إلى رمضان
قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ
وإلى سُويعات السكينة والرضى *** إني بغيرك تائهٌ حيرانُ
- التصنيفات: مناسبات دورية - الشعر والأدب -
قلبي لأيامِ الهدى ظمآنُ *** وإلى جلالكَ عاشقٌ ولهانُ
وإلى سُويعات السكينة والرضى *** إني بغيرك تائهٌ حيرانُ
وأنا جَوى والوجدُ يخفُقُ في دمي *** يا سيدَ الأيامِ يا رمضانُ
نفسي التي صدِئتْ وأثقلها العَنَا *** خلف السرابِ وهدَها الجَرَيَانُ
تهفو إلى زمنٍ يعيد سمَّوها *** فيه الصفا والطُهر، والإحسانُ
فلقد عهدتُك بالسَّنا متدثراً *** وعهدتُ أنك رحمةٌ وأمان
وعهدتُ أنك شهرُ عزٍ وعُلا *** وشَّى خيوطَ المجدِ فيك بيانُ
فيك انتصاراتُ الخلود تتابعتْ *** شهدت عليها الأرضُ والأكوانُ
قلبي إلى ذاك الزمان مسافرٌ *** وإلى الذي قد كنتَه لهفانُ
وإلى فتى الإسلام تشربُ نورَه *** الأرضُ، والتاريخُ، والإنسانُ
والزحفُ، والنصرُ الجليلُ، وفتيةٌ *** علّمَتهم سُوَرَ الجهادِ فكانوا
شوقي إلى بدر يرفرفُ تاجُها *** فوق ا?دهورِ فصوّح الطغيانُ
وإلى سموّ الفتح في أم القرى *** صدَح الأذانُ ودُكّتِ الأوثانُ
وإلى ثرى حطينَ قلبي طائرٌ *** يزهو صلاحُ الدين والإيمانُ
ما كنتَ شهراً كالشهور جميعها *** أو كان مثَلكَ في الزمانِ زمانُ
بل كنتَ جوهرةَ الدهور تألقتْ *** لمَا تنزّل كالضّيا القرآنُ
فإذا لنا فوقَ النجوم بيارقٌ *** وبكلِّ أرضٍ حكمةٌ ولسانُ
ماذا أقول اليومَ يا رمضان؟ *** حلَ الصِّغارُ، وخيّم الخذلانُ
قلبي على جمر الأسى متحرقٌ *** ونمتْ على شطآنه الأحزانُ
عادتْ جيوشُ الكفر تدهم أمتي *** ويقودها من قرنِها الشيطانُ
من كلِّ فجِ أقبلتْ فرسانُهم *** وعتلا شعارُ الغدر والصُّلْبانُ
شوقي إلى حطينَ أخرى، إنه *** عاد الصليبُ يسوقه البُهتَانُ
وجميعَ أرضِ المسلمينَ تسوّروا *** لم تنجُ من أرجاسهم أوطانُ
رمضانُ لم يوقظْ كرامة أمتي *** أو يصحُ فيه من الكرى وسنانُ
قد كان رمزَ جهادها وجلادها *** كم ساح فيه إلى الفِدا فرسانُ
جعلوه شهر مآكلٍ ومشاربٍ *** يزهو به العطشانُ والجوْعَانُ
جعلوه شهراً للرذيلة والخنا *** وتنافسٍ يعصى به الرحمنُ
أو سهرةً ممطوطة حتى "الصبا *** ح" يقودها المخمورُ والعُرْيانُ
عُدْ شهر فتح مثلما عوّدتنا *** غرق السفين ومالنا رُبّانُ
عُدْ شهر قرآن، فما في غيره *** بين الضلالة والهدى فرقانُ
وليد قصاب