وجـدتـهـا !!!

منذ 2006-04-04

نيوتن تقع على رأسه التفاحة فيستنبط قانون الجاذبية الأرضية .
أرشميدس في حوض الاستحمام يلفت انتباهه طفو قطعة الخشب وغرق المسمار، فيستنبط قانون الطفو.

ولكل من قانون الجاذبية الأرضية وقانون الطفو أثر واضح في تطور العلوم البشرية والوسائل الحياتية.

ولكن ........

هل كان الأمر حقًا بهذه البساطة؟
إن التفاح كثيرًا ما يقع فوق رءوس الجالسين تحت شجره في موسم نضجه، والخشب يطفو على الماء بينما يغرق الحديد أمام أعين كل الناظرين، فلماذا رأى كل من نيوتن وأرشميدس في هذا الحدث شيئًا فريدًا يمكن استنباط القوانين منه ؟

"وجدتها".. في هذه الكلمة تكمن الإجابة عن هذا السؤال، لقد وجد شيئًا إذن، فقد كان يبحث عنه، لقد وجد ما كان يبحث عنه عفوا عزيزي القارئ اصطحب هذه الفكرة وأنت تغوص معنا في هذا المقال.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد وهو يعلق على قول الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت:69] قال رحمه الله: ' علق سبحانه الهداية بالجهاد فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادًا ' ولقد تكفل الله تعالى لعباده المؤمنين ألا يضيع جهدهم وعملهم: { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض }.

فبقدر ما تبذل من جهد حقيقي بقدر ما تحصل على النتيجة في جميع مجالات الحياة، { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }، وأعظم مجالات الحياة الارتقاء بالنفس والعناية بها وصيانتها عما ينقص من قدرها.

إذاً يبقى بذل الجهد للبحث عن وسائل الارتقاء والحلول للتحديات التي تواجهك والتي يسميها الآخرون مشاكل بينما هي في عرفك واعتبارك تحديات تستنفر قواك وسنسمعك عما قريب إن شاء الله تعالى تصرخ في الطرقات كلها ' وجدتها...وجدتها...وجدتها '.


معالم في البحث عن الحلول:

[1] أين أنت من جهد النحلة ؟
النحلة تمتص مليونًا من الزهور حتى تنتج 100جم من العسل، فلا تضن ببذل الجهد في البحث والاستشارات والتعلم, فصلاح النفوس غاية عظيمة يهون في سبيل تحصيلها كل جهد وانشغال.

[2] الإخلاص في طلب الحق شرط أساسي لتحصيله:
إن هذا الحرص الذي يملأ قلب الشاب على الوصول إلى حل لمشاكله من أي نوع كانت لهو علامة على توفيق الله تعالى إياه للوصول إلى الاستشارة المناسبة أو التوجيه الصحيح، ومثال ذلك التأمل في كيفية إخراج الله عز وجل للصحابي الجليل سلمان الفارسي من قلب الكفر، وهو صاحب المال الوفير والحياة الهانئة، والمنصب الاجتماعي الرفيع، وأبوه من كبار قادة ديانة الكفر والضلال، ينقذه الله من كل ذلك وينقله في مرحلة تلو أخرى، ومن مكان إلى آخر حتى يصل إلى الحق المبين ويسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وينال شرفًا قلما ناله أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم « سلمان منا آل البيت »، ونال لقب ' الباحث عن الحقيقة '، وكان من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم « اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ».

فالإخلاص أن تبحث عن الحق والصواب، لا عما يوافق هوى النفس وهو شرط شرطه الله تعالى لتحصيل هذا الحق والوصول إليه والثبات عليه بعد ذلك.

[3] أين أنت من حسن ظن يعقوب عليه السلام في الله تعالى؟
ما بين { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } و { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ }، وبين { فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ }.

إنه يعلم من الله ما لا تعلمون، يعلم عدل الله ورحمته وفضل الله وكرمه، يعلم علم اليقين، ويثق به، يعلم تحقق رؤيا ولده ويثق بربه، وإن تبين وظهر للعين خلاف ذلك بمقاييس البشر، إنه يعلم من الله ذلك وأكثر.
فأين أنت عزيزي الشاب من حسن ظنك بالله تعالى ورحمته وفضله وكرمه على عباده الصالحين وقد قال تعالى في الحديث القدسي: « أنا عند حسن ظن عبدي بي...... ».

[4] رعي الغنم أفضل من رعي الخنازير:
ما علاقة الغنم والخنازير بحلول المشاكل ؟
هذه الكلمة قالها أحد الأمراء في الدويلات الأندلسية قبل سقوطها والصليبيون يعرضون عليه زعامة الملك والمال مقابل خيانة أهل الإسلام والإيمان.

فيتفكر قليلاً ثم يحسم أمره فيقذف بالكلمات في وجوههم، ' رعي الغنم ' أي تحت مظلة الإسلام خير وأشرف من أن أكون سيدًا للخنازير وهي في النهاية رعاية لهم.
لا ترض بغير الإسلام والشرع مظلة تظل بيتك وحياتك، وإنا وإن كنا على ثقة أنك ما قرأت هذا المقال إلا وأنت مقر بهذا الأصل، إلا أن التأكيد عليه ضروري للمشقة التي قد تحيط ببعض الحلول مما يقتضي مواجهة ' واعتراضًا ' على كثير من العادات والتقاليد التي سادت مجتمعاتنا المعاصرة مع موجات التغريب المتتالية، فهو الرضا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبيًا.

[5] الرجوع إلى الحق فضيلة:
إن إخلاصك في طلب الحل يدفعك بالتأكيد إلى الإقرار والاعتراف ببعض مسئوليتك عن هذه المشكلة أو الخطأ إذا ثبت ذلك، ومحاولة الإصلاح والإسراع بالعلاج، وفي خطاب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري وهو يوجهه إلى الكوفة قاضيًا لأهلها ' لا يمنعك قضاء وقضية بالأمس فراجعت فيه عقلك وهديت فيه رشدك أن ترجع إلى الحق، فإن الحق قديم ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل...'.

[6] لا تأخذ بالشبهات:
إن الله تعالى حفظ لعباده جميعًا حقوقهم وألزمهم باحترام بعضهم فيما بينهم وقد درأ الله تعالى الحدود عن المسلمين بالشبهات، فكيف بك وأنت تقذف الاتهامات بغير بينة ولا دليل، بل تتصيد الأخطاء والمخالفات، وإنما تكفل الله تعالى بالتوفيق والرعاية والعناية والهداية لمن راعى شرعه وحفظ حدوده.

[7] الأسرة قبل الابن:
إن البيئة المضطربة لا تنتج إلا سلوكيات شائهة غير سوية لدى الأبناء وكثيرًا ما تفاجأ أن إعادة البيئة المحيطة بالإبن إلى سياج الشريعة الرباني والتوافق البشري بين طرفي الأسرة الرئيسية نفاجأ عندها بزوال شبه تام لكثير من صور العناد والرفض والانحراف المختلفة.

عزيزي الشاب هذه ملامح سريعة تعينك على تلمس الحلول والخطوات وفقك الله تعالى لما يحب ويرضى وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى لك منا التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: موقع مفكرة الإسلام
  • 1
  • 0
  • 11,298
  • محمد

      منذ
    [[أعجبني:]] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله في جهودكم واسأل الله العلي العظيم ان ينفع بهذا الجهدكل من اطلع عليه واسأل الله ان يعيننا على خدمة هذا الدين وينفعنا وينفع بنا,وشكرا.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً