يوم في أرض العزة

 

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات....

تشرفت بزيارة غزة أرض العزة والكرامة في وفد مصري دولي لكسر الحصار.... يوم كأنه في السماء... شاهدت أناساً كنت أعتقد أنهم يعانون نفسياً من مرارة واقعهم... فإذا بهم يقدمون العلاج لكل محزون... يحملون هم أمتهم ويشعرون بآلام إخوانهم.. بل وينشغلون بنصرة قضايا باقي الدول الإسلامية أكثر من غيرهم من مترفين لا هم لهم سوى متابعة الممثلات ولاعبي الكرة.

مفارقة:

مررنا في أربعة باصات تحمل نسمات من كافة أطياف المجتمع المصري وبعض إخواننا من دول عربية... مررنا أمام قصر الإتحادية قصر الرئيس المصري.... وسط وجود معارضين ليبراليين فأشاروا إلينا بأقبح الإشارات اللا أخلاقية بأيديهم دون أن يعرفوا هويتنا أو مقصدنا.... دخلنا غزة فالتف حولنا الناس وأشار أطفال وصبية الشوارع للباص بأيديهم فوق رؤوسهم قائلين (مصري فوق رأسي).... فعلاً الحق والأخلاق لا يحدهم وطن ولا يفصل بينهم فاصل.... أصحاب الرسالات والمبادئ متصلين ولو كانوا على الخريطة في أطراف الكرة الأرضية.

في غزة:

دخلنا غزة دون أدنى تعقيدات في الإجراءات.... أهالي القطاع يفرحون أشد الفرح بمن جاءوا ليتضامنوا معهم.... رجال وشباب غزة كلهم يشعرون بانتمائهم الإسلامي العربي شعور جياش.... إشارات النصر في أيدي كل من يقابلنا يرفع بها يده بفرح وسرور بمن جاءوا ليتضامنوا معهم..... فرح غامر شعر به الناس..... والأهم من كل هذا أهل غزة يشعرون بالحزن لما يحدث في مصر من اضطرابات وقلاقل تقابل رئيسها الدكتور محمد مرسي ويدعون لمصر أحر الدعاء باستقرار الأحوال.

عن غزة قالوا:

علمنا من أحوال غزة ما سر فؤادنا، وعلمنا فعلاً كيف لرجل على كرسي متحرك يعاني من شلل رباعي أن يهز عروش الكفر في العالم... رحم الله شيخ المجاهدين أحمد ياسين.

في غزة علمنا أن نسبة الأمية تقترب من الرقم صفر...
في غزة علمنا أن نسبة الحاصلين على الدكتوراه والماجستير مرتفعة وكثير منهم لا يتوفر له عمل بشهادته العليا لكثرة الحاصلين...
في غزة علمنا أن مشروعات تدوير النفايات تشمل كل نفايات غزة تقريباً، فالحكومة تستفيد من الإمكانيات المتاحة أكبر استفادة ممكنة....
في غزة علمنا أن الزراعة تتم بأحدث الأساليب الزراعية رغم قلة الإماكانيات...
في غزة علمنا أن البشر يتعاملون بقلوبهم مع العالم رغم أن العالم لا يأبه بجراحهم ولا يلتفت لشكواهم.

بعد تحقيق تقدم نوعي في عملية حجارة سجيل الأخيرة أهل غزة كلهم تراودهم أحلام العودة إلى الأرض المحتلة وطرد الغاصبين.

رسالة للإعلام الفاسد:

يرفض أهل غزة بكل إباء ما يحاول الإعلام الفاسد تمريره من أنهم يريدون الهجرة إلى أرض سيناء في مصر أو غيرها... فأهل غزة يريدون العودة لأرضهم ويلتمسون من الله العون على ذلك، وينتظرون من إخوانهم مد يد المساعدة لتحقيق الحلم المأمول، أما المرجفون المشككون فأهل غزة وكلوا أمرهم إلى رب العالمين محتسبين أذاهم منتظرين الفصل في محكمة العدل الإلهي.

ترحاب لا نظير له:

الترحاب والالتفاف حولنا والسؤال بلهفة عن أحوال مصر والقلق الكبير عليها أشعرنا بأننا لم نغادر مصر بل فقط نزلنا في مكان عزيز من أرض مصر والعرب، في قطاع من الأرض وضع الإسلام والعرب وقضاياهم في قلبه فحمل همهم إلى همومه ولم تثقله همومه أو تشغله عن الاهتمام بقضايا أمته.

لله دركم؛ أحسنوا الاستقبال... ورفضت المحال أخذ ثمن الطعام رغم إلحاحنا الشديد ورفضنا التام.... ها هي غزة يا إعلامنا المريض وهذه صورتها الحقيقية.

تحية القادة للوفود:

ما إن دخلنا لساحة الكتيبة بأرض العزة وقت احتفال حماس بتقدمها في حرب حجارة سجيل حتى التفت إلينا القائد إسماعيل هنية والقائد خالد مشعل وقاموا من مكانهم متجهين إلى مكان دخول الوفود وحيونا أحر التحية.

حياكم الله أهل غزة.
حياكم الله أهل غزة.
حياك الله يا أرض العزة.

رسالة لكل مسلم:

غزة أمانة في رقابنا جميعاً... درعنا الواقي من رصاص اليهود وصواريخهم.... يحمون الإسلام بصدورهم العارية.... لولاهم لكان اليهود اليوم في القاهرة ودمشق وقد تكون الرياض.
جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وادعموا جهاد إخوانكم ولا تبخلوا على أنفسكم.
جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وادعموا جهاد إخوانكم ولا تبخلوا على أنفسكم.
جاهدوا في سبيل الله بأموالكم وادعموا جهاد إخوانكم ولا تبخلوا على أنفسكم.

تحية من القلب يا أرض العزة، وإلى لقاء قريب، وأسأل الله العلي أن يجمعنا بمن نحب في باحات الأقصى فاتحين مهللين مكبرين ساجدين راكعين.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام