الانقلاب على الشرعية والشريعة

منذ 2013-07-07

إن الإعلام الرسمي, إعلام مبارك الذي يدفع له الشعب رواتبه يتواطأ الآن ضد الرئيس المنتخب بجميع قنواته بدعوى الانحياز للشعب رغم أنه خذل نفس الشعب احتراما للرئيس المزور من قبل, ويتجاهل الآن الملايين الذين يجوبون الشوارع مؤيدين للشرعية..


لا يمكن أن يكون المشهد الذي نراه في مصر الآن هو نوع من الاحتقان السياسي العادي أو مطالب فئوية واجتماعية, ولا يمكن أن يقنعنا أحد أن معظم من خرج في التحرير يريد إصلاحا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهو غير كاره وحاقد على التيار الإسلامي ويريد خلعه بعد حملة التشويه والتشهير التي نفذها إعلام مبارك بشكل منظم طوال سنتين ونصف..أكثر من ذلك لا يمكن أن يصدق أحد أن أهم أسباب خروج المحرضين وكبار القادة وأتباعهم هو نفي الشريعة والدين الإسلامي من الدستور ..


لقد اعترض الكثير منهم علانية يوم تم إقرار الدستور الجديد  وأشاروا إلى المادة التي توضح كيفية تفعيل الشريعة الإسلامية والتي كانت من صياغة الأزهر وهي الجهة التي يزعمون أنهم يحترمونها الآن في محاولة لكسب تعاطف الجماهير وحصر الخلاف مع الإسلاميين في النواحي السياسية...إن الخليط العجيب الذي نراه اليوم معارضا للرئيس مرسي الذي يتعرض لأكبر مؤامرة على رئيس منتخب في التاريخ الحديث, هذا الخليط لا يثير الدهشة بقدر ما يثير التأمل..

فأنت ترى فلول مبارك بصورة واضحة في التحرير من أتباع توفيق عكاشة ومرتضى منصور وأحمد شفيق يقفون بجانب بعض من خرج مضحيا بروحه لخلعه وخلع نظامه بالكامل قبل عامين, كذلك نرى مدخني البانجو والحشيش والمتحرشين بالنساء جنبا إلى جنب مع بعض الثوار, كما نرى البلطجية حاملي السوف والخناجر والأسلحة النارية يطوفون الشوارع لترويع الآمنين تحت حراسة شرطة مبارك التي طالما حذرنا من تخاذلها وتركها للبلطجية عمدا لتخريب البلاد وإسقاط نظام الرئيس المنتخب من الشعب..


نرى النصارى الذين خرج كبيرهم اليوم زاعما أن الشعب ـ في إشارة لمتظاهري التحرير ـ خرج لاسترداد ثورته في تحريض واضح لأتباعه على النزول ضد الرئيس الشرعي للبلاد الذي اختاره معظم المصريين في انتخابات نزيهة رغم أنه في وقت سابق وقبل عامين وقف سلفه شنودة ليؤيد الطاغية مبارك الذي كان رئيسا بالتزوير لمدة 30 عاما, وقف مؤيدا له أمام حشود الشعب المجتمعة ضده دون أن يضع أي اعتبار لإرادة الشعب وها هي الطائفية والعنصرية والتضليل يطلون برؤوسهم في مظاهرات التخريب والبلطجة على رئيس لم يمكث سوى عام واحد واجه فيه تعنت القضاء وتخاذل الأمن وتخريب المعارضة خلال مظاهراتها المستمرة كل أسبوعين والتي تنتهي دائما بالقتل والحرق...


إن الإعلام الرسمي, إعلام مبارك الذي يدفع له الشعب رواتبه يتواطأ الآن ضد الرئيس المنتخب بجميع قنواته بدعوى الانحياز للشعب رغم أنه خذل نفس الشعب احتراما للرئيس المزور من قبل, ويتجاهل الآن الملايين الذين يجوبون الشوارع مؤيدين للشرعية.. لقد انكشف الغطاء عن الشرطة التي تعمل ضد النظام القائم والتي تشارك في اقتحام مقرات الحزب الحاكم وتعتدي على أنصاره ...

أما الجيش فموقفه غير مفاجئ بالنسبة لي على الإطلاق وإن أردتم فعودوا لكلامي عن المجلس العسكري إبان فترة حكمه ولكن الغريب هذه السرعة في إصدار البيان الأول وتوجيه إنذار للجميع بما فيهم الرئاسة رغم ان المظاهرات لم تستمر سوى يوم واحد وكانت جبهة المؤيدين اكثر عدديا وإن كانت تركزت في مكان واحد فقط وهو خطأ تم تداركه بعد بيان الجيش الذي كان بمثابة ضرة نافعة...لن أتكلم عن موقف بعض الأحزاب الإسلامية التي ما زالت تظن أن المعركة بين جماعة الإخوان وأعدائهم ولكني أقول لهم تذكروا هذا اليوم جيدا قبل أن تقولوا "أكلنا يوم أكل الثور الابيض".

خالد مصطفى - 24/8/1434 هـ
 

  • 7
  • 0
  • 1,562

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً