القصير.. معركة مصير

منذ 2013-06-22

الأنباء تطير من القصير تحمل بشريات بأن الهجوم على القصير قد تم صده حتى الآن، وتكبد المهاجمون خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بلغت نحو 300 من (حزب الله) وحده -بحسب مصادر المقاومة- وأن عصابات الأسد قد عجزت عن اقتحام القصير.. لكن هل هذا يبعث على الطمأنينة الكاملة؟!


هذا هو العنوان الحقيقي للمعركة، لكنها للأسف لا تخاض تحته؛ إذ الواقع يشي بأن طرفاً واحداً يعتبرها معركة مصير ووجود لمشروعه، بينما السواد الأعظم -وهم أهل السنة- لا يعتبرونها كذلك.

المدد الشيعي يتدفق من كل حدب لمساعدة القوات العلوية، التي تحاول اقتحام استحكامات الثوار في القصير وحولها، والآلاف يعبرون الحدود من الجانبين اللبناني والعراقي لخوض المعركة ضد المسلمين السنة في القصير، فيما الطرف الآخر يخوضها في إطار محلي محدود، يتدفق المدد تمهيداً لارتكاب مذبحة بينما تتنادى الفصائل وتصرخ الأصوات حاشدة من الائتلاف السوري ومن علماء سوريا.. الخ لدعوة جميع الفصائل بالمشاركة في المعركة، وتلبي الفصائل، لكن هل هذا يكفي؟!

الأنباء تطير من القصير تحمل بشريات بأن الهجوم على القصير قد تم صده حتى الآن، وتكبد المهاجمون خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، بلغت نحو 300 من (حزب الله) وحده -بحسب مصادر المقاومة- وأن عصابات الأسد قد عجزت عن اقتحام القصير.. لكن هل هذا يبعث على الطمأنينة الكاملة؟!

لدى الأبطال الكماة ما يكفي من الفدائية والحماسة، ويتمتعون بقوة إيمان نحسبهم عليها، لكن نبل مساعيهم وقوة مقاومتهم وتفانيهم لا يغسل أيدينا من دم من يرتقي منهم شهيداً أو يقدم دمه جريحاً في معركة المصير، لسنا نكتب لنجهض الأمل، ولكن لنبعثه وفق حسابات دقيقة واقعية فحسب..

إن جريمة الحصار المفروضة على القصير معلوم هدفها الإستراتيجي، ولدى المهاجمين وأشياعهم من الشرق والغرب فكرة دقيقة عن حيوية المعركة وأثرها المستقبلي؛ فالبعض يربط بينها وبين التحول الدراماتيكي في مسار الصراع -وهو محق- لكن نقول، ويقول غيرنا: "إن الأبطال سيصمدون، وأن القصير حتى لو سقطت؛ فإن المعركة لم تنته"، ولكن هذا لا يعني أبداً أننا إزاء معركة عادية، أو خطوة صراعية اعتيادية؛ فالطريق سيصير مفتوحاً للساحل السوري -لا قدر الله- إن نجحت عصابات الأسد في اقتحام القصير، وسيكون الثمن فادحاً للأرواح الذي ستزهقها الميليشيات الدموية الطائفية التي تعادي بجرائمها المسلمين جميعاً، حيث تضم المنطقة عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء..

وسوف تقل حاجة النظام الفاشي للسيطرة على حمص بعد أن تؤمن القصير طريقاً للساحل، ولذلك؛ فإن ما يبدو صادماً الآن، هو إدراك طرف مجرم لحزمة الأهداف والأحداث -هذه إن حقق غلبة في القصير- ولا ندركها نحن، ولا نفعل شيئاً من أجل إيقاف المجزرة، حكومات وشعوباً..

نعم، إن أملنا في الله كبير أن تنجح جموع فصائل الثوار في كسر الحصار عن القصير، ورد كيد المهاجمين، ودحر عصابات نصر الله والأسد، ولقد أظهروا من البطولات مع يجعلنا واثقين من قدراتهم وبأسهم، برغم كل الحسابات الأرضية المقلقة.. ولكن مع هذا؛ فإن الوضع بالغ الدقة، وهو بحاجة إلى تغيير في الرؤية الإسلامية والعربية حيال الوضع السوري برمته، وإلى تحرك الشعوب ضاغطة من أجل وقف هذا النزيف والجريمة التي يجري التحضير لها بكل شراسة الآن.

 

  • 0
  • 0
  • 2,348

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً