مالي: حرب صليبية ضد الشريعة

منذ 2013-01-15

الرئيس الفرنسي لا يستحيي من التصريح بأنه سيُحارب من يريدون تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي من أجل تحقيق السلام العالمي. فلماذا الحرب على الشريعة؟


جرحٌ جديد ينزف في جسد الأمة الإسلامية، ينفجر هذه المرة في العمق الأفريقي المسلم، بعد سيطرة حركة إسلامية على شمال مالي وإعلان تطبيق الشريعة الإسلامية.

الرئيس الفرنسي لا يستحيي من التصريح بأنه سيُحارب من يريدون تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي من أجل تحقيق السلام العالمي.

القوم يُعلنون كرههم للإسلام ومحاربتهم للشريعة الإسلامية ولا يتوانون عن التدخل بكل وقاحة في شئون دول أخرى إذا كان الباعث هو الحرب على الشريعة الإسلامية.

لماذا الحرب على الشريعة:

لاشك أننا نتلمس خطوات الطابور الخامس المنافق في صفوف الدول الإسلامية والمحارب للشريعة وأهلها بكل وضوح تحت دعوى المناداة بالليبرالية أو الحرية أو المدنية، إلى غير ذلك من مسميات يتمحكون بها للعمل تحت غطائها لمحاربة الإسلام.

يلتقي هؤلاء مع إخوانهم من اليهود والصليبيين المعادين للإسلام والشريعة والمشروع الإسلامي ويجتمعون معهم في الإيمان بفلسفات نفعية خبيثة، تؤمن بما يحقق اللذة وتكفر بكل ما يضع حدوداً للشهوات ولو وصلت للشذوذ وكذلك يعادون كل ما يضع حدوداً لشطحات العقول ولو وصلت للإلحاد، فالقوم يعادون كل ما يعوق شهواتهم وكفرهم وشذوذهم، وهم في ذلك على درجات، منهم من يحارب الإسلام من أجل لذته وشهوته الحيوانية، ومنهم من يحارب الإسلام من أجل الدفاع عن إلحاده وكرهه للدين، ومنهم من يحارب الإسلام من أجل الدفاع عن دينه المحرف، وفي النهاية فالكل يجتمع على عداء الإسلام.

المأساة الجديدة مأساة صليبية واضحة بجلاء لا لبس فيها، فها هي دولة صليبية تشن هجوما ضارياً على دولة مالي وبالتحديد على شمال مالي الذي تحرّر وأعلن تطبيق الشريعة، ويصرّح رئيس فرنسا بأن السبب هو منع تطبيق الشريعة الإسلامية في مالي.

أين المسلمون:

أتساءل: أين المجتمع الإسلامي والعربي؟ أين ردود الأفعال المنتظرة من دول دينها الرسمي هو الإسلام؟

والإجابة أنه وللأسف: هذه الدول نفسها في غالبيتها تحارب مطالب تطبيق الشريعة فيها.

ما السبيل لنصرة إخواننا في مالي:

في الغالب لن ينتفض للمعاونة والنصرة إلا حاملي لواء قضية الشريعة وأصحاب العاطفة الإسلامية الصادقة من الشعوب وهم كثر ولله الحمد، وأرى أن وسائل النصرة المتاحة حالياً:

أولاً: سلاح المقاطعة الفعال لكل منتج فرنسي.

ثانياً: الانتفاض والتظاهر لتحريك الحكومات لاتخاذ مواقف جدية ضد هذه الغزوة الصليبية.

ثالثاً: نشر القضية في شتى وسائل الإعلام والاتصال الحديثة بكافة أنواعها وأشكالها.

رابعاً: المطالبة بالإمدادات العسكرية من دول الجوار أو المطالبة بفتح باب الجهاد للشباب للدفاع عن قضية إسلامية صريحة كهذه.

خامساً: الدعاء لهم والتضرع والابتهال ونشر قضيتهم في المساجد على المنابر وفي الدروس وضرورة تحريك العلماء والدعاة للقضية وتبنيها.

ونسأل الله تعالى لهم النصر والتمكين ونسأله أن تسود شريعته كافة بقاع الأرض وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 18
  • 2
  • 3,356
  • Karim Guilali

      منذ
    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته... يا أخي، إن ما كان يحدث في مالي لم يكن بادرة لأي مشروع إسلامي في المنطقة. هدف من رفعوا الرايات السود هناك ثم كبروا و هللوا لم تكن أبدا نصرة الدين بل غايتهم كانت تسهيل مرور قوافل الأسلحة للمتمردين في الساحل أو في أعماق إفريقيا سواء أكانوا من المسلمين أم غيرهم. تجارة يا أخي، أسلحة، مخدرات، أدوية ...إلخ. و ما تطبيقهم لأحكام الشريعة كما زعموا إلا غطاء لأخفاء نشاطهم الإجرامي فراحوا يرجمون و يقطعون الأيادي و الأرجل في مجتمع لا يكاد الفرد يجد حتى ماءا عذبا يشربه!!! أين الأناه و التخطيط و التربية ...أين منهج نبينا عليه أفضل الصلاة و التسليم في التربية و بناء الدولة الإسلامية العادلة. كل ما فعله هؤلاء هو إمداد فرنسا بالمبررات اللازمة كي تتدخل عسكريا. الدليل على ذلك هو الفرار و الرعب الذي دب في صفوف (الجماعات المسلحة) حين دخول الصليبيين تلك الأراضي. أما في ما يخص ما قلته يا أخي عن حكامنا العرب فالله المستعان...

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً