جحيم التيه

سامحني يا صاح.
لن أخادعك اليوم ولن أسمعك ما تود أن تسمعه.
لن أقول لك اليوم أنك جيد وأنك على الطريق وأنك أفضل من الكثيرين.
لن أنمق كلامي ولن أزين حروفي ولن تجد تلك التبرة الهادئة.

حالتك متأخرة ووضعك بالغ الحرج.
أدمنت المعاصي وسقطت في بئر التسويف والأماني.
دخلت التيه وفشلت كل محاولاتك للخروج.

تعرف لماذا؟
لأنك في الحقيقة لا تريد الخروج.
لا تقل لي أنك حاولت.
لا أنت لم تحاول، أنت تظن أنك حاولت، لكنك لم تفعل، ولم ترد، ولم ترغب.

أنت مرتاح للتيه ومتأقلم معه ومستمتع بمخازيه.
لكنك بين الفينة والفينة حين يصحو ضميرك صحوة توخزك تتصنع محاولة خروج؛ كي تبدو أمام ضميرك أنك غير راض وغير سعيد، وراغب بالخروج.

لو أنك أردت الخروج لأعددت له عدته، ولدفعت الثمن، ولبذلت روحك إن لزم الأمر.
لكنك في الحقيقة لم ترده ولم ترغبه.

لقد أدمنت الحياة في التيه وفشلت كل محاولات الشفاء، تعرف لماذا؟
لأنك لا ترغب في التوقف عن تعاطي حياة التيه بكل رجسها.

وأسفاه! يا صاحي لو جاءك الأجل وأنت في هذا التيه.
لو جاءك الموت وأنت مقيم في تيهك فوا مصيبتك.

انج بنفسك يا صاح.
اقفز من مركب التيه التي تحمل أصحابها إلى أحضان الجحيم.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام