الإعلامي الذي نحتاج

منذ 2006-04-26
طفرة كمية كبيرة حقّقها الإعلام العربي خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ تزايدت أعداد القنوات التلفازيّة والإذاعات والصحف والمجلات؛ إلا أن هذا التطور الكمّي لم يرافقه تطوّر كيفي أو نوعي نتطلع جميعاً إليه، وذلك لعدة أسباب:

في مقدمتها ضعف إمكانات كثير من العاملين في الحقل الإعلامي وهو الضعف الذي يدركه بجلاء كثير من عامة الجمهور العربي، فضلاً عن المختصين والنخب الثقافية والفكرية. و على الرغم من التزايد الكبير في أعداد وسائل الإعلام والإعلاميين فإن المتميزين منهم ما زالوا قلة يمكن حصرها بسهولة.

فما هي صفات أو مواصفات الإعلامي الذي نحتاج إليه في هذا العصر؟ وما هي مؤهلاته واهتماماته؟

أصناف الإعلاميين الموجودين في الساحة الآن ثلاثة: الإعلامي الحرفي، وهو الذي يمارس العمل الإعلامي بأسلوب وظيفي روتيني، مثلما يمارس أي موظف مهما كانت وظيفته، دون رغبة أو قدرة على الإبداع والتميز، هذا الحرفي لا يعي أن للإعلام رسالة، وما أكثر هؤلاء الحرفيين في وسائل إعلامنا! يؤكد ذلك كثير من المواد التي تُنشر في الصحف أو تُبث في التلفاز والإذاعة.

والصنف الثاني هو الإعلامي التبعي، وهذا النوع من الإعلاميين يجمع بين المهنية وضبابية الرؤية، أو مسلوب الهوية أحياناً أخرى، هذا الغثّ الإعلامي هو الذي يسيّر كثيراً من مؤسسات الإعلام العربي، وأتباعه هم الذين ابتليت بهم الأمة، وفتحوا عليها منافذ للشر في وقت هي أحوج ما تكون إلى الثبات على المبدأ والمحافظة على الهوية، وصيانة المحددات القيميّة للمجتمع في مواجهة التغريب الإعلامي الذي تتعرض له مجتمعات المسلمين.

أما الصنف الثالث فهو الإعلامي المهني الذي يعي أن الإعلام مهنة ذات رسالة، يمنحه هذا الوعي رؤية واضحة، وقدرة دائمة على تطوير ذاته وتنمية إمكاناته.

إن إحساس هذا الإعلامي المهني برسالته ووعيه بها، هو ما يدفعه طواعية لامتلاك كل ما من شأنه الارتقاء بمهنيّته، وبالتالي قدرته على أداء رسالته، فهو مشغول بتثقيف نفسه، مهموم بواقع أمته، متألم لقضاياها الناجزة، وهذا هو الإعلامي الذي نريد ونحتاج.
المصدر: الإسلام اليوم - محمد بن سعود البشر
  • 3
  • 0
  • 11,743
  • مسلمة تتمنى النصر لهذا الدين

      منذ
    [[أعجبني:]] شرح مختصر ودقيق لمعنى الصحافة و الاعلام فيا ليتنا نقوم كل بعمله المنوط به في هذا المجتمع وقدرنا المسؤولية الملقاة على عواتقنا لاصبخنا في مقدمة الامم [[لم يعجبني:]] القاء الوم على مهنيي الصحافة وحدهم
  • رتيبة

      منذ
    [[أعجبني:]] اعجبني التصنيف ،فالاعلاميين الحرفيين كثر لكنهم لا يقدمون الكثير و لا يقدمون الحلول كما انهم طوع سياسة او خط الوسيلة الاعلاميةتماما كما يحل لنا نحن الاعلاميين في الجزائر بودنا ان نراقي بموادنا الاعلامية انا شخصيا ارغب في الارتقاء بعملي ان اغوض في اعماق المشاكل الاجتماعية التي يعيش فيها الشعب لكن لا سبيل لذلك. [[لم يعجبني:]] ياليت لو قدم المقال الحلول او اقترح صاحبه جمع الاعلاميين الشباب في جريدة الكترونية مفتوحة لكل صحفي عربي او مسلم يفصح فيها عن مواهبه المكبوتة شكرا السلام عليكم
  • سعوديـــ أنـــا ـــة

      منذ
    [[أعجبني:]] أسلوب ودراسة نقدية مصغرة لكن خير الكلام ما قل ودل.....شكرا لحسن الإختيار

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً