-05-22
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:

فإنه لا يخفى على كل مسلم -رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً- ما للقرآن من مكانة سامية في نفسه، وأنه يقدم نفسه وولده وعرضه وماله فداءً لهذا القرآن العظيم، حيث أنه كلام رب العالمين وهو حجة الله على الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يرضى أن ينال منه أو يحد من قدره أو أن ينحى عن حياة الناس فضلاً عن أن تناله إهانة أو أن يمتهن من أيدٍ نجسة.

وإننا قد سمعنا ما تعرَّض له الكتاب العظيم -القرآن الكريم- من إهانة على يد عسكر الأمريكان في معتقل الظلم والجبروت غوانتانامو في كوبا، ونبين في هذه الأسطر الموقف الواجب تجاه نصرة هذا الكتاب والغيرة عليه.

أولاً: لقد أجمع المسلمون على أن من تعرَّض للقرآن بامتهان أو بابتذال متعمداً فإنه مرتد خارج من الملة إن كان من المسلمين، وأن من تعرض له من غير المسلمين فهو محارب لله ورسوله، وأما من رضي بذلك أو بدر منه ما يؤيده فقد دخل في النفاق الاعتقادي فالراضي كالفاعل.

ثانياً: على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها.

ثالثاً: لقد ظهر للعالم أجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلاً عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلاً لعل عملهم أن يرفع شيئاً من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن.

رابعاً: إنه لا ينفعنا اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل فلنا في التاريخ معتبر، فقد رأينا محاكمتهم لأصحاب جرائم سجن أبو غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا.

خامساً: لئن وصلت الإهانة من قبل أولئك الجند لكتاب من الكتب السماوية المقدسة فما بالك بالإنسان المحجوز عندهم؟! المسلوب حق الدفاع عن نفسه فلا بد من قيام الدول التي ينتمي إليها أولئك المسجونون في تلك البلدان بواجبهم الشرعي والقانوني في الدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.

سادساً: إن لله الحكمة البالغة في الأمر كله ولعل من الحكمة في هذا الحدث أن بتقوية الولاء والبراء في قلوب المسلمين وتظهر أهميته لديهم وأن يتمسكوا به ويتذكروا دوماً أنه من أوثق عرى الإيمان وتجعلوا نصب أعينهم قول الله عن الكافرين وليعلم المسلمون أن سنة الابتلاء ماضية إلى يوم القيامة والعاقبة للتقوى وصدق { ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [سورة محمد: من الآية4] وقوله { وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ } [النساء: من الآية89].

ويتجلى في هذا الحدث وما تبعه تنامي الكره لدى المسلمين لدولة أمريكا وإجرامها وأن ما تصنعه اليوم في العالم هو ظلم مكشوف تعدى كل المعايير والقيم ولكن صدق الله { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } [يوسف: من الآية21].

سابعاً: ليتذكر المسلمون دوماً أن العداوات للقرآن قديمة ولكن العاقبة له كما قال الله تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ . فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ } [فصلت:26-27]

ولله الحمد من قبل ومن بعد فقد ظهر حفظه سبحانه لكتابه الكريم في صورة واضحة وهو ما رأيناه من تفاعل الأمة المسلمة مع هذا الحدث العظيم وظهور غيرتها على كتاب ربها ونصرتها له عبر المظاهر الإيجابية التي رأيناها في العالم الإسلامي.

والمهم هو استثمار هذا الحدث فيما يعلي شأنه الأمة، ويكشف خطط ونوايا أعدائها { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران: من الآية 118]
نسأل الله أن يحفظ أمة الإسلام، ويذل أعداءها في كل ميدان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الموقعون:
1) أ.د/ ناصر بن سليمان العمر.
2) د/ عبدالله بن عبدالله الزايد.
3) د/عبدالله بن وكيل الشيخ.
4) د/ محمد بن عبدالله الشمراني.
5) د/ موسى بن محمد القرني.
6) د/ إبراهيم محمد الجارالله.
7) د/خالد بن عبدالرحمن العجيمي.
8) د/ سليمان بن صالح الرشودي.
9) د/ عبدالله بن ناصر الصبيح.
10) د/ عبدالله النافع آل شارع.
11) الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر.
12) الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي.
13) الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان.
14) د/ عبدالله بن إبراهيم الريس.
15) د/ خالد بن إبراهيم الدويش.
16) أ.د/ سعود بن عبدالله الفنيسان.
17) د/ وليد بن عثمان الرشودي.
18) الشيخ/ حمد بن إبراهيم الحيدري.
19) أ.د/ سليمان بن فهد العيسى.
المصدر: موقع المسلم
  • 41
  • 5
  • 32,299
  • الصاوى

      منذ
    [[أعجبني:]] جزاكم الله خيرا على ما قدمتموه وارجوا من الله ان تكون هذه بداية لنهوض الامه والعوده الى الله وان يكون هذا الحدث دافع لحفظ كتاب الله ونصرة المسلمين ويكون دافع لزيادة عدد الذين يدخلون فى الاسلام من بلاد الشرق والغرب وانشاء الله سوف يكون هذا سبباُ فى هلاكهم جميعا [[لم يعجبني:]] كنت ارجوا ان تشيروا حضرتكم الى ضرورة حفظ كتاب الله ولقد اصبح الان واجباعلى كل مسلم الالتزام بحفظ كتاب الله والتمسك به والعمل على نصرته
  • عمر

      منذ
    [[أعجبني:]] هدا كلام محق
  • مروةصبحي

      منذ
    [[أعجبني:]] أتمنى لويشارك في هذا البيان كل علماءالأرض المسلمون استنكارا على هذا الحدث الشنيع
  • abdenasser

      منذ
    [[أعجبني:]] اجتماع أئمة المسلمين على كلمة الحق. [[لم يعجبني:]] تخاذل بعض رؤساء الدول العربية والإسلامية عن ابداء الرأي ونصرة الحق علنا.
  • عبد الرحمن عليوي البطي

      منذ
    [[أعجبني:]] بارك الله فيكم على هذا النداء ونصرنا الله على أعداء القرآن ولايهموني ان ظهر بريدي الالكتروني
  • Hussein AL-mamari

      منذ
    لم يعجبني: the god will be die the Americans like dogs and save the HOLLY QURAN despite their bad doings
  • عبدالرحمن القدسي

      منذ
    [[أعجبني:]] لا اله الا انت سبحانك انا كنا من الظالمين [[لم يعجبني:]] تدنيس المصحف الشريف
  • حسام الجبوري

      منذ
    [[أعجبني:]] بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله رب العالمين والصلاة ولسلام على خاتم الانبياء والمرسلين ولا عدوان الا على الضالمين وبارك الله بهؤلاء العلماء الناصحين والمبيينين للحكم الشرعي وما يفعله المسلم في هذه القضية الذي أريد أن أقوله هو أن غالبية المعتقلين في سجن غوانتانامو هم من أخواننا في السعودية الذين لبوا النداء الشرعي لنصرة المسلمين في أفغانستان وتركو المال والولد بغض النظر عن أنتمائهم للقاعدة او الانحراف العقائدي انهم أخواننا في الله . ان علمائنا في السعودية ذو كلام مسموع عند الحكومة السعودية فيا أخوة الآ يستطيعوا أن يطالبوا الحكومة الامريكية بأطلاق سراحهم علماً أنهم من الذين قاتلوا الروسص وهذا أمراً يعجب امريكا يا أخوان بالله عليكم ناشدو العلماء والحكومة بالمطالبة العلنية والضغط المستمر وتهديد أمريكا بتحريظ المسلمين عليها وعلى مصالحها وعسى الله أن يفرج عن أخواننا في كل معتقلات الكمفر والالحاد وفي العراق وأفغانستان خاصة فأخوانناً لنا هنا في العراق يعذبون على أيدي الرافضة أحفاد العلقمي بأشد أنواع التعذيب ولا اله الله .. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العاللمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين [[لم يعجبني:]] لا شئ لم يعجبني
  • خليل

      منذ
    لم يعجبني: هو سكوت الدول العربية
  • ابو المقداد

      منذ
    [[أعجبني:]] لابد من أن يعلم كل المسلمون البسطاء أن ما تقوم به الأن القوات الفضائية ( ساحر الطواغيت العصرى ) فلكل طاغوت ساحر كما قال النبى (أن من البيان لسحر) من سحر الناس بأن اهل السنة فى العراق الرافضين للوجود الأمريكى هم سبب ضياع الأمن ودعائم الأتقرار التى جائت امريكا لأرسائها ، فتأتى مثل هذه المقالات بهذه الأمضائات المتميزة لتبين للناس انها حرب صليبية جديدة . [[لم يعجبني:]] لابد من أن تأخذ حيز أكبر للعرض من )paner(

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً