بعد سنوات من التعثر.. هل تنجح المصالحة بين فتح وحماس؟

منذ 2013-01-10

مباحثات مكثفة تجري في العاصمة المصرية برعاية الرئيس محمد مرسي لإحياء ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس بعد سنوات من التعثر وسط محاولات جدية لتحقيق الوحدة من جهة وأجواء إيجابية من جهة أخرى ..


أجواء إيجابية وفرص ضعيفة:

مباحثات مكثفة تجري في العاصمة المصرية برعاية الرئيس محمد مرسي لإحياء ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس بعد سنوات من التعثر وسط محاولات جدية لتحقيق الوحدة من جهة وأجواء إيجابية من جهة أخرى وتساؤلات في الوقت نفسها عن إمكانية نجاح هذه الجولة.


والتقى مرسي كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كل على حدة في القاهرة التي رعت اتفاقا للمصالحة بين فتح وحماس أبرم في القاهرة في 27 إبريل 2011 إلا أن معظم بنوده ظلت حبرا على ورق. وتهدف مثل هذه اللقاءات التي شملت أيضا لقاء مشعل بمدير جهاز المخابرات العامة المصرية إلى إنجاز المصالحة، وإن كان مسئولون فلسطينيون يشيرون إلى أن دعوة مصر لعباس ومشعل لإجراء محادثات من أجل المصالحة لا يعني بالضرورة أن هذه اللقاء سيسفر عن البدء الجدي في إجراءات التنفيذ.

واعتبرت حماس أن "إصرار عباس على إجراء الانتخابات أولا يعكر أجواء لقاء المصالحة وهو موقف لا تقبله الحكومة برئاسة إسماعيل هنية ولن تقبله الفصائل الفلسطينية التي اتفقت على أن ملف المصالحة يجب أن يطبق بشكل كامل ومتواز في كل ملفاته"، مجددة مطالبتها بإنهاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة.

بينما قالت فتح إن لقاء عباس ومرسي تطرق لموضوع المصالحة والخطوات المطلوبة وهي العودة الى النقطة التي توقفوا عندها وهي استئناف عمل لجنة الانتخابات وتشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة عباس والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني.


والتقى عباس ومشعل للمرة الأخيرة في القاهرة في فبراير 2012 لإعادة اطلاق عملية المصالحة، ودعا مشعل إلى انهاء الانقسام الفلسطيني في خطاب ألقاه في غزة خلال أول زيارة له إلى القطاع في 7 ديسمبر الماضي وهي دعوة حيتها حركة فتح. وسمحت حماس لحركة فتح مطلع يناير الجاري بتنظيم احتفاليات في غزة بمناسبة الذكرى الـ 48 لتأسيسها وذلك لأول مرة منذ سيطرة حماس على القطاع في يونيو 2007 في أجواء إيجابية بين الحركتين.

وبحسب محللين فإن توقف مفاوضات السلام مع "إسرائيل" والعدوان الأخير على القطاع والاعتراف بفلسطين كدولة مراقب في الأمم المتحدة بطلب من عباس قد عزز أواصر التضامن والتقارب بين الطرفين الفلسطينيين، وهو ما تجلى في تصريحات عباس ومسئولي حماس مما يؤشر إلى إمكانية نجاح هذه الجولة من المباحثات.

لكن في المقابل لا يمكن أن ننسى "إسرائيل" التي لا تريد للمصالحة أن تتم حيث إنها لن تقبل أن تتخلى سلطة الضفة المحتلة عن التزاماتها له بحفظ أمن الصهاينة، لذا يجب المطالبة أولا بتخلي السلطة عن مشروع التنسيق الأمني، والذي بسببه ما زالت السلطة عاجزة عن تقديم أية مبادرة إيجابية تخدم المصالحة وتخفف من الاحتقان الداخلي.


وتنتقد "إسرائيل" جهود الوحدة الفلسطينية خوفا من أن تتفوق شعبية حماس على إدارة عباس التي تنبذ أي "عنف" ضد الكيان الصهيوني.

وتتهم حماس عباس بأنه يسير بإرادة أمريكية و"إسرائيلية" وأنه يتلكأ في تنفيذ المصالحة لأنه مازال يأمل في إنعاش محادثات السلام المتعثرة مع "إسرائيل" عقب انتخابات الأخيرة المقررة في 22 يناير الجاري.

لذا فتعتبر فرص نجاح محادثات القاهرة ضئيلة مثلها مثل فرص الاجتماعات السابقة، وإن كانت جاءت بعد أجواء مقاربة بين الجانبين.


إيمان الشرقاوي - 27/2/1434 هـ
 

  • 0
  • 0
  • 1,530

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً