وقفات قرآنية - {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}

منذ 2013-01-21

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]..

وقفات قرآنية - {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}

قال تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10].

 

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} من كان يريد أن يكون عزيزا في الدنيا والآخرة، فليلزم طاعة الله، فإنه يدرك بذلك ما يريد، لأن الله مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعا. والله تعالى يقبل طيب الكلام (كالتوحيد والذكر وقراءة القرآن). والعمل الصالح الذي أخلص العبد فيه النية يرفع الكلم الطيب إلى الله، ليثيب العبد عليه (أو والله يرفع العمل الصالح فيقبله)، أما العمل الذي لا إخلاص فيه فلا ثواب عليه. والذين يمكرون المكر السيء بالمسلمين، ويعملون ما يسيء إليهم، وما يضعف أمرهم ويشتت جمعهم ويفرق كلمتهم، فإن الله يعذبهم عذابا أليما ومكرهم يذهب ويضمحل، ولا يحقق غرضا، لأنه سينكشف عما قريب[1].



{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} فلْيَطلُبْها من الله تعالى بطاعته وطاعة رسوله، فإن العزة لله جميعاً فالعزيز من أعزه الله والذليل من أَذَله الله، إنهم كانوا يطلبون العزة بالأصنام فاعلموا أن من يريد العزة فليطلبها من مالكها أما الذي لا يملك العزة فكيف يعطيها لغيره؟! إن فاقد الشيء لا يعطيه.



وقوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} أي إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه إلى الله تعالى، فإذا كان قول بدون عمل فإنه لا يُرفع إلى الله تعالى ولا يثيب عليه، وقد ندد الله تعالى بالذين يقولون ولا يعملون فقال: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3].



وقوله: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ} أي يعملونها وهي الشرك والمعاصى {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} هذا جزاؤهم، {وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} أي ومكر الذين يعملون السيئات {هُوَ يَبُورُ} أي يفسد ويبطل [2].


قال الزمخشري: كان الكافرون يتعززون بالأصنام، كما قال عز وجل: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّ} [مريم: 81]، والذين آمنوا بألسنتهم من غير مواطأة قلوبهم كانوا يتعززون بالمشركين، كما قال: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 139] فبيّن أن لا عزة إلا لله ولأوليائه وقال: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} انتهى.



ولا تنافي بين قوله: {فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [النساء: 139] وإن كان الظاهر أنها له لا لغيره، وبين قوله:  {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] وإن كان يقتضى الاشتراك، لأن العزة في الحقيقة لله بالذات، وللرسول بواسطة قربه من الله، وللمؤمنين بواسطة الرسول. فالمحكوم عليه أولاً غير المحكوم عليه ثانياً[3].



قال الحسن: يُعرَض القول على الفعل، فإن وافق القولُ الفعلَ قُبِل، وإن خالف رُدَّ. وعن ابن عباس نحوه، قال: إذ ذكر اللهَ العبدُ وقال كلاماً طيباً وأدّى فرائضه، ارتفع قوله مع عمله؛ وإذا قال ولم يؤدّ فرائضه، رد قوله على عمله؛ وقيل: عمله أولى به[4].


{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ} كالعبادة الخالصة، {يَرْفَعُهُ} الله تعالى، أي: يقبله. أو: الكلم الطيب، فالرافع على هذا الكلم الطيب، والمرفوع العمل الصالح، أي: والعمل الصالح يرفعه الكلم الطيب؛ لأن العمل متوقف على التوحيد، المأخوذ من الكلم الطيب؛ وفيه إشارة إلى أن العمل يتوقف على الرفع، والكَلِم الطيب يصعد بنفسه، ففيه ترجيح الذكر على سائر العمل. وقيل: بالعكس، أي: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فإذا لم يكن عمل صالح فلا يُقبل منه الكلم الطيب. وقيل: والعمل الصالح يرفعُ العامل ويشرفه، أي: مَن أراد العزّة والرفعة فليعمل العمل الصالح؛ فإنه هو الذي يرفع العبد[5].



قال ابن عاشور رحمه الله: وقد كان أعظم غرور المشركين في شركهم ناشئا عن قبول تعاليم كبرائهم وسادتهم وكان أعظم دواعي القادة إلى تضليل دهمائهم وصنائعهم، هو ما يجدونه من العزة والافتنان بحب الرئاسة؛ فالقادة يجلبون العزة لأنفسهم والأتباع يعتزون بقوة قادتهم، لا جرم كانت إرادة العزة ملاك تكاتف المشركين بعضهم مع بعض، وتألبهم على مناوأة الإسلام، فوجه الخطاب إليهم لكشف اغترارهم بطلبهم العزة في الدنيا، فكل مستمسك بحبل الشرك معرض عن التأمل في دعوة الإسلام، لا يمسكه بذلك إلا لإرادة العزة، فلذلك نادى عليهم القرآن بأن من كان ذلك صارفه عن الدين الحق فليعلم بأن العزة الحق في اتباع الإسلام وأن ما هم فيه من العزة كالعدم.


{ومَنْ} شَرطية، وجعل جوابها: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}، وليس ثبوت العزة لله بمرتب في الوجود على حصول هذا الشرط، فتَعيّن أن ما بعد فاء الجزاء هو علة الجواب أقيمت مقامه واستغني بها عن ذكره إيجازا، وليصل من استخراجه من مطاوي الكلام تقرره في ذهن السامع، والتقدير: من كان يريد العزة فليستجب إلى دعوة الإسلام ففيها العزة لأن العزة كلها لله تعالى، فأما العزة التي يتشبثون بها فهي كخيط العنكبوت لأنها واهية بالية.



وهذا أسلوب متبع في المقام الذي يُراد فيه تنبيه المخاطَب على خطأ في زعمه كما في قول الربيع بن زياد العبسي في مقتل مالك بن زهير العبسي:

 

مَن كانَ مسرورا بمقتلِ مالكٍ *** فليأتِ نِسوَتَنا بوجهِ نهارِ
يجدُ النساءَ حواسرا يَنْدُبنَهُ *** بالليلِ قبل تَبلُجِ الإسفارِ


أراد: أن مَن سَرّه مقتل مالك فلا يتمتع بسروره ولا يحسب أنه نال مبتغاه لأنه إن أتى ساحة نسوتنا انقلب سروره غما وحزنا؛ إذ يجد دلائل أخذ الثأر من قاتله بادية له، لأن العادة أن القتيل لا يندبه النساء إلا إذا أخذ ثأره.



و{جَمِيعًا} أفادت الإحاطة فكانت بمنزلة التأكيد للقصر الادعائي فحصلت ثلاثة مؤكدات، فالقصر بمنزلة تأكيدين (لقول السكاكي: ليس الحصر والتخصيص إلا تأكيداً على تأكيد) و{جَمِيعًا} بمنزلة تأكيد. وهذا قريب من قوله: {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء: 139] فإن فيه تأكيدين: تأكيدا بـ(إِنَّ) وتأكيدا بـ{جَمِيعًا} لأن تلك الآية نزلت في وقت قوة الإسلام فلم يحتج فيها إلى تقوية التأكيد.


{الْعِزَّةُ} تعريف الجنس. والعزة: الشرف والحصانة من أن ينال سوء. فالمعنى: من كان يريد العزة فانصرف عن دعوة الله إبقاءً على ما يخاله لنفسه من عزة فهو مخطئ إذ لا عزة له، فهو كمن أراق ماء للمعِ سراب. والعزة الحق لله الذي دعاهم على لسان رسوله. وعزة المولى ينال حزبه وأولياءه حظ منها، فلو اتبعوا أمر الله فالتحقوا بحزبه صارت لهم عزة الله وهي العزة الدائمة، فإن عزة المشركين يعقبها ذل الانهزام والقتل والأسر في الدنيا وذل الخزي والعذاب في الآخرة، وعزة المؤمنين في تزايد الدنيا ولها درجات كمال في الآخرة.



{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} كما أتبع تفصيل غرور الشيطان بعواقبه في الآخرة بقوله: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6] الآية، وبذكر مقابل عواقبه من حال المؤمنين، كذلك أتبع تفصيل غرور الأنفس أهلها بعواقبه وبذكر مقابله أيضا ليلتقي مال الغرورين ومقابلهما في ملتقى واحد، ولكن قدم في الأول عاقبة أهل الغرور بالشيطان ثم ذكرت عاقبة أضدادهم، وعكس في ما هنا لجريان ذكر عزة الله فقدم ما هو المناسب لآثار عزة الله في حزبه وجنده.




والمقصود أن أعمال المؤمنين هي التي تنفع ليعلم الناس أن أعمال المشركين سعي باطل. والقربات كلها ترجع إلى أقوال وأعمال، فالأقوال ما كان ثناء على الله تعالى واستغفار ودعاء، ودعاء الناس إلى الأعمال الصالحة. وتقدم ذكرها عند قوله تعالى: {وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]. والأعمال فيها قربات كثيرة. وكان المشركون يتقربون إلى أصنامهم بالثناء والتمجيد كما قال أبو سفيان يوم أحد: اعل هُبَل، وكانوا يتحنثون بأعمال من طواف وحج وإغاثة ملهوف وكان ذلك كله مشوبا بالإشراك لأنهم ينوون بها التقرب إلى الآلهة، فلذلك نصبوا أصناما في الكعبة وجعلوا هُبَل وهو كبيرهم على سطح الكعبة، وجعلوا إسافا ونائلة فوق الصفا والمروة، لتكون مناسكهم لله مخلوطة بعبادة الآلهة تحقيقا لمعنى الإشراك في جميع أعمالهم.



فلما قدم المجرور من قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} أُفيد أن كل ما يقدم من الكلم الطيب إلى غير الله لا طائل تحته.



وأما قوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، فـ{الْعَمَلُ} مقابل: {الْكَلِمُ}، أي الأفعال التي ليست من الكلام، وضمير الرفع عائد إلى معاد الضمير المجرور في قوله: {إِلَيْهِ} وهو اسم الجلالة من قوله: {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. والضمير المنصوب من {يَرْفَعُهُ} عائد إلى {الْعَمَلُ الصَّالِحُ} أي الله يرفع العمل الصالح.



والصعود: الإذهاب في مكان عال. والرفع: نقل الشيء من مكان إلى مكان أعلى منه، فالصعود مستعار للبلوغ إلى عظيم القدر وهو كناية عن القبول لديه.


وإنما جيء في جانب العمل الصالح بالإخبار عنه بجملة {يَرْفَعُهُ} ولم يُعطَف على {الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} في حكم الصعود إلى الله مع تساوي الخبرين لفائدتين:



- أولاهما: الإيماء إلى أن نوع العمل الصالح أهم من نوع الكلم الطيب على الجملة؛ لأن معظم العمل الصالح أوسع نفعا من معظم الكلم الطيب عدا كلمة الشهادتين، وما ورد تفضيله من الأقوال في السنة مثل دعاء يوم عرفة، فلذلك أُسنِد إلى الله رفعه بنفسه كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تصدَّقَ بعدلِ تمرةٍ من كسبٍ طيِّبٍ، ولا يصعدُ إلى اللهِ إلا الطِّيبُ، فإنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِه، ثم يُربِّيها لصاحبها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مثلَ الجبلِ» (البخاري: 7430).


- وثانيهما: أن الكلم الطيب يتكيف في الهواء فإسناد الصعود إليه مناسب لماهيته، وأما العمل الصالح فهو كيفيات عارضة لذوات فاعلة ومفعولة فلا يناسبه إسناد الصعود إليه. وإنما يحسن أن يجعل متعلقا لرفع يقع عليه ويسخره إلى الارتفاع[6].



عن ابن مسعود قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله. إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن، ثم قرأ {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال: ذكر الله، {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: أداء الفرائض، فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد به إلى الله، ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه فكلامه على عمله، وكان عمله أولى به.



وعن مجاهد: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: هو الذي يرفع الكلام الطيب.



وعن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال: القرآن.



وعن مطر في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال: الدعاء.



وعن الحسن في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله، ويُعرَض القول على العمل، فإن وافقه رُفِع وإلا رُد.



وعن الضحاك في قوله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.



وعن شهر بن حوشب في الآية قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.


وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال: إن الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها، فما زال الشيطان يمنيه فيها، ويزين له حتى ما يرى شيئاً دون الجنة، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها، فإن كانت خالصة لله فامضوها، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم، ولا شيء لكم فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، فإنه قال تبارك وتعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.



وعن قتادة في قوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}قال: لا يُقبَل قول إلا بعمل.


وقال الحسن: بالعمل قَبِل الله.



وعن قتادة: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} قال: يرفع الله العمل الصالح لصاحبه.



وعن الحسن قال: ليس الإِيمان بالتمني ولا بالتخلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. من قال حسناً، وعمل غير صالح، رده الله على قوله. ومن قال حسناً، وعمل صالحاً، رفعه العمل ذلك، لأن الله قال: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[7].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
الهوامش:
[1] أيسر التفاسير لأسعد حومد:1/3005.
[2] أيسر التفاسير، أبو بكر الجزائري:3/336.
[3] البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي: 9/245.
[4] البحر المحيط: 9/245.
[5] البحر المديد: 5/167.
[6] التحرير والتنوير، تفسير سورة فاطر، بتصرف.
[7] الدر النثور: 8/266.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 53
  • 5
  • 240,056

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً