هل أصبح راتب الموظفة نقمة عليها؟؟!!

منذ 2001-11-15
هل أصبح راتب الموظفة نقمة عليها؟؟!!
لقد كرم الإسلام المرأة ، ورفع من قدرها ، وكفل لها الحقوق التي انتزعتها منها الجاهلية العمياء ، كما رفع عنها جميع أنواع الظلم الذي عانت منه في تشريعات أخرى ، ويعتبر حق التملك ، وحرية التصرف في المال من أجل الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة ، قال تعالى : {للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن} ، ولم يوجب عليها نفقة في بيت أبيها ، ولا في بيت الزوجية ،كما أباح لها العمل في الميادين النسائية ، كتعليم وتطبيب وتمريض بنات جنسها .

وقد انخرط كثير من النساء في العمل في هذه الميادين ، ودخلن سلك التوظيف ، غير أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة سولت لهم أنفسهم أمرا ، فأحدقت ببعض الموظفات عيون طامعة تتطلع إلى ما في أيديهن من رواتب ، ظنا من بعضهم أن المرأة ليست أهلا لتملك الأموال ، واعتقادا من آخرين أن المرأة لا يحق لها التصرف فيها ، واستغلالا من الجميع لضعف المرأة وقلة حيلتها .

ولعل في مقدمة هؤلاء الذين تشربت نفوسهم الطمع وسيطر على قلوبهم الحرص حتى غطى على بصائرهم : الأولياء والأزواج ، فاستخدموا في ذلك صورا من الأساليب والحيل الملتوية ، وإليك صورا من هذه الأساليب أذكرها على سبيل المثال لا الحصر :


أولا : يعمد الولي أو الزوج إلى الاستيلاء على بطاقة الحساب المصرفي الخاصة بالفتاة ، ثم يقوم بسحب راتبها نهاية كل شهر ، يأكل معظمه ، ويرجع لها ما فضل عن طمعه .

ثانيا : يقوم الولي باقتراض مبالغ ضخمة من البنك أو من جهة أخرى باسم ابنته ، قبل تزويجها ، لبناء بيت أو تزويج أحد اخوتها ، أو شراء سيارة ، إلى غير ذلك ، ثم يزوجها مثقلة بالديون ، وذلك ليضمن نصيبه - كما يزعم - من راتبها قبل لأن يحتكره الزوج ، مما قد يوغر صدر الزوج ، ويثور على هذه القضية ، فتبدأ المشاكل والقلاقل التي تكون ضحيتها الفتاة التي تعيش بين نارين ، نار الدين الثقيل ، ونار العداوة بين الزوج والأب ، فلا تدري من ترضي وإلى أي طرف تميل .

ثالثا : لا يكتفي بعض الأولياء ، بأكل مال ابنته قبل تزويجها ، بل يعمد إلى حبسها عن الزواج حتى يضمن استغلال راتبها دائما ، فيضيف إلى جريمته جريمتين كل جريمة أكبر من أختها ، جريمة حرمان البنت من الحياة الزوجية ، وجريمة دفعها إلى البغاء والعياذ بالله .

رابعا : يمتنع بعض الأزواج عن الإنفاق على الأسرة ، وتأمين متطلبات الضرورية للعائلة ، ليدفع الزوجة للقيام بذلك ، فتنفق مكرهة لا راضية .

خامسا : يشرك الزوج زوجته في جمعية معينة باسمه ، ويمنيها بإشراكها في مشروع يتفقان عليه ، فإذا خرج نصيبه من الجمعية دخل به في مشروع لنفسه ، أو بنى عقارا ، وسجله باسمه .



إلى غير ذلك من الأساليب التي لا تنم إلا عن عدم وجود رقابة لله أو إحساس بالمسؤولية ، أو حتى احترام لإنسانية هذه الفتاة التي أسكتها الخجل أو الاحترام أو قلة الحيلة ، وغياب لمعاني العطف والرحمة والحنان ، وعدم الاكتراث بالمسؤولية ، وقلة الوعي بمعاني التربية الحقيقية وثمراتها ، وجهل بحقيقة العلاقة الزوجية .

كما أن لقلة التوعية الدينية في المجتمع ، وتخاذل كثير من أهل الصلاح عن القيام بدورهم في المجتمع واشتغالهم بالمصالح الشخصية دور في انتشار مثل هذه المشكلات الاجتماعية .


ويبرر كل من الأزواج والأولياء موقفه بمبررات أوهى من خيط العنكبوت ، فالأب يبرر موقفه برغبته في استرداد ما أنفقه في تربية الفتاة !!!
إن المربي الصادق هو الذي يربي أولاده تربية يحرص فيها على استقامتهم وصلاحهم ليؤهلهم لخدمة المجتمع والسهر على مصالح الأمة ، محتسبا أجر ذلك عند الله تعالى ، وليست تربية الفتاة كتربية الفتاة الدابة التي تربى لتحلب أو تذبح يوما ما .

وأما الزوج فيبرر موقفه مصاعب الحياة ومتاعبها ، وأن تكاليفها صعبة ، ولو نظرت إلى أحوال أغلبهم ، لوجدتهم موظفين من الدرجة الثانية فما فوقها ، فإذا كانت الحياة صعبت على أمثال هؤلاء فماذا يقول الفقير ؟؟!!
ونحن لا ننكر أن وقت عمل الموظفة من حق الزوج والبيت ، فعليها له حقا من مالها ، ولكن لا يعني ذلك الاستيلاء على راتبها بالطرق الملتوية .


إن مثل هذه التصرفات ما هي إلا صور من أكل أموال الناس بالباطل ، هذا إذا لم تكن المرأة راضية بذلك ، ولا أخالها ترضى ، وليس الصمت المخيم على الفتيات دليلا على رضاهن بالوضع ، فليس السكوت علامة للرضا في كل شيء ، فلماذا لا تترك الفتاة وراتبها تتصرف فيه كما أباح لها الشرع تعطي أباها ما تريد وتعطي زوجها ما تشاء ؟؟!


ويتلخص حل مثل هذه الظاهرة بتوعية الآباء بالمعاني الحقيقية للتربية ، وعظم أجر المربي الناصح ، وتوعية الأزواج بالعشرة الزوجية الصحيحة ، وتبصيرهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم ، وإشعارهم أن مثل هذه الأموال لا بركة فيها ، بل هي مصدر شقاء في الدنيا وعذاب في الآخرة والعياذ بالله .


هذا من ناحية فكرية ، وأما من ناحية عملية ، فللفتاة المظلومة الحق في رفع أمرها إلى القضاء - خاصة في حالة حبسها عن الزواج - وعلى الجميع مساندتها في استرجاع حقوقها .



والسؤال الذي يطرح نفسه : أين دعاة تحرير المرأة ؟؟!! أما زعموا أنهم يدافعون عن حقوق المرأة ويسعون لرفع الظلم عنها ؟؟!!

والجواب : إن مثل هذه الحقوق لا تهمهم في شيء لأنها خارجة عن أغراضهم ، لأنهم لا يريدون من المرأة إلا أن تخرج من بيتها كاسية عارية تزاحم الرجال ، ليتلذذوا بها ، وتكون سلعة رخيصة في الأسواق .
  • 4
  • 0
  • 54,997
  • شاهد عيان

      منذ
    [[أعجبني:]] مقال جداً هادف عسى ان يردع الاباء والأزواج عن أخذ رزق الموظفات المضلومات اللآتي عانن من سهر الليالي الطوال ولم تأتيهن الوظيفه بالساهل فانني والله على اطلاع بأناس كثر من الأباء والأزواج معتبرين الموظفه مكنة صرافه تدر عليهمنسأل الله لهم الهدايه متناسين ان هذه رزقتهاورزقت ابنائها من العلي العظيم وهي حره شرعاً بالتصرف بمالها،فأنني أعرف شخص لديه عدة موظفات متزوجات مستولي على بطاقات الصراف ويعطيهن جزء من رواتبهن وهو رجل ميسور الحال جداً، فهل يحق لهذا الرجل فرض مثل هذه الجزيه على فلذات كبده الله المستعان . شيخي الكريم اسأل الله لك التوفيق والسداد والأستمرار في نصح الأباء خاصة والأزواج عامه عن أخذ مال الموظفات عنوه . [[لم يعجبني:]] هو خارج هذه المقاله الرائعه وهو عدم نصح الأباء عن مثل هذا الأمر حيث تجد اكثر الشيوخ يحذر الزوج فقط ويهمل الأب والأخ من اخذ مال هذه الموظفه المسكينه التي لو تركت لها الحريه لجادت بروحها وليس بمالها فقط
  • ايمن

      منذ
    [[أعجبني:]] الدقة والتفصيل في المسالة
  • محمد المسقري

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبنتني سعة إدراك الأخت أم موسى ودقة ملاحظتها [[لم يعجبني:]] أشكر الأخت أم موسى جزيل الشكر ووافر الامتنان على تعليقها على الموضوع ، وأود أن أشير إلى أن عمل الرجل يختلف عن عمل المرأة من ناحيتين : الأولى كونه مكلف بالإنفاق على الأسرة وواجب عليه ذلك ، وثانيا : عمله هو الأصل ، وعدم العمل طارئ على هذا الأصل ، بينما عدم عمل المرأة هو الأصل ، وعملها مباح لها - في الحدود الشرعية بالطبع ، وليس عليها نفقة ، لذلك رأى بعض العلماء أن المرأة إن كانت غنية دون عمل خارج البيت فليس للزوج أدنى حق في مالها ، وإن استخدمت وقت البيت والزوج - الذي هو الأصل - للعمل فله جزء من راتبها حسبما تجود به يدها ، لا بالقهر والتسلط ، فكل مالك ما أعطاه الله تعالى ،أما الرجل فإن عمله خارج البيت يتطلبه واجب النفقة على أسرته ، وليس الأصل للرجل أن يجلس في البيت حتى يكون وقت عمله من حق المرأة ، وإنما حقها وقته الذي لا يعمل فيه ، ثم إن عمله إنما هو من اجل خدمتها وأولادها ، فالحمد لله أولا وآخر على أن عدل بين الجميع . وبهذا يتبين أن الخلاف بيننا خلاف لفظي ، فالرجل والمرأة بينهما علاقة التكامل لا يستغني كل منهما على الآخر أردت توضيح النقطة التي قد تشكل على بعض القراء ، والتي نبهت عليها الأخت الفاضلة بارك الله فيها
  • أم موسى.

      منذ
    [[أعجبني:]] أعجبني موضوع المقال. [[لم يعجبني:]] أن وقت عمل المرأة من حق الزوج ، ولماذا لا نقول أيضاً أن وقت عمل الرجل من حق الزوجه ؟ إن الرجل عندما يتزوج يكون على دراية كاملة بأن زوجته (إمرأة عامله أو أنها سوف تعمل عند تخرجها) من قبل أن يفكر في الزواج منها، كما أن الزواج علاقه وديه تعاونيه إراديه وليست قهريه إحتكاريه من أجل إستمرار النسل الذي عليه عمارة الأرض وعبادة الله فيها.
  • أم سجود.

      منذ
    [[أعجبني:]] كتبت ما كنت أريد أن أطرحه مع العلم بانني غير موظفه ولكن هذا هو الحاصل عندنا.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً