اقتراح لصيغة موضوع الجهاد في المنهج المدرسي

منذ 2013-05-08

في مجال التربية والتعليم لا نكون صادقين مع أنفسنا ومع إسلامنا ومع وطننا إذا حجبنا عن أبنائنا نصف الحقيقة وإذا لم نعمل على تنمية الثقة بالإسلام وأحكامه وشعائره (ومنها ذروة سنامه: الجهاد) في نفوس الناشئة

بسم الله الرحمن الرحيم
اقتراح لصيغة موضوع الجهاد في المنهج المدرسي في المدارس العامة بالمملكة العربية السعودية

تمهيد:
يعتبر مجال (العلاقات بين الدول) من أبرز المجالات التي عندما تكون موضوعاً للمقارنة فإن المقارن المحايد مسلماً أو غير مسلم يدرك من المقارنة الفارق الهائل بين سمو الإسلام وعدالته وإنسانيته، والانحطاط الخلقي للثقافة المعاصرة، وهمجيتها، ولا إنسانيتها، سواء في حالة السلم أو الحرب.

ذلك أن (العلاقات بين الدول) تبنى في الثقافة المعاصرة على (المصلحة القومية "أي الذاتية الأنانية" والقوة)، وهذا المبدأ في الحقيقة هو الدافع الرئيس، والموجه والمحدد لسلوك قاطع الطريق أو عصابة الإجرام أو الحيوانات في الغابة، الفرق أن ما يدعى بأنه مصلحة قومية أو وطنية لا يكون دائماً مصلحة حقيقية للوطن، وإنما مصلحة موهومة، أو مصلحة لطائفة ذات نفوذ.

أما الإسلام فيبني (العلاقات بين الدول) على العدل كحد أدنى، العدل الحقيقي ذي الميزان الواحد، فالعدل في الإسلام كما يعبر علماء المسلمين: "واجب على كل أحد لكل أحد في كل حال"، واجب للقريب والبعيد، للصديق والعدو، للمسالم والمحارب: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ} [المائدة:8]. {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ} [المائدة:2].

أي أن لا تعاملوهم بغير العدل، ولم يكن أعدى للإسلام والمسلمين من الذين صدوهم عن المسجد الحرام وأخرجوهم من ديارهم وسلبوا أموالهم وقاتلوهم وبمقتضى ذلك فإن الإسلام لا يعتبر أي حرب شرعية إلا الجهاد الذي هو أنبل الحروب وأكثرها عدالة وأبلغها إنسانية. بل لا تكاد تعرف حرباً من حروب البشر تحكم بقواعد تضمن لها نبل الهدف وعدل الممارسة، وإنسانية التعامل إلا (الجهاد).

ومع الأسف فإن الافتراءات وضوضاء التشوية التي هي ما يشغل به أعداء الإسلام به أنفسهم وما يسخرون به آلة الإعلام الدجالي أثرت على تصورات بعض المسلمين، فكادوا يصدقون، دجل الإعلام الغربي، وفي الظلال القاتمة للانهزامية الفكرية التي يعيشها كثير من المسلمين، تجدهم لا يتخذون تجاه الدجل الفكري للغرب فيما يتعلق (بالجهاد) إلا موقف الدفاع والاعتذار، ولا شك أن التخلي عن مواجهة الهجوم بالهجوم ما دامت وسائله لدى المهاجم أصدق وأقوى وأبلغ وأنكى هو حقيقة الهزيمة.

في مجال التربية والتعليم لا نكون صادقين مع أنفسنا ومع إسلامنا ومع وطننا إذا حجبنا عن أبنائنا نصف الحقيقة وإذا لم نعمل على تنمية الثقة بالإسلام وأحكامه وشعائره (ومنها ذروة سنامه: الجهاد) في نفوس الناشئة.

وفي ضوء ما تقدم كتبت الصيغة البديلة لموضوع الجهاد في المنهج المدرسي.

الجــهـــاد:
في العصر الحاضر تقوم (العلاقات بين الدول) سواء في حالة الحرب أو السلم على (المصلحة القومية والقوة) وبما أن من المتوقع دائماً أن تتعارض مصالح الدول وتتصادم ، فإن الدول كلها - حتى المعترف بحيادها مثل سويسرا - تبذل جزأً كبيراً من ميزانياتها وكثيراً من جهودها لتصنيع وتخزين أسلحة القتل والتدمير، وتدريب مواطنيها على القتال وتأهيلهم لخوض الحروب، ويبلغ جنون التسابق في ذلك من بعض الدول إلى درجة تخرج عن حدود العقل فلقد اشار وزير الدفاع الأمريكي السابق كلارك كليفورد أن القوة التدميرية الإجمالية في العالم اليوم (1985) هي مليون مرة أكبر من القنبلة الي ألقيت على هيروشيما[أنظر كتاب النبوة والسياسة تأليف جريس هالسل، وترجمة د. محمد السماك].

بل أن دولة واحدة فقط من الدول إلى العالم توجه خارجها من الرؤوس النووية ما تبلغ طاقته التدميرية مائة وستين ألف ضعف قوة القنبلة التي أسقطت على هيروشيما التي قتلت مائة ألف نفس من سكان مدينة كبيرة ودمرت مرافق الحياة فيها، (احسب كم انساناً تكفى لإفنائه هذه القوة المتوحشة، وقارن النتيجة بعدد سكان الكرة الأرضية) ولا تكتفي هذه الدولة بالقوة النووية بل تضيف إليها مخزوناً يكفي لموت سكان الأرض عدة مرات من الغازات السامة (السلاح الكيماوي) والأوبئة المصنعة (السلاح البيولوجي) وهذا ما حمل أحد وزراء الحرب السابقين (روبرت مكنمارا) في تلك الدولة أن يصف قوتها التي تستعد بها للحرب بأنها غير أخلاقية وغير قانونية وغير ضرورية من الناحية العسكرية، وتهدد العالم كله بالخطر.

ولا تختلف الدول المعاصرة في بذل كل ما تستطيعه للاستعداد للحرب سواء كانت عقيدتها العسكرية هجومية عدوانية أم دفاعية، وفي اعترافها بالمبدأ المشئوم (تحكيم المصلحة القومية والقوة).

إن المبدأ المشئوم (المصلحة القومية والقوة) من ناحية الواقع هو موجد أعظم أزمة يواجهها إنسان العصر الحاضر، وهو سبب أسوأ ما يعانيه البشر من المآسي والظلم والطغيان، ومن ناحية العقل فلا يفترق هذا المبدأ عن المبدأ الذي يوجه ويحكم سلوك قاطع الطريق، أو عصابة الإجرام المنظم أو الحيوانات الوحشية.

إذا كان سفك دماء الأبرياء، وتدمير مرافق الحياة، وإهانة الكرامة الإنسانية هو مقياس الشر، والهمجية، والانحطاط الأخلاقي للإنسان فما هو الحكم على نتائج الحروب في السنوات الأولى للقرن الحادي والعشرين في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان من كمية الدماء المسفوكة للأبرياء من الأطفال والنساء والرجال غير المقاتلين، وحجم التدمير الذي أصاب مرافق الحياة، وأنواع الإهانة للكرامة الإنسانية.

هل يستطيع الإنسان أن يتخلص من خزي هذا الحكم بالرغم مما وصل إليه من ذرى سامقة في المعرفة والتقنية واختراع وسائل الرفاهية، والعلم بظاهر الحياة الدنيا وتنظيمها، وبالرغم مما يصم الأذهان من ضجيج عن دعاوي التمدن والأخلاق الكونية، والتقدم والتنوير والحداثة.

على عكس هذا المبدأ الهمجي المشئوم، يقيم الإسلام العلاقات بين الدول سواء في حالة الحرب أم حالة السلم، على العدل، العدل الحقيقي ذي الميزان الواحد، فالعدل في الإسلام هو الحد الأدنى في علاقة المسلم بغيره فرداً أو جماعة أو دولة، العدل مع القريب والبعيد، مع الصديق والعدو، مع المسالم والمحارب قال تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}. وقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل:90].

ويدل القرآن على أن أسوأ الشرور في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان:
سفك الدم، والفساد في الأرض وإرادة العلو فيها قال تعالى: {قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} [البقرة:30]، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} [البقرة:204-205]. وقال عن اليهود: {لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء:4]، وقال عن فرعون: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]، وقال سبحانه: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص:83].

ولا يسمح الإسلام بسفك دم الإنسان إلا في سبيل مكافحة هذه الشرور الثلاثة، قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32].

فالإسلام يعتبر أن الإنسان في الأصل معصوم الدم والمال والعرض، قال العلامة ابن دقيق العيد: “الأصل عدم إتلاف النفوس وإنما أبيح منه ما يقتضيه دفع المفسدة (ابن دقيق العيد، إحكام الأحكام ج 4 ص[525])، أي: "لا تقاتل من لا يقاتلك” (تفسير الإمام الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن).

وقال العلامة ابن القيم: "دائما كان صلى الله عليه وسلم يقاتل من يحاربه ويقاتله أما من سالمه وهادنه فلم يقاتله" (ابن قيم الجوزية، هداية الحيارى ص[12]).

دلت الآية على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه … وأن المثلة بهم غير جائزة وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا وغمونا بذلك فليس لنا أن نقتلهم بمثله" (تفسير الإمام القرطبي، الجامع لأحكام القرآن).

وتطبيق هذا المبدأ يوجب عدم تجاوز ضرورات الحرب، وهذا المبدأ تطبيق لأمر الله تعالى بالتقوى الذي يقرن به دائما الأمر بالجهاد. الجهاد وحده هو الحرب التي تحكم بقواعد تضمن اخلاقية الدافع لها، وعدالة السلوك فيها، ورعاية الأخلاق والاعتبارات الإنسانية.

حكم الجهاد:
الجهاد في الأصل فرض كفاية على الرجال المكلفين القادرين على القتال بشرط إذن الوالدين ويكون فرض عين عليهم إذا عينهم لذلك ولي أمر المسلمين، أو حَصَر العدو البلد الذي يقيمون فيه أو أحتله، ولا يجوز رفع آية الجهاد إلا للإمام أو من يفوضه، حيث يكون ذلك ممكنا، ولا يجوز لأحد المسلمين أو طائفة منهم الافتئات على الإمام أو على جماعة المسلمين بإعلان الجهاد.

وبما أن الجهاد ليس غاية في ذاته وإنما وسيلة لتحقيق مصلحة الإسلام والمسلمين فتطبق عليه قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد، فإذا غلب على الظن إضراره بالمصلحة العامة للإسلام والمسلمين - في نطاق الأحكام المشار إليها والحدود الشرعية - أو عدم تحققها فلا يجوز اللجوء إليه.

فضل الجهاد:
القرآن الكريم والسنة النبوية مليئان بالثناء على الجهاد والحث عليه ووعد المجاهدين بأفضل الجزاء ولو لم يرد في ذلك إلا الآية الكريمة: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:111] لكانت كافية.

المملكة العربية السعودية والجهاد:
أرض المملكة العربية السعودية هي مركز الإسلام، ومأرز الإيمان وتضم أقدس مقدسات المسلمين وقد حمل سكانها أمانة حمايتها والدفاع عنها.

وبما أن المملكة العربية السعودية تلتزم بتطبيق شريعة الإسلام واعتماد الكتاب والسنة مرجعين حاكمين على كل أنظمتها بما في ذلك النظام الأساسي للحكم فقد كان من الطبيعي أن تلتزم حكم الإسلام ومنهجه في العلاقات الدولية فتميزت عن دول العالم في حالة السلم بالاعتراف بإلزامية العقود والمعاهدات الدولية في المنشط والمكره فهي لا تدخل في مثل هذه العقود إلا بالعزم على الالتزام بها ثم تفي بموجب عزمها، وفي حالة الحرب كذلك فمن المفترض بأن تلتزم بألا تقوم بالحرب إلا حرب الجهاد المحكومة بالمبادئ والقواعد التي شرحناها وأهمها قاعدة العدل وعدم العدوان.

وتطبيقاً لذلك فإنها تسعى لتحقيق أمر الله قال تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:60]. فتسعى لتحقيق أسباب القوة على الجهاد، وتدريب مواطنيها على تقنيات الحرب.

والجندي المسلم في المملكة العربية السعودية، على خلاف الجندي في البلدان الأخرى التي لا تلتزم تطبيق شريعة الإسلام فهو يتدرب للحرب ويدخل الحرب عند الاقتضاء ملتزماً بهدي الله، واثقاً بما وعده الله النصر أو الشهادة، واعياً بأن عمله وحركاته وسكناته في هذا السبيل عبادة من أفضل العبادات تستوي عنده الحياة والموت في سبيل الله كيف لا وهو يقرأ مثل هذه الآيات الكريمة {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران:160-170].
 

المصدر: مدونة الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين

صالح بن عبد الرحمن الحصين

الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي (سابقا)، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو المجلس الرئاسي لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالمملكة العربية السعودية.

  • 1
  • 0
  • 3,093

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً